الأغوار الوسطى.. “معضلة الدعم” تلاحق استعدادات جهات خيرية لاستقبال رمضان

الاغوار الوسطى – رغم أن العمل الخيري في مناطق الأغوار باعتبارها المناطق الأشد فقرا، يعتبر من أهم الإجراءات التي تسهم في تخفيف معاناة الأسر الفقيرة ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال والنساء والأرامل والأيتام، خاصة في شهر رمضان المبارك، إلا أن الجهود التي تبذلها جهات معنية، ما تزال تصطدم بمعضلة تراجع الدعم سواء المادي أو العيني.

تقول رئيسة جمعية التعاون الخيرية كوثر العدوان إن الجمعيات تقوم بجهود جبارة هذه الأيام لمحاربة الفقر وتأمين لقمة العيش للفقراء والمحتاجين، خاصة ممن لا يستطيعون العمل والتكسب، مشيرة الى أن ما تتمتع به الجمعيات الخيرية من صلاحيات واسعة ومرونة في الحركة داخل المجتمع، مكنها من الاطلاع بشكل أشمل على أوضاع الكثير من الأسر التي التحقت بقائمة الأسر المحتاجة.

وتضيف، أن الجمعية تحرص كل عام على تجهيز مجموعة من البرامج والفعاليات التي يتم تنفيذها في الشهر الفضيل كتوزيع المواد العينية والمساعدات المادية والملابس وإقامة موائد الإفطار، مبينة أن نجاح الاستعدادات يتطلب توفير الدعم اللازم من الجهات الممولة سواء كانوا محسنين أو هيئات خيرية أو مؤسسات مجتمع مدني.
وتؤكد العدوان أن جهودهم لم تفلح إلى الآن بالحصول على المساعدات الكافية من المحسنين والجهات الداعمة بخلاف المواسم الماضية، مشيرة إلى أن التعاون الذي لمسناه من الجهات المعنية كان جيدا، لكنه لا يرقى إلى الحجم المطلوب، خاصة وأن عمل الجمعيات يرتكز بشكل شبه كلي على المساعدات لعدم وجود مصادر دخل ذاتية.
وتوضح أن الجمعية أنهت استعداداتها اللازمة لاستقبال الشهر الفضيل، إذ جرى عمل مسح ميداني للأسر الفقيرة والمحتاجة وإعداد كشوفات بأسمائهم وعناوينهم لتسهيل مهمة إيصال المساعدات وضمان وصولها للجميع، مبينة أن الجمعيات الخيرية تعد الجهة الأقرب للفئات المحتاجة ما يضعها أمام تحد كبير بحمل عبء المسؤولية الملقاة على عاتقها أمام هذه الفئات.
ورغم أن المتبرعين والداعمين للجمعيات بشكل عام ينشطون خلال شهر رمضان المبارك وخاصة في الثلث الأخير منه، إلا أن ارتفاع أعداد المحتاجين يزيد من حاجة الجمعيات إلى الدعم، بحسب رئيس تكية الكرامة فايز الرقيدي، الذي أكد أن غالبية الأسر المحتاجة تنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لما يوفره لهم من مساعدات تسد جوعهم وتوفر لهم الكسوة اللازمة، ما يزيد من العبء على الجمعيات الخيرية والجهات الخيرية العاملة في المنطقة.
ويبين أن هناك تراجعا ملحوظا في الدعم المقدم من الشركات أو المحسنين للجهات العاملة في المجال الخيري، ما يحد من قدرتها على مد يد العون للفقراء والمساكين خاصة خلال الشهر الفضيل، موضحا أن غالبية هذه الجهات لا يوجد لها مصدر دخل ثابت وتعتمد بشكل كلي على المحسنين والشركات الوطنية في توفير المساعدات للأسر المحتاجة.
ويقول “العام الماضي تمكنا من توفير إفطار ستة أيام قبل بدء الشهر الفضيل، في حين أننا لم نستطع إلى الآن توفير ثمن وجبة واحدة ما يضعنا في مجابهة الأسر المحتاجة التي تنتظر من التكية توفير وجبات الإفطار طيلة أيام الشهر”، عازيا تراجع الدعم إلى الأوضاع الأمنية في المنطقة والتي انعكست على الوضع الاقتصادي بشكل عام وعلى قدرة المحسنين والجهات الداعمة على الإسهام في التبرع بالمساعدات النقدية والعينية، إضافة إلى ارتفاع أعداد المحتاجين نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في منطقة الأغوار وارتفاع نسب الفقر والبطالة.
وتبين الناشطة الاجتماعية روشكا تيم أن ما يزيد على 2000 طلب مساعدة تم تسجيله في كشوفات الجمعيات إلى الآن، رغم أنها لم تتلقَ أي مساعدات من الجهات الداعمة ما يسبب حرجا للعاملين في هذه الجمعيات، لافتة إلى أن غالبية هذه الأسر تنتظر الشهر الفضيل للحصول على السلع الرئيسة كالسكر والأرز والزيت وما إلى ذلك من المتطلبات الضرورية.
وتوضح أن الجمعيات الخيرية عادة ما تنشط خلال شهر رمضان المبارك في تقديم العون للفقراء والمحتاجين، إلا أن ذلك يبقى رهن توفر الإمكانات المادية أو المساعدات العينية، لافتة إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة أثرت بشكل كبير على عمل الجمعيات والجهات العاملة في المجال الخيري مع تراجع قيمة المساعدات العينية والنقدية حتى بات معظمها عاجزا عن القيام بالدور المنوط بها خاصة في مثل الظروف الحالية التي يجد فيها أبناء المجتمع صعوبة في تأمين متطلبات الحياة الرئيسة.
ويقدر عدد الجمعيات الخيرية في الاغوار الوسطى بنحو 60 جمعية، قلة منها من يستطيع القيام بالدور المطلوب منها وبالحد الأدنى.
من جانبه أشار مصدر من وزارة التنمية الاجتماعية أن عمل الجمعيات الخيرية يعتمد بشكل شبه كلي على العمل الخيري، والمساعدات التي تقدم لها من المؤسسات والأفراد، والتي تنشط خلال شهر رمضان المبارك، موضحا أن الوزارة من خلال مديرياتها تقوم بمساعدة هذه الجمعيات من خلال توزيع الطرود والمساعدات التي ترد من الشركات عليها، إلا أن الدور الأكبر يقع على عاتق الجمعيات نفسها من خلال التركيز على العلاقات الاجتماعية للحصول على الدعم سواء من الأفراد أو الشركات.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة