بلا طعام ولا دواء.. أطفال من ذوي الإعاقة يواجهون المصائب
غزة – تجلس السيدة الفلسطينية وفاء البلبيسي، في أحد مراكز الإيواء داخل مدرسة في شمالي قطاع غزة، بجوار نجلها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتجد البلبيسي نفسها محاصرة داخل غرفة محترقة بعد تعرضها لقصف صهيوني سابق، فلا بديل آخر لديها يمكنها النزوح إليه، مع استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة.
ويعاني أبناء البلبيسي الـ3 من إعاقة عقلية، فيما يعاني أحدهم من زيادة في الشحنات الكهربائية في الدماغ، ويتناولون علاجا مخصصا لحالتهم، وفق البلبيسي.
وتقول الأم بصوت مختنق، “أطفالي يعانون من الإعاقات العقلية، ولا مكان آمن لنا للجوء إليه، مراكز الإيواء في المدارس لم تعد تستطيع استيعابنا، وأسعار المواد الغذائية المرتفعة جعلت الحصول على الطعام أمرا شاقا”.
وتضيف أن أحد أبنائها يعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية وحالته صعبة ويحتاج إلى دواء غير متوفر حاليا.
ويعاني نجلها إسلام من حساسية غريبة جدا تتسبب بظهور بقع زرقاء على الجلد، ولا تختفي إلا بتناول أطعمة معينة وأدوية خاصة مفقودة حاليا.
وتشير الأم إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء، مع تفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أنها لا تستطيع الحصول على إمدادات غذائية كافية، بسبب الأسعار الباهظة، وعليه تحاول إطعام أطفالها بوجبة واحدة يوميا.
وتبين البلبيسي أن معظم الأغذية فقدت من الأسواق كالأرز والطحين، لذلك اضطررنا لأكل العلف المخصص للحيوانات، إلى جانب انقطاع الحفاظات اللازمة لأطفالها.
ويواجه آلاف الفلسطينيين في شمال غزة خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات إلى هذه المنطقة في إطار الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول(اكتوبر) الماضي.
ويشعر الأطفال الـ3 بالخوف الشديد عند سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتقول البلبيسي بحزن شديد “أصعب شيء أعانيه مع أبنائي صعوبة التعامل والتواصل مع الناس، بسبب الإعاقة العقلية التي يعانونها، ولا يوجد مكان أذهب إليه، وتنقلت بين 3 مدارس”.
وتضيف أنهم في إحدى المرات عادوا إلى البيت فوجدوه متضررا جراء القصف الإسرائيلي، فعادوا إلى المدرسة الأولى فوجد الصف مقصوفا أيضا.
وتشير إلى الوضع المأساوي للغرفة التي يتواجدون فيها برفقة 10 أشخاص آخرين، رغم أنها لا تتسع لعائلتها وحدها فقط، حيث تتساقط قطع الأسمنت من الجدران بسبب القصف والحريق.
وتتمسك الأم مع كل هذه التحديات بالأمل والإيمان، وتناشد الجهات الإنسانية والعالمية بتقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ حياة أسرهم المحاصرة، مؤكدة أن أملها الوحيد هو أن يعيش أطفالها بسلام وكرامة، وأن تنتهي الحرب ويرفع الحصار الظالم على قطاع غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023، يشن الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.