حوارية تستعيد محطات الصحف والمجلات الثقافية
تناول مشاركون في الحوارية التي أقامها منتدى الفكر العربي أول من أمس، دور الصحف والمجلات الثقافية في الحركة الفكرية الأردنية خلال مائة عام، وأبرز التحديات التي تواجهها.
حاضر في هذه الحوارية التي جاءت عبر تقنية الاتصال المرئي؛ الناقد رئيس التحرير الأسبق لمجلة “أفكار”،
د. زياد أبو لبن وأدارها أمين عام المنتدى د. محمد أبو حمّور، وشارك في الحوار كل من: د. يوسف ربابعة رئيس تحرير مجلة “أفكار”، نضال برقان مدير الدائرة الثقافية في صحيفة “الدستور”، د. جودي البطاينة، مديرة تحرير مجلة “جرش الثقافية”، بجامعة جرش الأهلية وعضو المنتدى، د. محمد القضاة، رئيس التحرير السابق “للمجلة الثقافية” التي تصدرها الجامعة الأردنية، نايف النوايسة عضو هيئة تحرير مجلة “راية مؤتة” بجامعة مؤتة، د. امتنان الصمادي رئيسة التحرير السابقة لمجلة “أقلام جديدة” الثقافية في الجامعة الأردنية وعضو المنتدى، حسين نشوان رئيس تحرير مجلة “الفنون” الصادرة عن وزارة الثقافة.
وأشار أبو لبن، الى أن بداية الاهتمام بالشأن الثقافي الأردني كان بعهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وإصداره صحيفة “الحق يعلو”، ثم صحيفة “الشرق العربي” الرسمية عن حكومة الإمارة، إضافة إلى إقامته مجلساً يضم نخبة من المثقفين والكُتَاب العرب، مما منح الحركة الثقافية الأردنية زخماً منذ بداياتها.
وتحدث د. أبو لبن عن مسيرة الصحف والمجلات الثقافية الأردنية واجهت – وما تزال – الكثير من العقبات التي أثّرت على إصدارها واستمرار عملها، منها الظروف السياسية في المنطقة، وقلة الدعم المالي، وسوء التوزيع، مما أدى إلى ظهور العديد من الصحف والمجلات على مدار المئوية الأولى للدولة ثم توقفها، لافتا الى أهمية مواكبة عمل الصحف والمجلات الثقافية الأردنية للتطورات التكنولوجية، مما سهّل انتشارها محلياً وعربياً، لكن هذا التطور حدّ من الانتشار الورقي وبات يهدد الصحف والمجلات، داعياً إلى ألا يكون تطوّر النشر الإلكتروني على حساب النشر الورقي.
د. يوسف ربابعة رأى ان مجلة “أفكار”، توسعت لتشمل حقولاً مختلفة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع ربط هذه الحقول بالثقافة من خلال إصدارات المجلة، وعدم حصر القضايا المطروحة فيها بالأدبية والنقدية فحسب، إضافة إلى نشر الأعمال الثقافية المختلفة للكُتّاب العرب، مما جعلها جزءاً من الحراك الثقافي العربي لما تهدف إليه من تأسيس ثقافة وطنية ضمن إطار عربي.
فيما قال الزميل نضال برقان، إن صحيفة “الدستور”، أفردت صفحات خاصة للثقافة منذ بداياتها في العام 1967، وأصدرت ملحقاً ثقافياً تعاقب على تحريره عدد من الكُتَّاب والمبدعين الأردنيين، ويعد الملحق منصة يطل من خلاله المبدعون الأردنيون والعرب على المشهد الثقافي المحلي والعربي، مشيراً إلى بعض التحديات التي واجهها هذا الملحق والتي ترتبط بتحديات مادية تواجهها الصحافة المحلية وفي العالم أجمع.
فيما تحدثت د. جودي البطاينة عن جهود المجلات الثقافية في استقطاب الأقلام العربية من مختلف دول العالم للمشاركة في الكتابة على صفحاتها، موضحةً أنه يشارك في مجلة “جرش الثقافية” العديد من النقاد والأدباء من الصين، والهند، وماليزيا، ومصر، وسورية، والمغرب، والعراق، وغيرها.
وأشار د. محمد القضاة إلى دور الجامعة الأردنية في تفعيل الحركة الثقافية والفكرية الأردنية منذ تأسيسها، من خلال أساتذتها ومؤلفاتهم وندواتها وأنشطتها الأكاديمية والعلمية والثقافية، كما كان للمجلة الثقافية الدور المهم في تفعيل الحراك الثقافي لما خصصته من ملفات ومحاور حول قضايا النهضة والأوضاع العربية، حيث كانت تهدف للمواءمة بين التاريخ والتطور الحضاري والأصالة والمعاصرة.
ونوه الزميل حسين نشوان إلى التغيّرات الراهنة التي يشهدها السياق المعرفي من حيث تغيّر أدوات المعرفة ومصادرها، مما يؤدي إلى تغيّر وسائل التلقي، وبالتالي ظهور مفاهيم جديدة للثقافة والنخب.
من جهته رأى الباحث نايف النوايسة، أن هناك تخبطاً في مواجهة الأزمة الثقافية في الأردن، ينعكس جزء منه في الصحف والمجلات الثقافية، ولذلك لا بد من اتباع سياسات واضحة وتنفيذ خطط ناجعة في دعم الصحافة الثقافية وتوزيع إصداراتها وتفعيل دورها.
ورأت د. امتنان الصمادي، أن النشر الورقي للمجلات الثقافية آخذ بالتراجع في مختلف دول العالم وليس فقط في الأردن، بسبب التطورات التكنولوجية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب على كل مجلة ثقافية العمل على ما يميزها عن بقية المجلات، سواء أكان في أسلوب طرحها للملفات أو المضامين أو التبويب، وغير ذلك، من أجل أن يتحقق الإقبال على المجلات الثقافية في نسخها الإلكترونية والورقية على حد السواء ويضمن استمرار إصدارها.
وقد رأى أمين عام المنتدى د. محمد أبو حمّور في بداية الحوارية أن الصحافة الأردنية حملتْ عبء الحياة الثقافية خلال المائة عام الماضية، وكانت تسد فراغاً كبيراً في هذا الميدان تعويضاً عن ضعف الإمكانات المادية التي يمكن أن تنهض بصحافة ثقافية متخصصة، كما كانت الصحافة الأردنية انعكاساً صادقاً لتطور الأردن في مختلف المجالات وتعبيراً عن ضمير هذا البلد بقيادته وشعبه في القضايا الوطنية المحلية والعروبية.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.