المطابخ الإنتاجية بجرش.. فرصة للسيدات لتحسين دخلهن في رمضان
جرش – حولت مئات من السيدات الجرشيات مطابخ منازلهن لمطابخ إنتاجية جراء زيادة الطلب على إعداد المأكولات الرمضانية والولائم والحلوى في شهر رمضان المبارك مقابل أجور ثابتة ومجدية، للتغلب على الظروف الاقتصادية التي تعانيها عوائلهن ذات الدخل المحدود وتوفير الآلاف من فرص العمل الموسمية لسيدات المجتمع المحلي.
في سبيل حشد أكبر كمية ممكنة من الطلبيات تتسابق السيدات المنتجات في مطابخهن الإنتاجية عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن أبرز الأنواع والأصناف وتخفيضات في الأجور وإعداد كميات كبيرة قبيل حلول شهر رمضان والاستعداد لإعداد الولائم الرمضانية بمختلف الكميات، لا سيما وأن هذه المطابخ تعمل على تشغيل سيدات المجتمع المحلي وتوفر فرص عمل لا تقل عن 5 فرص في كل مطبخ إنتاجي لضمان تجهيز مختلف الأصناف في مواعيد محددة.
إلى جانب ذلك تستخدم ربات المنازل مطابخ منزلهن أو يخصصن غرفا صغيرة من منزلهن للعمل فيها، أو تنضم لجمعية خيرية أو تعاونية يتوفر فيها مطابخ مجهزة لإعداد الطعام والطلبيات مقابل أجور رمزية، وتحرص كل سيدة على التشبيك مع المجتمع المحلي المحيط بها وحجز كافة طلبات إعداد الطعام، بخاصة في شهر رمضان الذي يشهد حركة نشطة في الدعوات الرماضية وإعداد قوائم من الطعام المتنوع.
وقالت جميلة أبو ملحم وهي صاحبة مطبخ إنتاجي منزلي، إن العمل في إعداد الطعام من المهن التي تتقنها السيدات وتتفنن فيها ويساعدها فيها أبناؤها، لا تحتاج إلى خبرات أو دراسة أو أجهزة ومعدات كبيرة ويقتصر العمل فيها على توفير أدوات الطبخ العادية وهي متوفرة في كافة المنازل وتحضير قوائم الطعام المختلفة وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه الولائم الرمضانية وتجهيز أصناف وأشكال متعددة من الطعام، وقد انتهت في تجهيز العديد من المأكولات والمربيات والمخللات ومشتقات الألبان التي تحتاجها الأسر في الشهر الفضيل وتستقبل حاليا حجوزات الولائم الرمضانية.
وأكدت أبو ملحم أن شهر رمضان، يعتبر ذروة موسم العمل وتحرص فيه كل سيدة تعمل في هذا المجال على حجز أكبر عدد ممكن من الطلبيات والتشبيك في المجتمع المحلي الذي تعيش فيه والتواصل معهم لإطلاعهم على أصناف وأشكال الطعام التي تعدها، وتستعين بأيدي عاملة بأبنائها وسيدات المجتمع المحلي لمساعدتها في إعداد الولائم التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
إلى ذلك أكدت ربة المنزل فادية المصري، أنها امتهنت الإنتاج الغذائي لتتمكن من إعالة أسرتها وتوفير مصدر دخل لهم، لافتة إلى أنها تعمل على إعداد الطعام منذ 5 سنوات وتعمل بشكل متواصل في هذه المهنة، لا سيما وأن المناسبات مستمرة والمئات من العوائل يفضلون طهو الطعام في مطابخ إنتاجية يثقون بمنتوجاتها وبنظافتها وبدقة المواعيد وبطعم وجودة عالية في شهر رمضان.
وأكدت المصري أن أبناءها يساعدونها بإعداد الطعام عبر تنظيف الأدوات وفرم الخضار وإعداد المعجنات والأعمال البسيطة التي يستطيعون القيام بها، وهذا العمل ينمي فيهم المسؤولية وحب العمل وضرورة المساعدة والتعاون في توفير مصدر رزق للأسرة، وعند زيادة الحجوزات في شهر رمضان تستعين بسيدات المجتمع المحلي مقابل أجر لتتمكن من إعداد كافة الطلبيات بجودة ودقة عالية لضمان جذب طلبيات أخرى.
وترى أن العمل بشكل فردي أفضل من العمل مع الجمعيات الخيرية لاختلاف الأجور وساعات العمل، غير أن الجمعيات الخيرية مجهزة بمعدات والعديد من السيدات يبعدن عن تلك الجمعيات، غير قادرات على العمل داخل الجمعيات ويفضلن العمل في منازلهن بشكل فردي لتحقيق هامش ربح أعلى في موسم الذروة وهو شهر رمضان المبارك.
إلى ذلك قالت نبيلة محمود وهي رئيسة جمعية خيرية، إن أهم البرامج التي تنفذها الجمعيات هي المطابخ الإنتاجية لا سيما وأنها توفر فرص عمل لربات المنازل وتشهد إقبالا واسعا على مدار العام وتوفر مصادر رزق ثابتة للأسر، عدا عن الإقبال على هذه المهنة من مختلف فئات المجتمع.
وقالت إن الجمعيات توفر معدات ومطابخ واسعة، تتوفر فيها كافة المواصفات والشروط الصحية المناسبة التي تنتج منتوجات غذائية ذات مواصفات عالية وبمواعيد دقيقة ومنتوجات مميزة.
وأكدت محمود، وهي تدير أكثر من مطبخ إنتاجي، أن الأجور التي تتقاضاها السيدات عن العمل في تلك المطابخ جيدة وتغطي تكاليف العمل لا سيما وأن الجمعيات الخيرية قريبة من المنازل ولا تحتاج السيدات لأجور مواصلات أو تكاليف أخرى.
إلى ذلك قالت رئيسة جمعية بيت خيرات سوف سمية كريشان، إن الجمعية تنفذ مشاريع واسعة في المطابخ الإنتاجية وهي تشهد إقبالا غير مسبوق وتقدم وجبات الطعام داخل الجمعية وتعمل في قطاع السياحة عبر المسارات السياحية التي تمر بالجمعية التي تقع على إحدى قمم بلدات سوف.
وترى كريشان أن العمل في المطابخ الإنتاجية سهل ومتوفر في المجتمعات المحلية وبأسعار مناسبة ويشهد إقبالا على مدار الساعة وتختلف أنواعه وأصنافه في كل المواسم الإنتاجية ولا يحتاج لتدريب إلا في مجال محدودة، وينشط العمل في شهر رمضان وهو موسم يوفر فرص عمل لما يزيد على 20 سيدة في بيت خيرات سوف.
وأكدت كريشان أن السيدات العاملات في المطابخ الإنتاجية وعضوات الجمعيات الخيرية يتلقين دورات تدريبية وتأهيلية لإنتاج أصناف متنوعة ومتطورة ويطلعن على أحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في فنون الطهي كذلك.
التعليقات مغلقة.