الحسين إربد.. حضور جماهيري لا يتناسب مع لقب تاريخي منتظر
يعيش فريق الحسين إربد، حالة من التناقض ما بين اقترابه من تحقيق أول لقب دوري في تاريخ النادي، والحضور الجماهيري الذي لا يتناسب مع حجم الانتصارات، ومضى “الملكي” في صدارة الترتيب العام برصيد 44 نقطة من دون خسارة، واشتداد المنافسة في ظل مطاردة لاهبة من فريق الفيصلي الذي يقف بالمركز الثاني برصيد 39 نقطة، بعد ان قلص الفارق بفوزه على العقبة واستفادته من عثرة الحسين إربد الذي تعادل مع الوحدات الجولة 16 من دوري المحترفين لكرة القدم.
ومع بدء العد التنازلي لاسدال الستار على منافسات الدوري للموسم 2024، واشتعال المنافسة على اللقب، غاصت “الغد” في سبر غور هذه الحالة من التناقض ما بين انتصارات وصدارة الحسين إربد، وقلة الحضور الجماهيري بما يتناسب مع الحدث.
ويرى المتابعون للشأن الكروي الأردني، أن تألق الحسين إربد في الدوري، والمضي في الصدارة بامتياز، يتطلب حضورا جماهيريا أكبر، لا سيما وأن “الأصفر” يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في مختلف محافظات المملكة، لافتين إلى أن الحضور الجماهيري الحالي، لا يتناسب مع واقع الفريق الذي يقف على مفترق طرق لتحقيق لقب تاريخي.
وأكد عضو مجلس إدارة نادي الحسين إربد كميل السكران أن الإدارة تبذل جهودا مضنية، وبالتعاون مع رابطة جماهيره وانصاره في كل مكان، لايجاد حلول لهذه المشكلة المتمثلة بقلة حضور جماهير الحسين إربد في المدرجات، ودفع الفريق الذي يعيش أفضل حالاته الفنية منذ سنوات طويلة، ويتصدر الترتيب العام برصيد 44 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن اقرب مطارديه-الفيصلي-، ويحتاج إلى جماهيره في المباريات الست المتبقية والحاسمة على لقب الدوري، لتشاركه الفرحة التاريخية بحصول “الملكي” على أول لقب في تاريخ مشاركاته بالمسابقات المحلية التي بدأت بالعام 1975″.
وحول أسباب محدودية جماهير الحسين إربد في المدرجات في أغلب مباريات الموسم رغم تميزه أجاب السكران لـ”الغد”: ” الأسباب كثيرة، لكن أريد أن اقف عند موقف مع أحد مشجعي النادي، والذي تبادلت وإياه الحديث في مباراة الفريق أمام الوحدات لحساب الجولة 16، ولخصت مشكلة قلة الحضور الجماهيري بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، حين حضر برفقة أولاده الأربعة من كفر الماء، وكلفه حضوره المباراة من مواصلات وبدل تذاكر، ومصاريف الأكل والشرب ما يقارب 60 دينارا، وهذا الوضع ينسحب على أغلب المشجعين، إلى جانب ان مشجعي الحسين إربد من كبار السن، التي حالت ظروفهم الخاصة والصحية والجوية في فصل الشتاء، عن حضورهم ووقوفهم خلف الفريق في المدرجات خلال المباريات الماضية”.
