آمالٌ وآلام
الشاعر الدكتور محمد القصاص
=
قصيدة (معارضا لقصيدة لحن الحياة)
لأبي القاسم الشابي
========================
جعلتُكِ في القلبِ في مُقلـتــــــيَّ * فكنتِ بكوني كنور القَـمَــــــرْ
وكنتِ لنفسي الهنا والأمـــــــــل * إذا أتعبنِّي بناتُ الدَّهــــــــــرْ
وإن كابدتنا ظروف الحيــــــــاة * وجاءت إليَّ بوقت السَّحَـــــرْ
سألتكِ يا طفلتي فرصــــــــــــة * تراود نفسي بباقي العُمُــــــرْ
أحُسُّكِ بالنَّبضِ في خافقــــــــي * تناجي السكون وتذكي الفِكـرْ
فَصِرتِ أحبَّ إلى مهجتـــــــــي * من السِّحْرِ حين يُناجي الفجرْ
وكنتِ بعمري كزهر الربيــــــع * وعذبِ الحِداءِ وعزفَ الوتَــرْ
فأنتِ حكاية حُبٍّ أصيـــــــــــلٍ * كبوح نسيمٍ بليلِ السَّمَــــــــــرْ
كشدو السَّهارى بأشعارهــــــم * وقصف الرعود وشدو المَطرْ
فأنتِ شذى الزِّهرِ في كمِّــــــهِ * وهمسِ الرِّياحِ وموج البحـــرْ
أحبُّ إليَّ منَ الكائنــــــــــــاتِ * وأنت منايَ لنا مُستقـــــــــــرْ
كعصف الرياحِ إذا جلجلـــــتْ * ولونِ السَّمَا وحفيفِ الشَّجَــرْ
نعيشُ وكلٌّ له غايـــــــــــــــةٌ * وحُبٌّ جميلٌ بهِ يَستعِــــــــــرْ
فآمال روحي وحبِّي الَّـــــــذي * سرى بوريدي يَجُبُّ الحـــذَرْ
فيحيي القلوبَ بعيد الجفــــــاء * ويكبرُ عشقاً بِشَتَّى الصُّـــورْ
ودمعٌ تحدَّرَ في المقلتيــــــــن * إذا ما تهاوى بها وانْهَمَــــــرْ
لننسى البكا وننيرُ الظــــــلامَ * ونحيا الهدوءَ وننسى الخطـرْ
لقد زرتِني بالهوى بغتَــــــــةً * ولكنَّ قلبي كصلدِ الحجــــــرْ
فكنتِ بدنيايَ نجمٌ تعالـــــــى * تلألأ يوما فصارَ صَخِــــــــرْ
فليتكَ قبل فــــــــوات الأوان * أتيتَ بثوب الهوى المُسْتَتِـــرْ
فحبِّي تداعى بلا موعـــــــدٍ * وشوقي العظيمُ غدا يندَثَـــــرْ
وكلُّ حبيبٍ إذا ما اشتكــــي * وعاني الهوان إذا ما حضَــرْ
وراحَ إلى صَادياتِ القلـوب * يَرومُ الجَمالَ ويخشى الحـذرْ
هناك تولَّتْ طيورُ الجبــــال * بأشجانِها والهوى المُسْتَعِـــرْ
غداةَ يَغَابُ الشَّبَابُ الجميلُ * وحلَّ المشيبُ بشتَّى الصُّـوَرْ
فكلُّ مُحِبٍّ يخافُ المَنُـــونَ * يخافُ اللئامَ عتاةَ البَشَـــــــرْ
تضيقُ عليه فروجُ الدُّروبِ * وتقسو عليه ليالي العُمُــــــرْ
وكلُّ الذي حولَنا ينطــــوي * كظلٍّ تناهى بكفَّ القــــــــدَرْ
وأنت بقربي أعاني العذابَ * فوخزِ الضِّميرِ كوخزِ الأبَــرْ
أقِمْ أبدَ الدَّهر في مهجتـــي * وكن بضلوعي هنا مُسْتقَــــرْ
أقمْ وتحرَّى الهزيعَ الأخيـرَ * تحَرَّى انفراجاً لنا واصْطَبِـرْ
فلا هَجْعَةُ الليل تُدني الأمَانَ * ولا راحَةُ البالِ تَمْحُو القَــدَرْ
ففي الغيبِ من مُحدثَاتُ الأمُورِ * تَجيءُ فُرَادَى بأقسى العِبَــرْ