أكاديمية ساندهيرست وأشجار عجلون المعمرة


منذر محمد الزغول

=

تاريخ النشر/  19-01-2011

كان حلم أبناء عجلون منذ فترة طويلة إقامة مشاريع هامة وكبيرة في المحافظة ، فهذه المشاريع يمكن لها أن تساهم في تنمية المجتمع المحلي وإيجاد فرص عمل لأبناء وبنات المحافظة .

جاءت أولا جامعة عجلون الوطنية وكانت البداية متعثرة بل وأوشكت الجامعة على أن تغلق ابوابها بسبب المشاكل التي مرت بها ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن جزءاً من تعثر الجامعة أنذاك هو كثرة الإشاعات التي اطلقها أبناء عجلون عليها ووصفهم لها بالفشل حتى قبل أن نرى خيرها من شرها ، واستمر الحال على ما هو عليه حتى استلم زمام الأمور فيها نخبة مميزة من أبناء عجلون استطاعوا خلال فترة وجيزة من النهوض بالجامعة وإلحاقها بركب الجامعات الأخرىواستطاعت الجامعة توفير العديد من فرص العمل لأبناء وبنات المحافظة .

المشروع الأخر الذي يتعرض الآن لكثير من الآراء التي قد تطيح به نهائيا من محافظة عجلون هو أكاديمية ساندهيرت العالمية ، والبعض يستهين بهذا المشروع العالمي ويعتبره مجرد وجود لبعض الثكنات العسكرية للجنود الإنجليز التي ستصبح فيما بعد قاعدة عسكرية إنجليزية .

وما عرفناه وعرفه الكثير عنآ  اكاديمية ساندهيرست البريطانية أنها تستقطب المتدرببن من كافة أنحاء العالم ، لأنها تتمتع بمستوى تدريبي عال جدا ، فجلالة الملك حسين رحمه الله وجلالة الملك عبد الله الثاني من خريجي هذه الكلية ، كما خرجت هذه الكلية العديد من الأمراء والمئات من الضباط الأردنيين والعرب .

وكان يقام عند كل تخريج حفل كبير يحضره زعماء دول وشخصيات من كافة أنحاء العالم ، فلذلك فوجود هكذا كلية في محافظة عجلون التي تشكو من قلة عدد الزوار والسياح الذين يأتون اليها بات أمرا ضروريا بل وملحا .

ومن هذا المنطلق فإنني أتمنى على محافظ عجلون فيصل القاضي وعلى نوابنا الكرام وعلى كل اصحاب القرار في عجلون عدم التفريط بهكذا مشروع والتمسك به بكل السبل ، فرغم كل السلبيات التي ذكرت وتذكر عنه إلا أن له ايجابيات كثيرة فهو لن يكون إلا مركزا أكاديميا يتلقى فيه المتدربون من كل أنحاء العالم العلوم والفنون العسكرية ، وهذا والله مفخرة لعجلون وللوطن كله .

أما أشجارنا المعمرة التي هي رأس مالنا فيستطيع القائمون على المشروع التقليل قدر الإمكان من هذه الخسائر لأننا سمعنا أن هناك منطقة مجاورة تماما لمكان المشروع ومناسبة يمكن العمل والبناء فيها .

وحتى الأشجار المعمرة التي سيتم إقتلاعها فيمكن الإستفادة منها وزرع بعضها في أماكن أخرى من المحافظة .

نعم أشجار عجلون عزيزة وغالية علينا جميعا ولكننا لا نريد أن تصبح هذه الأشجار نقمة علينا لا سمح الله وتكون طاردة للمشاريع الإستثمارية والمشاريع الهامة الأخرى .

كما أننا نتمنى مستقبلا على أصحاب القرار وعلى كل المستثمرين إختيار أراض لإقامة أي مشروع في مناطق لا يوجد فيها كثافة للأشجار وخاصة المعمرة والنادرة منها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.