معرفة المجتمع وخصائصه


نسيم العنيزات

=

بقلم / نسيم عنيزات

الوطن ليس ملكا لاحد ، ولا حكرا على شخص او جماعة فهو للجميع وفوق الجميع ، يترفع عن كل الخلافات والنزاعات ، ليبقى صامدا وقويا دون انحياز او تضليل.
هناك فرق شاسع بين الدولة واداراتها التي تتمثل بأشخاص يشغلون وظيفة والقيام بمهام محددة لخدمة الناس وهؤلاء يأتون ويذهبون في حين ان الدولة باقية مكانها ، معروفة حدودها تحتضن الناس والمؤسسات.
فإذا اتفقنا جميعا – واعتقد – باننا متفقون ولا خلاف حول مبدأ ثابت لا يتغير ، وان الوطن لا يقبل الانقسام الا على نفسه لنشرع بعدها بفتح دفاترنا و نقرا اوراقنا ونعيد جميع حسابتنا ،لمعرفة اين اصبنا او اخفقنا ؟ ونستفيد من اخطائنا وطريقة معالجة ازماتنا وتحدياتنا خلال السنو ات الماضية التي كانت للاسف معالجات خاطئة ومتسرعة ، خلفت ازمات وتحديات اعمق واكثر.
فالنوايا لا تصنع اوطانا ولا تجد حلولا ، والارتجاف يزيدنا غرقا وتوهانا ،وعلينا ان ننظر الى قضايانا بشمولية و نناقش حالة الانقسام المجتمعي بعقل مفتوح واستراتيجية واضحة ، مبنية على فهم الواقع والاسباب الحقيقية التي تدفع وتعمق هذا الانقسام التي يتم التعبير عنه عند اي منعطف او ازمة ،
ولا ننسى بان هذا الانقسام او الانجرار خلف أشخاص ليس بالضرورة نابع من الايمان بهم ، انما تعبير عن حالة غضب واحتقان وانعدام الثقة بمسؤولين وقراراتهم التي تفتقد في كثير من الاحيان الى العدالة والحكمة التي تؤدي في الأغلب الى نتائج عكسية .
ومن خلال ردود الافعال المجتمعي ندرك جيدا بان المجتمع يخشى على وطنه وبلده لكن هناك سلوكيات تؤدي الى ردات فعل غاضبة يتم التعبير عنها بصورة قد تسيء للوطن او يفهم منها ذلك .
وهنا علينا يا سادة ان نتوقف عن الارتجاف وان ندرك بأننا جميعا في قارب واحد وان الوطن أمانة بايدي الجميع ، خاصة المسؤولين من اصحاب القرار الذين يجب ان يكونوا من اصحاب الخبرة والكفاءة وبعد النظر وعلى معرفة تامة بالمجتمع ومكوناته وخصائصه ، ليتسنى لهم كيفية التعامل معه فلكل مجتمع خصائص معينة تختلف عن الآخرين وهذه سمات مجتمعية معروفة للجميع ، لان ثقافة الغرب لا يمكن ان تنفع مع مجتمع عربي مسلم ولا يمكن عند تطبق في بلادنا .
ومن هنا علينا ان نتوقف وندقق في جميع امورنا ، كيف ولماذا وصلنا الى هنا ؟ وهل بإمكاننا تغيير البوصلة نحو الهدف المنشود ، لاعادة المجتمع الى بوصلته الصحيحة وتحقيق الهدف المنشود.
وهذا لا يمكن ان يتم الا بعودة الثقة بين الجميع والاستعانة بشخصيات وطنية وازنة ذات خبرة بإدارة الدولة ومعرفة المجتمع الذي تتعامل معه ،
فكيف لاي مسؤول يتعامل مع اناس لا يعرف طبائعهم او يلامس شكواهم والامهم ؟ فالنتيجة حتما ستكون سلبية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.