لن نتركهم يخرقوا سفينة الوطن
مهدي مبارك عبدالله
–
بقلم / مهدي مبارك عبد الله
في هذه الأيام العصيبة والاستثنائية اولغريبة التي يمر بها الوطن الغالي وما شهدنا مؤخرا من حملات مشبوهة ومواقف مدسوسة وارتهان لأجندات وجهات معروفة واصطفاف مرفوض وتجيش منظم لشق صفوف وحدتنا الوطنية وتمزيق جبهتنا الداخلية وفصم عرى تعايشنا السلمي وبث مشاعر الخوف والريبة والتشكيك في نفوس المواطنين وزرع الفرقة بين الأهل والأخوة والتعدي على مبادئ المواطنة ومنظومة العائلة الواحدة ومنطلقات التعايش والسلم الاهلي والاستقواء على هيبة الدولة وسلطة القانون وهو ما بدى واضحا في الايام القليلة الماضية
من خلال اصرار البعض على اقامة التجمعات والتنادي للتحشيد ولاعتصامات والدعوة للتمرد والتظاهرات والخروج على الاجماع الوطني بشكل مخالف للقانون وبما يعرض أمن وسلامة الوطن المواطنين للخطر دون رادع من شرع أو وازع من قيم او تأنيب من ضمير مع الاستمرار المستغرب في الضلالة والغي والطغيان والاعتداء على أبنائنا من بواسل جهاز الأمن العام بكل حقد وكراهية وتربص مستغلين ما ينعم به هذا الحمى العربي الأصيل من حرية وديمقراطية واحترام للحقوق الإنسان والمواطنة وسعة صدر القيادة مما دفعهم إلى التطاول وتجاوز الخطوط الحمراء والسير بعكس مصالح الوطن والناس متربصين الشر للأردن في حاضره ومستقبله
لقد حاول هؤلاء المتنطعين في الرأي والموقف والسلوك ومن خدر عمان الآمنة درة الوطن الحبيبة عاصمة التعايش واللحمة الوطنية ان يغلقوا على باقي أبناء الوطن نوافذ الحرية والطمأنينة والأمن بعدما صنعوا من انفسهم ابواقا تصدح في الأثير تسئ للوطن وأبنائه وقيادته الشرعية والتاريخية التي توافق عليها العرب والمسلمين منذ أزل التاريخ من أجل تفريخ الفرقة وغرس بذور الشك وتثبيط العزائم وتسميم أجواء الوطن بالكذب والدجل والافتراء
مما يستدعي الواجب الوطني المقدس الذي تعاقدنا عليه في أردن المجد والكرامة أن نتصدى لهذه الفئة المنحرفة ونكشف مقاصدها ونفضح غاياتها ونجعل من أجسادنا سدا منيعا يحول دون استمرار استقوائهم وتشكيكهم وفرض قناعاتهم في وطن يمثل ذروة سنام الرفعة والعزة والأمن والطمأنينة كما اننا لن نسمح لفئة عرفناها بالعمل والتجربة أن تنصب نفسها ناطقا باسمنا أو راعيا لمسيرتنا الإصلاحية ولن نوافق على ركوبهم سفينة الوطن ليخرقوها بالدسائس الخفية والتحالفات العصبية وسنقف جميعا صفا واحدا وداعما للوطن وقيادته في كافة الظروف والتحديات نرفض كل ما يحدث من تجاوزات ومظاهر غير قانونية واساءات وتحريض وفتنة وتهديد للسلم المجتمعي كما ندعو بقوة وحزم للتصدي لكل محاولات العبث في أمن وسلامة الوطن واستقراره وعدم السماح لفئة ضالة ان تنتصر على ارادتنا الوطنية الحرة
وأما وقد امتدت أياديهم الآثمة إلى الاعتداء على رجال الأمن باستعراض ممجوج للقوة والبلطجة والشللية فأننا نعلن وقوفنا على قلب رجل واحد وبلسان عربي أردني مبين يعلو الصوت منا إلى كبد السماء وفوق رؤوس الإشهاد ونردد مرارا وتكرارا كل الشجب والاستنكار والإدانة والبراءة من تلك الفئة التي خرقت الصف الوطني بالفعل الرخيص مؤكدين على الدوام اعتزازنا الكبير بالدور الوطني الهام الذي يضطلع به جهاز الأمن العام الأجهزة الأمنية وقواتنا المسلّحة الباسلة “الجيش العربي” درع الوطن وحصنه المنيع في الحفاظ على سلامة الاردن والاردنيين