وعن الحلول التي اتخذها مجلس إدارة نادي الحسين إربد، لتحفيز أكبر عدد من الجماهير، للوقوف خلف “الملكي” في المباريات الحاسمة، ودفع حظوظه أكثر نحو اللقب الأول، رد السكران : ” لم يدخر مجلس الإدارة جهدا في جميع النواحي، التي وفرت للفريق أجواء مثالية لتحقيق لقب الدوري الأول لهذا الموسم، وتولي مسألة قلة الحضور الجماهيري اهتماما كبيرا، ولم يخل يوما من دون مناشدات من قبل رئيس النادي عامر أبوعبيد، ورابطة جماهير النادي، ومحبيه في كل مكان سواء في إربد أو خارجها، ولدى مجلس الإدارة توجه في هذا السياق، وتوجيه الدعم المالي إلى جماهيره، وتأمين التنقلات بما يؤمن أكبر عدد من الحضور الجماهيري، ومشاركة الفريق الانتصارات حتى وقوفه على منصة التتويج وحمل لقب الدوري لأول مرة في تاريخه، عن جدارة واستحقاق في هذا الموسم”.
وتوقع السكران أن تحفز أجواء فصل الربيع، وسهراتها الكروية الممتعة، الجماهير نحو حضور المباريات بشكل أكبر.
بدوره أكد عضو رابطة جماهير الحسين إربد وكبير المشجعين ماهر موسى، أن قلة الحضور الجماهيري لمباريات “الملكي” وهو يسجل الانتصارات والأرقام القياسية ويتصدر الترتيب العام، يشكل هاجسا لجميع أركان النادي.
وقال: ” نتفاجأ في رابطة جماهير “الملكي”، ورغم الحشد والمناشدة والاتصالات مع الجماهير في إربد وخارجها، من قلة الحضور لأغلب مباريات الفريق.. استغرب من قلة عدد جماهيرنا في مباراة الوحدات والذي جعل ذات السؤال يتردد في أعماقنا، ونفسر أسباب غياب جماهير “الأصفر”، ونبحث عن إجابات شافية، رغم أن هذا الموسم يستحق تسميته بالاستثنائي للحسين إربد، إداريا وماليا وفنيا وأداء “.
وأضاف: ” وجدنا المفارقة من خلال رصدنا، ومتابعتنا مباريات الفريق في المدرجات منذ سنوات طويلة، أن جماهير الفريق في المدرجات، كانت أكثر من حيث العدد، عندما كان الفريق يقف بين الأربعة الكبار، وفي المنطقة الدافئة في كل دوري، وحتى عندما كان ينافس على الهبوط، وهو الأمر الذي أثار حفيظتنا، وبحثنا عن الحلول الجذرية، وناقشنا المشكلة مع إدارة النادي، وفي رابطة الجماهير، ونتشارك ونبذل جهودا كبيرة لتحفيز الجماهير بالحضور بالعدد الأكبر خلال المباريات الـ6 المتبقية من عمر الدوري، والتي نعتبر كل مباراة فيها لقب قبل الوصول إلى اللقب التاريخي الأول لفريق الحسين إربد.
واعتبر موسى أن الأوضاع الاقتصادية ربما تؤثر على الحضور، ولكنها ليست سببا مقنعا لغياب الجماهير بهذا الشكل.
وقال: الله يعين الناس”، لكنها الظروف واحدة على جميع الجماهير، وأعرف أوضاعا اقتصادية متردية لبعض الجماهير، والتي تدفع من قوت عيشها ثمنا للتذكرة وبدل مواصلات لحضور المباراة في الملعب، ومشاركة الفريق اللحظة التاريخية.
وزاد: ” لن تقصر إدارة النادي في هذا المجال، وأبذل وزملائي والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، جهودا كبيرة لتحفيز الجماهير على حضور المباريات المتبقية، أناشد كل محب وغيور من محبي نادي الحسين إربد، بأن لا يتخل عن واجبه بالوقوف خلف الفريق بالمدرجات.
ويذكر أن الحسين إربد يقف على أعتاب أول لقب دوري في تاريخ النادي العريق الذي تأسس العام 1964، وسبق لـ”الملكي” أن ظفر بلقب درع اتحاد الكرة 3 مرات الأعوام 1994، 2003 و2005، وكأس السوبر (كأس الكؤوس سابقا) مرة واحدة العام 2003، وقدم خيرة النجوم للكرة الأردنية.
التعليقات مغلقة.