«المتحف المتنقل» يواصل جولاته في المدن والأرياف والأحياء الشعبية
بالتزامن مع احتفالات الأردن بعيد الاستقلال زار «المتحف المتنقل» الثلاثاء الفائت مدينة السلط حيث حط رحاله في مركز موسى الساكت للتنمية، وكان في استقبال المتحف أعضاء الادارة في الجمعية ومعهم 25 طفلا قدم لهم المشرف على المتحف الفنان التشكيلي سهيل بقاعين نبذة عن الفن التشكيلي ومدارسه وتطوره، وقام بتوزيع الألوان عليهم لينجزوا عددا من اللوحات التي عبروا فيها عن مشاعرهم تجاه الوطن. تأسس مركز موسى الساكت عام 2006 كجمعية غير ربحية مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية وذلك للمساهمة في تنمية المجتمع المحلي من خلال التأهيل والتدريب وبناء القدرات خاصة لفئة الشباب والسيدات. وتسعى الجمعية من خلال خدماتها ومقر عملها إلى توفير مساحة آمنة لأبناء المجتمع المحلي بهدف تطوير دورهم ومشاركتهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويهدف المركز الى إيجاد مساحة آمنة للارتقاء بكافة فئات المجتمع المحلي وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وتتلخص رسالته كما يقول مؤسسوه في تعزيز الثقة وبناء الوعي للمجتمع المحلي ومنهم فئة الشباب والسيدات والأطفال من خلال تنفيذ مبادرات تمكينية ريادية ضمن مساحات آمنة.
وفي تصريح لـ»الدستور» قال الفنان سهيل بقاعين ان «المتحف المتنقل» يسعى للتفاعل الدائم مع المجتمع المحلي رغم كل الظروف، مؤكدا على استمراريته ومشيرا الى زيارة المتحف القادمة والتي ستكون لحي الطفايلة شرق العاصمة، كما نوه للزيارة التي قام بها المتحف قبل أسبوعين لمستشفى الملكة رانيا للأطفال وتفاعل المرضى من أعمار مختلفه معه وانجازهم عددا من اللوحات.
تنمية الثقافة البصرية
يعبر مشروع المتحف المتنقل عن أهداف الجمعية الملكية الأردنية للفنون الجميلة وفلسفتها في السعي نحو خلق ثقافة فنية جديدة في المجتمع تتيح المجال للجيل الحالي تنمية ثقافته البصرية، والانفتاح على كافة أشكال الفنون التشكيلية التي من شأنها تهذيب النفوس وابعادها عن الفكر المتطرف والظلامي.
يعد مشروع المتحف المتنقل، بما يشتمل عليه من إقامة معارض لأعمال فنية أصيلة من مجموعة المتحف الوطني، وورش عمل فنية ومحاضرات يقيمها فنانون وأكاديميون مختصون، مشروعاً رائداً على مستوى الأردن والوطن العربي. ويهدف المشروع الذي يتبناه المتحف الوطني للفنون الجميلة بجبل اللويبدة منذ العام 2009، وساهم في إطلاقه كل من وزارات الثقافة، التخطيط والتعاون الدولي والتربية والتعليم، إلى زيادة الوعي الثقافي في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية، والتعريف بالحركة الفنية في الأردن والعالمين العربي والإسلامي والدول النامية، والوصول بها إلى القرى والمدن في جميع محافظات المملكة.
مدير عام المتحف الوطني للفنون الجميلة د. خالد خريس، يقول ان فكرة المتحف المتنقل غير مسبوقة وريادية في المنطقة، لافتاً إلى أن المشروع يأتي في صلب فلسفة المتحف الرامية إلى تعزيز الوعي بالثقافة التشكيلية، والتوجه بها إلى أوسع قطاعات المجتمع، وأشار إلى أن المتحف وضع خطة مكنته من تغطية محافظات المملكة كافة، مبيّناً أن المشروع من شأنه دعم مفهوم الفن، وتعزيز أهمية الثقافة البصرية في المجتمع. ورأى أن المتحف سيسهم في تجسير الفجوة بين الفن والناس، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يكون محفّزاً للمؤسسات الرسمية والأهلية لمزيد من الاهتمام بالفنون التشكيلية وثقافتها البصرية.
خالد سامح/ الدستور
التعليقات مغلقة.