أمن الأردن استقرار للمنطقة
نسيم العنيزات
=
كان وما زال الاردن من أوائل الدول في المنطقة والعالم التي تكافح الإرهاب وتنبذ العنف بجميع اشكاله وانواعه وقد كلفه هذا الموقف الاخلاقي الانساني الكثير .
وكان دائما في طليعة الدول المشاركة في اي عملية او تحالف، يستهدف الارهاب والارهابيين في المنطقة، انطلاقا من مبادئه وانسجاما مع رسالته الوسطية التي تدعو دائما للسلم والسلام ونبذ العنف وقد دفع مقابل ذلك حياة أبرياء ومدنيين .
فلن ينسى الاردنيون ولن يغيب عن ذاكرتهم ذلك الأربعاء الاسود وتفجيرات عمان عام 2005 التي راح ضحيتها 57 شهيدا وأكثر من 115 جريحا . إثر عملية إرهابية جبانة استهدفت ثلاثة فنادق في العاصمة اثناء اقامة عرس في احداها.
واليوم تتعرض حدودنا الشمالية بشكل مستمر وشبه منظم لعمليات إرهابية ومحاولات لإدخال المخدرات و الأسلحة من قبل متطرفين او جماعات منظمة تهدف لزعزعة أمن الأردن وجعله ساحة للحرب . الامر الذي شكل وما زال عبئا كبيرا على دولتنا وقواتنا المسلحة التي تقوم بدور كبير لتجنيب الأردن الانزلاق في مخططات خبيثة او توسيع نطاق الحرب الذي حذر منه النظام السياسي بسبب العدوان الغاشم على قطاع غزة.
وحتى يتمكن الأردن من القيام بدوره وكبح جماح المتطرفين وتفويت الفرصة على المتربصين، فانه يحتاج الى الدعم والمساندة من الأشقاء والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الاعمال العدائية التي تشكل خطرا على المنطقة باسرها وفي حال نجاح مخططاتها لا سمح الله فانه لن يسلم منها احدا.
وقد طلب الأردن من الامريكان مساعدته لحماية حدوده خاصة الشمالية منها لمنع عمليات التسلل او التهريب.
ففي الوقت الذي أنشأت فيه الولايات المتحدة الأمريكية جسرا جويا مع دولة الاحتلال لمدها بالسلاح والعتاد لدعمها في عدوانها وحربها على قطاع غزة لتقتل فيه شعبا اعزل ومحاصرا يقبع تحت الحصار منذ 17سنة .
تتردد في تزويد حليف مهم لها في المنطقة بما يحتاجه للمحافظة على أمنه وتمنع توسيع نطاق حرب كانت هي اي- أمريكا – سببا في استمرارها وتوسعها وعدم توقفها لحد الان .
وبما ان الأردن يدفع فاتورة غيره ونتيجة لمواقفه لا بد من موقف دولي لدعمه ومده بكل ما يلزم لحماية حدوده والمحافظة على أمنه وأمن المنطقة باعتباره البوابة والحاجز الحقيقي في وجه التطرف والإرهاب لمنع انتقاله إلى دول الجوار .
لذلك لا بد من تكثيف الجهود الدبلوماسية الأردنية لوضع العالم امام مسؤوليته اتجاه الاردن وأمن المنطقة لدولة تحمل عنهم عبئا كبيرا باستضافة اكثر من 3 ملايين لاجئ على أراضيه ويواجه تحديات كثيرة والعالم يتفرج.