“بنك الملابس”.. مبادرة لكسوة أسر معوزة بغور الكرك
الكرك – باتت المبادرات التطوعية التي ينظمها ناشطون في مناطق الأغوار التابعة لمحافظة الكرك، ملاذ مئات الأسر الفقيرة والمعوزة، لتوفير حتى أبسط احتياجاتها، في ظل أوضاع صعبة، تخطت حدود الحرمان، ضمن بيئة اجتماعية تصنف رسميا بأنها إحدى جيوب الفقر في المملكة.
وعلى امتداد لواء الأغوار الجنوبية، حيث تتجسد مشكلتا الفقر والبطالة، يتبنى شبان وفتيات متطوعون في جمعيات خيرية مبادرات نوعية، بهدف إيصال المساعدات لأسر تتعفف عن طلب المساعدات، رغم أنها تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، كالسكن ومياه الشرب النظيفة، ناهيك عن الملابس والطعام واحتياجات أخرى منسية وخصوصا لدى السيدات.
وتسهم تلك المبادرات في تحسين ظروف السكان وخصوصا من سكان الخيام ومنازل الصفيح، الذين يعيشون ظروفا صعبة، تفتقر أحيانا حتى لمياه الشرب وخدمة الكهرباء.
ومن بين احتياجات الأسر التي تبدو غائبة عن الجهات الخيرية والمساعدة، حاجتها للملابس، إذ تركز المساعدات عادة على احتياجات الأسر من المأكل والمشرب.
مؤخرا، التفتت مجموعة من الناشطين إلى احتياجات الأسر الفقيرة والمعوزة من الملابس، ليتم تأسيس بنك للملابس يتم تجميع ما يفيض عن حاجة الأسر بمناطق مختلفة من المملكة، وإعادة غسلها وفرزها بحسب النوع والعمر والجنس وإعادة توزيعها على مناطق الأغوار الجنوبية.
ووجدت المبادرة ترحيبا كبيرا من قبل العديد من الأسر لحاجتها الماسة إليها، وخصوصا في ظل ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وجاء اطلاق مبادرة “بنك الملابس” بالأغوار الجنوبية من قبل جمعية الإنماء والبنيان الخيرية بالتعاون مع الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي وجمعية مسار الخير للتنمية المستدامة.
وقالت رئيس جمعية الإنماء والبنيان وعد حسونة، إن “بنك الملابس” من المبادرات الناجحة بدعم من أهل الخير في وطننا الحبيب، بحيث يتم تزويد الجمعية بالملابس بشكل دائم، مشيرة إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الداعمين لحملة بنك الملابس لخدمة الأهل في الأغوار الجنوبية.
وأكدت أهمية التعاون والتنسيق والاستمرار في إطلاق بنك الملابس في المناطق الأشد فقرا، لخدمة المجتمعات المحلية، مشيرة إلى أن مختلف مناطق الأغوار الجنوبية بحاجة ماسة إلى تقديم يد العون والمساندة لهم بمختلف الاحتياجات وبشكل دائم.
وأشارت إلى جهود فرق الجمعية وكوادرها في العمل التطوعي من خلال الجهود المختلفة التي تبذل والتعاون الدائم مع الجمعيات الرافدة والمساندة للعمل بالأغوار الجنوبية، والتي لديها معرفة وإحصائيات حول الأسر ومواقع الاحتياجات المختلفة.
وقال رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي فتحي الهويمل إنه تم إطلاق الحملة الحالية من فعاليات بنك الملابس المتنقل بدعم من جمعيتي الإنماء والبنيان ومسار الخير في المناطق الأشد فقرا، لافتا إلى أن العادة جرت على توزيع المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات، إلا أن تجربة توزيع الملابس كان لها اهتمام خاص لدى السكان.
وبين الهويمل بأن حملة بنك الملابس المتنقلة استفادت منها حوالي 60 أسرة معوزة، في منطقة غور المزرعة، وما يحيط بها من سكان الخيام والمنازل المؤقتة، مؤكدا أن مزيدا من الأسر بحاجة إلى الملابس وخصوصا في ظل غياب القدرة على توفيرها للأطفال والسيدات بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويؤكد الهويمل أن مبادرات الجمعيات ونشطاء العمل التطوعي التي تنفذ بشكل مستمر بالأغوار الجنوبية، هي أمل العديد من السكان، وخصوصا الفقراء الذين يعانون من نقص مختلف الخدمات والاحتياجات.
ولفت إلى أن منطقة الأغوار، من مناطق جيوب الفقر بالمملكة، وتبلغ نسب الفقر فيها 60 %، ونسب البطالة 30 %، في حين يعمل 60 % من سكان المنطقة في القطاع الزراعي، وهو نمط يوفر العمل الموسمي وبأجر متدن، ولا يوازي العمل اليومي ببقية مناطق المحافظة.
وأكد أن عمليات توزيع المساعدات بكل أشكالها، لا تكون من دون تخطيط ودراسة، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل على حصر الأسر المحتاجة بعمل قاعدة بيانات، ووضع الأسس والمعايير، لاختيار الأسر بالتعاون والتنسيق مع مديرية التنمية الاجتماعية في الأغوار الجنوبية، لتحقيق العدالة والمساواة وشمول أكبر عدد من المواطنين.
من ناحيته، أكد الناشط بشار الترك من جمعية مسار الخير، أن بنك الملابس المتنقل يساهم في الحد من معاناة الأسر العفيفة في الأغوار الجنوبية من خلال توفير الملابس المناسبة مجانا لعدم مقدرة بعض الأسر على شراء الملابس الجاهزة نظرا لارتفاع أسعارها في الأسواق، لافتا إلى أهمية التشاركية بين مؤسسات العمل التطوعي في خدمة السكان المحتاجين والعمل على إنجاح فكرة بنك الملابس المتنقل بالأغوار الجنوبية.
ولفت إلى أن عملهم في الأغوار الجنوبية إضافة لتوزيع الملابس أخيرا، يشمل المساعدات النقدية والعينية وسقيا الماء وإنشاء المخابز وصالونات الحلاقة وفلترة المياه والمشاريع الإنتاجية المدرة للدخل وتأمين بعض المستلزمات للأسر الفقيرة من غسالات وثلاجات وأثاث ومستلزمات طبية وبناء المنازل الصغيرة.
وقالت أم عطوة إحدى السيدات المستفيدات من مبادرة بنك الملابس، من سكان غور المزرعة، إنها وأسرتها كاملة استفادوا بالحصول على احتياجاتهم من الملابس الجيدة والنظيفة والسليمة تماما، مشيرة إلى أهمية استمرار بنك الملابس بتقديم الاحتياجات للأسر الفقيرة.
التعليقات مغلقة.