وحماية أرواح المواطنين والسهر على صون الأمن والاستقرار والمنجزات الوطنية بكل حرص وحكمة وأمانة وضبط للنفس والمحافظة على روح المهنية بعيدا عن الاستفزاز والتسرع والعقلانية في المواجهة التي أرادوها والشكر العظيم لكل أبناء الوطن الأوفياء من شتى الأصول والمنابت والجهات والمواقع الذين لبوا نداء الوطن والواجب للتوحد في صف وطني متماسكا من اجل سد المنافذ والثغور ووأد الفتنة ومنع تمددها بالفهم الواعي للديمقراطية بمعناها الحقيقي بحيث تكون منضبطة لا تتنافى مع الثوابت القانونية الدستورية والتأكيد بان أيّ مطلب حق او مشروع لن يتحقّق بأساليب الاستقواء أو الإملاء بل بالحوار والنقاش والتفاهم المشترك
مع كل هذا سنبقى في هذا الحمى العربي الامين مثلما كل الاردنيين جزءاً مضيئاً من تاريخه المشرق الذي كتب مجده في اروع الصفحات بدم ابناءه وتضحياتهم عنواننا الاخلاص والوفاء وديدننا الولاء الانتماء ونحن ندين اليوم بكل عبارات الأسف والاستهجان والاستنكار الدعوات المغرضة التي تحرض بشكل مفتوح على خرق القانون والاعتداء على سيادة الدولة والخروج على مؤسساتها بأغلاق للطرق والتعدي على سلطة القانون والاملاك العامة والتي تستهدف المساس بالنسيج الاجتماعي والسلم الاهلي والامن الوطني والتوافق العشائري ومكونات المجتمع الاردني الذي تعاهدنا جميعا بالحفاظ عليه في عقد وطني مقدس اضافة الى ما تربينا عليه من قيم الولاء والانتماء والاخلاص للوطن ولقيادته الهاشمية
كما اننا نرفض كل الإساءات والافتراءات البالغة التي دأب البعض على اعلانها ونشرها وترديدها بحق الوطن وابنائه وقيادته ومؤسساته ورجالاته وكفاءاته الوطنية المخلصة تحت حجج رخيصة وذرائع سخيفة وفبركات لم تعد تنطلي على احد وهي في الحقيقة والواقع تعتبر اساءات بالغة وبأسلوب بذيء لم يعد بمقدورنا السكوت عليها واننا وامام كل هذه الممارسات غير المقبولة ومع انزلاق البعض الى مستويات مؤسفة وهابطة نطالب تلك الشخصيات بضرورة احترام سيادة القانون والتوقف عن كل اشكال التحريض للخروج على النظام العام وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الشخصية الضيقة والاحتكام للغة الحوار والتعقل والمنطق والمواطنة والمطالبة بالحقوق ضمن الاطر الدستورية والقانونية دون استعراض واستقواء او تهديد وان يبقى دور العشيرة في اطارها ضمن اطارها الوطني الجامع
خاصة وان هذه الوطن الامن والمستقر يتسع لجميع ابنائه من مختلف التيارات والمشارب والاصول والجغرافيا مما يفرض ان تكون سيادة القانون هي الفيصل في كل القضايا والأحداث التي قد يمر بها وطننا الغالي مع التأكيد على ان المعارضة الوطنية للسياسات الحكومية أمر بالغ الأهمية وهي نوع من المشاركة في صنع القرارات كما انها تشكل أداة رقابة وبوصلة تعيد توجيه الحكومات للمصالح الوطنية ضمن الاطر الدستورية المفتوحة دائما والتي تعودنا ان نتحاور من خلالها دون حواجز ودون انتهاك لهيبة الدولة وسيادة القانون وتعطيل سبل الحياه والخدمات العامة ومحاولة زعزعة النظام العشائري الذي يعتبر جزءا اصيلا من النظام السياسي الاردني والذي لم يكن يوما الا في صف الوطن وفي واجهة الدفاع عن قضايا الامة والتأكيد على ضرورة الاسراع في انجاز قانون انتخاب عصري يفرز مجلس نواب وحكومة قوية وذات برامج تنهي وتخفف الآثار الاقتصادية الصعبة على المواطنين
