أعيدوا الدراما الاردنية
نسيم العنيزات
واقع الدراما الاردنية كماهو واقع الصحافة لدينا فكلاهما يحتضران ويصارعان من اجل البقاء دون اسلحة او ادنى مقومات.
فبعد ان لعبت الدراما دورا مهما لا يمكن اخفاؤه او تجاهله في رسم ملامح الصورة الاردنية والواقع الاجتماعي عبر العقود الماضية نراها الان مغيبة وخارج المشهد الاردني.
فكم امتعتنا الدراما وهي تقدم المجتمع الاردني بعاداته وتقاليده وتفاصيل مكوناته للداخل والمحيط كانت تدفعنا لمتابعة كل ما يعرض ومشاهدة جميع التفاصيل بحالة مشوقة وجاذبة عززت المعرفة لدينا وعمقت الموروث الثقافي والذاكرة التاريخية للدولة الاردنية منذ نشأتها والمراحل التي مرت بها دون ان تغفل جانب ثقافي او زاوية تاريخية ، لأنها تشكل محورا توعويا وحافظة للذاكرة الوطنية تعكس ملامحها وتطوراتها عبر مرآتها من خلال الاذاعات والشاشات وجميع المساحات الممنوخة لها .
نجدها اليوم دون اهتمام او حتى رد الجميل لما قدمته للأجيال وابناء المجتمع الذين كانوا يتزاحمون على متابعة فصول القصة الدرامية الاردنية التي كان يقودها رموز وشخوص فنية ابدعت في تقديم الصوة والمحتوى معا بعد ان غابوا عن الشاشات والمحطات المحلية .
فنرد لهم الجميل الان بالنسيان وعدم الالتفات لاوضاعهم المعيشية والاقتصادية وحالة الضنك التي يعيشونها في ظل غيابهم القسري عن الساحة الاردنية وانعدام الدعم لهم .
ففي كل العالم هناك تكريم للمبدعين وتحفيزهم على العمل والاستمرار وفي سن معينة تقدم لهم الدولة كل سبل العيش الكريم، تقديرا لعطائهم وتميزهم ، الا ان الامر عندنا مختلف تماما لا بل يتجه بطريق عكسي واسلوب مستغرب يصعب ان تجد له تبريرا في اهمال المبدعين وتركهم يصارعون الحياة دون عمل او اسلحة او حتى مقومات تمكنهم من عيش كريم ، لنجد بعضهم يصارع المرض والفقر والقهر.