“كهوف الجلف” بالراجف.. أعجوبة جيولوجية ووجهة سياحية غير مستغلة
بخصوصية تضاريسها المعقدة، وإرثها الطبيعي، تشكل جبال “الجلف” التي تقع ضمن منطقة الراجف التابعة لإقليم البترا، إحدى وجهات الجذب السياحي لأنماط السياحة البيئية والجيولوجية، وتحديدا نموذجا فريدا لسياحة الكهوف، التي باتت إحدى أهم أنماط السياحة الجديدة التي توفر لمحبيها تجارب استثنائية بعيدا عن أجواء السياحة التقليدية.
فعلى بعد 20 كم من مدينة البترا الوردية ثاني عجائب الدنيا السبع، وبمسافة لا تزيد على 3 كم من ما يعرف بـ “غرف قرية الراجف” تقع أعجوبة الطبيعة “جبال وكهوف الجلف”، التي تجتمع فيها تضاريس طبيعية نادرة باطلالات خلابة مع مناخ استثنائي وهواء نقي وهدوء، موفرة مكانا لا يعرف قيمته السياحية والصحية سوى من زاره وقضى فيه وقتا كافيا.
ومما يزيد من روعة المكان، تلك الإطلالة الفريدة على جبال مدينة البتراء الوردية، ووادي عربة، وأشعة الشمس التي تشق طريقها بين تضاريس الجبال المتعرجة، وكأنها جزء من لوحة فنية ذات ألوان مبهجة وأنيقة ومتناغمة مع الصخور الوردية في تناسق بديع.
وما تزال تلك الأعجوبة والتي تقع ضمن الممر الرئيس للسياح في طريقهم إلى آثار الأنباط في المدينة الوردية، تنتظر أن تجد لنفسها قدما على طريق المسارات السياحة في وقت تدرك فيه الجهات المعنية ضرورة إبراز أهمية المنطقة وإيلاءها أهمية تستحقها.
وتسعى سلطة إقليم البتراء في هذا الجانب ومن خلال حزمة من الأفكار والمشاريع إلى استغلال الموقع المميز، وجعله قبلة للسياح بعد زيارتهم البتراء، مما يزيد مدة إقامة السائح، ليتكامل ذلك مع زيارته البحر في مدينة العقبة، والصحراء في وادي رم الموقع العالمي.
ويقر رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور فارس بريزات، أن المنطقة رغم أهميتها الكبيرة، إلا أنها غير مستغلة، مستدركا أن سلطة إقليم البترا تعكف على البدء بمشاريع استثمارية في منطقة “الجلف” بعد إنشاء شركة تطوير البترا الذراع التطويري والاستثماري للسلطة.
وحسب البريزات، فإن تحويل “الجلف” إلى منطقة متخصصة بسياحة الكهوف يأتي على رأس هذه المشاريع، وهو نمط سياحي جديد، كما في منطقة كابادوكيا في تركيا والتي تشتهر في بيوتها وفنادقها الضخمة المنحوتة داخل الكهوف والصخور الجبلية.
وأكد بريزات لـ “للغد” أن سياحة الكهوف تعد ثروة سياحية اقتصادية، تساهم في التعريف بمعالم الأردن ضمن بيئتها المختلفة وتمكن فئة من السياح من ذوي الإنفاق المرتفع التمتع بمفردات الطبيعة الجيولوجية لجبال المنطقة ومقوماتها الأخرى المميزة على مستوى العالم.
وتعد الكهوف الطبيعية أحد أهم وجهات الجذب السياحي ضمن أنماط السياحة البيئية والجيولوجية في بعض دول العالم في الوقت الحالي، وتجد الكهوف رواجاً كبيراً بسبب طبيعتها الجيولوجية المميزة، إلى جانب ارتباطها بالتاريخ والعلاج الطبيعي لأمراض مستعصية في أحضان الطبيعة الخلابة.
وبين بريزات، أن “السلطة” جادة في توجهها نحو نمط سياحي جديد لا نظير له في منطقة “الجلف”، وهي منطقة خارج محمية البتراء وضمن أراضي “السلطة”، وسيتم استثمارها وحفر كهوف مميزة بالصخور لنوعية معينة من السياح وما يعرف عنهم سياح الأنفاق المرتفعة ونقلهم بالطائرات الكهربائية إلى تلك الكهوف كون تضاريس المنطقة لا تسمح بالتنقل بواسطة السيارات، إضافة إلى نقلهم إلى الكهوف الطبيعية المحفورة بالصخور.
وأشار بريزات، أن تلك المشاريع والأفكار الجديدة تسعى السلطة لتكريسها وإيجادها وإقاماتها على أرض الواقع، لخلق حالة استثنائية في المنطقة التي لم تسغل بعد، مبينا أن ذلك سيساهم في إيجاد برامج سياحية جديدة مرادفة لسياحة الكهوف ترثي تجربة السائح، بالإضافة إلى تفعيل سياحة القوافل و المسارات مما يعود بالنفع على أبناء المنطقة من خلال إشراكهم بالعملية السياحية و تنمية المجتمع المحلي.
وسياحة الكهوف هي نوع من أنواع السياحة الفريدة التي تركز على زيارة الكهوف الطبيعية واستكشافها أو المحفورة داخل الجبال التي تجذب السياح، حيث توفر فرصة لاكتشاف عوالم سرية وجمال طبيعي فريد.
ومن المتفق عليه أن سياحة الكهوف تجمع بين المتعة والعلم والغوص في دنيا الجيولوجيا والبيئة والمغامرة بدخول سراديب وأنفاق طويلة قد تكون تحت الأرض أو في عمق الجبال للتعرف على كيفية نشأتها وتاريخها وتكويناتها.
التعليقات مغلقة.