لقد استطاع الاردن على الدوام بفضل من الله تعالى ثم بعزم ووفاء قيادته وثبات واخلاص ووعي شعبه ان يحطم على صخرة ارادته الصلبة كل المحاولات والمؤامرات الخبيثة والبائسة لزرع الفتن والشقاق وتعريض الوحدة الوطنية للخطر ولا زلنا نستذكر بفخر واعتزاز وشرف تضحيات الاباء والاجداد من كافة مكونات المجتمع الاردني وعلى امتداد ساحات الوطن من اجل بناء دولة المؤسسات والقانون وبكل التوافق ما بين الارادة الشعبية الحرة والسياسية الحكيمة بشرعيتها الدينية والتاريخية لبناء الدولة العصرية الحديثة وان ما يجري بصورته المظلمة يحرف الانظار الدولية عن انشغال الاردن سياسيا بقضيته المحورية والأساسية فلسطين وهو يدفع ضريبة كبيرة وقاسية لأجل مواقفه الداعمة للحق الفلسطيني بالعودة الى الاراضي المحتلة والوصاية على القدس والمقدسات لا سيما وان الاردن في دائرة الاستهداف الاقليمي والدولي في ظل اوضاع اقليمية غير مريحة على كافة الصعد والتي تحتاج الى وعي وطني متكامل ودرء الخلل الداخلي لانه سوف يؤثر على الموقف الاردني ويضعفه
اننا ومن خلال ما عايشناه في الفترة الاخيرة من احداث مؤسفة فأننا ندعو جميع الاردنيين ان يكونوا سندا قويا للأجهزة الأمنية وسدا منيعا لحماية الوطن والتصدي للخارجين على القانون ومن يساندهم لان حماية امننا الوطني وسلمنا الاهلي ثابت مقدس نرفض المس به ونرفض قيام اي جهة بحماية من يحاولون العبث بثوابتنا الوطنية فلا تسامح او تصالح مع مثيري الفتن وكل عابث بوحدتنا ونسيجنا الاجتماعي اضافة الى ضرورة تحكيم الوعي التام وعدم الانجرار وراء الدعوات المغرضة التي لا تبتغي الخير للوطن وهي تبحث عن الخراب والدمار والفوضى والتي تطلق في بعض الاحيان لغايات المساس بالمنجزات والمكتسبات الوطنية واختطاف الوطن تحت اية راية كانت بالدعوة الى الخروج على الدولة والقانون والمؤسسات وتعطيل لغة الحوار والتفاهم الوطني ورفض الاحتكام الى مبادئ الدستور تحت اي ظرف من الظروف
لهذا يجب ان نعمل بجهد مشترك لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وانجازات ومقدرات الوطن فضلا عن المحافظة على وحدتنا الوطنية التي هي حجر الأساس في بناء الوطن وان تكون مصالح الوطن العليا وسيادة القانون وهيبة الدولة وامن واستقرار وطننا الغالي خطوط حمراء لا يجوز المساس بها وهي فوق كل اعتبار وان نحافظ بالتوازي مع كل ذلك على توأمة الولاء والانتماء الراسخين للوطن والقيادة الهاشمية
إنَّ للمعارضة السياسية أصول وثوابت ومن المفترض ان تسعى المعارضة الوطنية الهادفة إلى المساهمة في بناء الوطن وتعظيم الإيجابيات ومحاربة السلبيات وان لا تكون مستقوية ومحرضة على الدولة ورموزها وداعية الى الخروج على الاجماع الوطني والقوانين والأنظمة وتعريض السلم والامن الاهلي للخطر وعدم الحفاظ على النظام العام وعليه يحب عدم التهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بأمننا الوطني لان جميع تلك التجمعات والدعوات مخالفة القوانين والأنظمة والاعراف وفيها تغليب للمصلحة الشخصية على حساب المجتمع ما يلحق الضرر بالنسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية
كما ان فيها اعتداء صارخ على المواطنين الامنين وان كانت حالات فردية لا تعبر عن اي مكون من مكونات المجتمع الاردني المخلص الوفي انما هي تعبر عن نفر قليل ممن يركبون الموجة من الباحثين عن الشهرة على حساب الامن الوطني بنوايا خبيثة مغلفة بمطالب شعبوية ومظلمية غير واقعية تخلق حالة من الفوضى بمختلف الوسائل داخل الوطن في اطار ممنهج ومدروس، يستهدف تشويه سمعة الاردن، وتكريس نظرية انه يعيش انفلاتا امني بهدف ضرب حالة الامن والاستقرار التي ينعم بها في ظل محيط ملتهب ومليئ بالصراعات من حوله
