ريال مدريد.. لقب مستحق رغم 3 إصابات خطيرة وعدم تعويض بنزيما
أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، عقب تتويجه بطلا لليجا الإسبانية، أن فوز فريقه باللقب مستحق في “موسم شهد بذل جهود مستمرة”، وتشارك التهاني مع عشاق ريال مدريد، مؤكدا أنه واللاعبين كانوا يرغبون في الاحتفال معا أول من أمس، لكن يجب عليهم الانتظار عطلة نهاية الأسبوع المقبل لأهمية المباراة أمام بايرن ميونيخ مساء الأربعاء.
وقال أنشيلوتي في وسائل إعلام النادي الملكي: “إننا سعداء للغاية وجمهورنا كله سعيد للغاية. إنه لقب مستحق نريد الاحتفال به مع جمهورنا، لكن اعتقد أنهم يتفهموننا. لدينا تحدي الأربعاء ويجب الاستعداد له جيدا لتحقيق سعادة أخرى”. وأضاف “سنحتفل بلقب الليجا عطلة الأسبوع المقبل معا، لأن هدف الأربعاء مهم للغاية. كان موسما شهد جهودا مستمرة منذ أول مباراة حتى أخر مباراة”.
وتوج أنشيلوتي بـ12 لقبا مدريد لريال مدريد ليتخطى الـ11 لقبا التي توج بها زين الدين زيدان بفارق لقبين عن الأسطورة ميجيل مونيوز.
ورغم أنه بدأ الموسم بخبرين صادمين: إصابتين خطيرتين بقطع في الرباط الصليبي لنجمي الفريق تيبو كورتوا وإيدر ميليتاو، فضلا عن عدم تدعيم الفريق في الميركاتو الصيفي بالشكل اللازم، إلا أن هذا لم يمنع ريال مدريد من التتويج بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ36 في تاريخه بفضل “العمل الجماعي والتفاني، وغياب النغمة الفردية” لكتيبة أنشيلوتي.
ولا شك أن الإصابات العديدة كانت المشهد الأبرز في موسم الميرينجي، مع وجود 19 لاعبا داخل “مستشفى” الملكي، هذا بالإضافة لبعض الإصابات العضلية البسيطة التي لم يعلن عنها رسميا من خلال الموقع الرسمي للنادي.
وتوقع الجميع أن تضع هذه الإصابات ريال في موقف عصيب، وتهدد منافسته على الألقاب هذا الموسم، إلا أن رجال الإيطالي المخضرم كان لهم رأي آخر، ولم يخسروا سوى مباراة وحيدة فقط في الدوري على يد الجار اللدود أتلتيكو مدريد (3-1).
بدأت موجة الرباط الصليبي في التفشي بالفريق في شهر آب (أغسطس) 2023، حيث كانت البداية مع الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، ثم بعدها بيومين، وبينما لم يكد الفريق يستفيق من الصدمة الأولى، إلا وتلقى ضربة أخرى بإصابة المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو.
ومع اقتراب العام من نهايته، جاء النبأ الصادم بإصابة ثالثة مماثلة في الفريق، وهذه المرة كانت من نصيب النمساوي ديفيد ألابا، وتحديدا في كانون الأول (ديسمبر).
ورغم أن الإصابات ضربت خط الدفاع تقريبا بحارسه، إلا أن ريال ظل الأقوى دفاعيا على مدار الموسم، وبفارق ليس بالقليل 11 هدفا أقل من أقرب ملاحقيه أتلتيك بلباو، الذي اهتزت شباكه 33 مرة.
كما أن العناصر التي حلت مكان المصابين، لم تشعر القريبين من الفريق بأي خطورة أو فارق، فكان الأوكراني أندريه لونين بمثابة “الأمين” على العرين الملكي، فيما قدم المدافع الألماني أنتونيو روديجر أفضل مواسمه، باختلاف الأسماء التي جاورته إن كان القائد ناتشو فرنانديز أو الفرنسي أوريليين تشواميني، الذي وظفه أنشيلوتي في هذا المركز.
حتى أن أداء هؤلاء اللاعبين، دفع إدارة الريال لعدم دخول الميركاتو الشتوي بحثا عن مدافع، وأكمل الموسم بثنائية روديجر وناتشو في معظم الأوقات، مع دخول تشواميني في بعض الأوقات.
وترك رحيل كريم بنزيما في الصيف ريال مدريد من دون مهاجم رقم “9”. ولم يذهب الفريق إلى السوق من أجل مهاجم بارز كذلك. ومع تردد اسم كيليان مبابي في أروقة النادي… لكنه داخل مكاتب بالديبيباس أبرم صفقة حققت نجاحا غير متوقع: جود بيلينجهام.
وصل اللاعب الإنجليزي الشاب إلى الفريق الأبيض نظير 103 ملايين يورو بالإضافة إلى 30 أخرى كمتغيرات لبوروسيا دورتموند. كان لاعب الوسط أحد جواهر كرة القدم الأوروبية، ولكن في أيامه الأولى مع ريال مدريد، برز كلاعب يسجل الكثير من الأهداف.
وجد أنشيلوتي المكان المثالي له في خططه. وكانت بدايته رائعة: 14 هدفا في 15 مباراة؛ أرقام قياسية عادل بها أفضل موسم له في التهديف.
علاوة على ذلك، سجل في أول أربع مباريات له في الدوري خمسة أهداف. أربعة منها منحت ريال مدريد ثماني نقاط.
وإجمالا سجل بيلينجهام حتى الآن 22 هدفا و10 تمريرات حاسمة؛ منها 18 هدفا وأربع تمريرات حاسمة في الدوري، مما يقربه بشدة من لقب هداف الليجا، التي يتصدرها مهاجم جيرونا، الأوكراني أرتيم دوفبيك (20 هدفا).
وبالإضافة إلى تعويضه لبنزيما بشكل غير متوقع، فعل بيلينجهام الشيء نفسه مع فينيسيوس جونيور، الذي تعرض للإصابة مرتين هذا الموسم أبعدته عن الملاعب لمدة 75 يوما.
ومع ذلك، فقد سجل البرازيلي 13 هدفا وقدم 6 تمريرات حاسمة في 23 مباراة في الدوري الذي دافع فيه عن مكافحة العنصرية.
خلال هذا الموسم، مر الريال بالعديد من المواقف الصعبة، مما جعل الأنظار تتجه إلى مقعد البدلاء. ولم يخيب البدلاء آمال الميرنجي حيث برز أربعة لاعبين صنعوا الفارق.
أول هؤلاء هو المخضرم لوكا مودريتش. وبات الكرواتي، الذي سيبلغ 39 عاما في التاسع من أيلول (سبتمبر) المقبل، بديلا ناجحا في اللحظات الأخيرة من مسيرته التي بدا أنها لن تأتي أبدا. إنه اللاعب الثالث عشر من حيث عدد الدقائق في الفريق، وأصبح يلعب دورا جديدا في موسمه الأخير في ريال مدريد.
اللاعب الرابع عشر من حيث عدد الدقائق هو براهيم دياز والخامس عشر خوسيلو ماتو. كلاهما وقع في الصيف لتعزيز الهجوم. الأول جاء ليحتل المكان الذي تركه ماركو أسينسيو وبعد بداية متذبذبة جاء وقت تألقه بهدف رائع ضد لايبزيج في دوري الأبطال ليكتب شهادة انطلاقه.
وحتى عندما كان يقاتل من أجل اللعب على حساب رودريجو، ظل براهيم دياز في قمة حماسه، كما أنه في تلك الأثناء قرر اللعب باسم منتخب المغرب وليس إسبانيا. وسجل دياز الهدف الأول في المباراة ضد قادش وصنع الهدف الثاني الذي سجله بيلينجهام.
من جهته، كان خوسيلو هو المهاجم الصريح على مقاعد البدلاء الذي اشتاق إليه ريال مدريد في المواسم الماضية. وبعمر 34 عاما، ساهم بـ 13 هدفا، مدركا لدوره واقتناعه بأنه سيحصل على مكان في الفريق في السنوات المقبلة.
اللاعب الآخر الذي استحق البقاء هو لوكاس فاسكيز. قدم الظهير الأيمن، في العام الأخير من عقده، أداء مميزا في كل دقيقة في الملعب حل فيها محل داني كارفاخال الذي قدم موسما رائعا. أفضل لحظاته، كانت مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة، التي مهدت الطريق أمام الفوز بلقب الدوري: تسبب في ركلة جزاء وقدم تمريرة حاسمة وسجل هدفا في الفوز 3-2.
اندمج هؤلاء اللاعبون الأربعة مع الدور الذي أعطاه لهم أنشيلوتي وكانوا جزءا مهما من الدوري الـ36 لريال مدريد الذي جاء بعد التغلب على الصعوبات. -(إفي)
التعليقات مغلقة.