قبل الختام نكرر بان على الجهات المعنية بكل حزم وبلا تردد او ابطاء انفاذ القانون والحفاظ على النظام العام بالمحاسبة والتصدي العاجل للمتطاولين على هيبة الدولة والعابثين بالسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي ومثيري الفتن وناشري الفوضى والمدعين زروا بان الدولة في صراع مع القبائل والعشائر الاردنية على الرغم ان العشائر الاردنية وكل مكونات المجتمع هي عناوين الاستقرار السياسي لأنها دائما ما كانت تحتكم الا للقانون والدستور وان استمرار مثل هذه الممارسات لا يمكن السكوت عنها وان أمن الوطن والمواطن ثابت لا يمكن قبول التعدي عليه او تشويهه واي فعل او عمل يمسه مرفوض وليس فيه مكان للمجاملة أو المراوغة والمداهنة
في ظل الظروف التي نمر بها والتحديات التي تواجهنا والمؤامرات التي تحاك ضد بلدنا من الواجب ان نفوت الفرصة على من يحاولون زعزعة أمننا او يستغلون أي ظرفا لإشاعة الفتن والمكائد وإذكاء نار الخلافات والانقسام ونشر الفوضى بيننا ولا يجوز تحت اي مبرر ان يبقى هؤلاء دون محاسبة وعقاب رادع وان ترك الساحة للعابثين بامننا ومثير الفوضى في الوطن والمعتدين على مقدراتنا ومؤسساتنا الوطنية ، امر نرفضه ولا نقبل به وعلينا جميعا التصدي له بقوة ، فكل واحد منا اين كان موقعه مسؤول عن حماية وطنه واهله
الجميع من شتّى الأصول والمنابت ومهما كانت أجناسهم وأديانهم وأفكارهم شركاء في العمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه العليا وفق المبادئ المستندة إلى الوحدة الوطنية باعتبارها إحدى المقومات الأساسية التي تعطي الوطن القوة وتمنحه المنعة وتحول دون التفتيت والاختراق هذه الوحدة التي جعلت من الأردن نموذجاً لمجتمع الأسرة الواحدة المتلاحمة في السراء والضراء الأمر الذي يدعو إلى توحيد جميع الجهود كي يصبح المواطنون صفًا واحدًا متراصًا لبناء الوطن وحماية أمنه وصيانة استقراره وصياغة مستقبله المشرق على ما بناه الهاشميون من العقيدة السمحة وقيم التسامح والوسطية وقبول الاخر والعدالة الناجزة كبلد ( عصي على التآمر والمكائد والفتن ولا ينبت الزوان العفن في حقله )
سر بنا يا صاحب التاج المكلل بالغار والظفار كابرا عن كابر في مواصلة بناء مسيرة التحديث والإصلاح والتنمية شعبكم الوفي معكم أمامكم ومن خلفكم بما تربى عليه من مبادئ معينها أقدس ثورة حررت الإنسان ورفعت الأوطان ليبقى اردن الشموخ والكبرياء أبيا شامخا في عنان السماء ينعم بالخير والتطور والازدهار وليبقى وطننا الغالي رغم انف كل حاقد وصدر كل حاسد وعقل كل جامد وضمير كل جاحد محورا للاستقرار والاعتدال والوسطية الأقدر على كسر أحلام ومخططات خفافيش الظلام على صخرة التماسك الوطني والتحدي وطهر العلاقة ما بين القيادة والشعب حفظ الله الأردن وشعبه من كل شر وضر وأعز قيادته وأدام على حياضه كل أسباب الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار في ظل الراية الهاشمية المظفرة وعميدها جلالة الملك عبد الله ابن الحسين حفظه الله واعز ملكه وحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني قرة عين القائد سندا وعونا لجلالته انه نعم المولى ونعم النصير
mahdimubarak@gmail.com