أمامنا فرصة ذهبية


نسيم العنيزات

بعد حالات المد والجزر التي تعرضت لها دولتنا خلال السنوات الماضية والامواج والعواصف التي عصفت بنا، وضعتنا جميعا مجبرين بين فكي كماشة كادت ان تفرمنا جميعا.

وبفعل عوامل وتغيرات طرأت على المشهد الداخلي والخارجي خففت من حالة التوتر والشد النفسي والعصبي بين الناس بعد تجاوزنا لازمات كادت ان تطيح بنا وصولا الى تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي ننتظر مخرجاتها مع نهاية الشهر الجاري واعلان الحكومة عن مصفوفتها الاقتصادية.

يتبادر الى الذهن سؤال هل نحن بخير وهل نسير في الاتجاه الصحيح ضمن بوصلة وخطة واضحة المعالم مرسومة بشكل هندسي متواز؟ أم هي كما هو حال عامل المياومة الذي يعمل كل يوم بيومه؟.

نعم هناك هدوء واضح وحالة ترقب تتسيدها حالة من عدم الاتزان، والتأرجح بين الخوف والامل تسود الشارع الاردني الذي يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية. الذي يترقب مشهدا جديدا او تطورا وتغيرا يطرأ على حياتهم بعد الوعود التي استمع لها كثيرا وسنوات الانتظار الطويلة.

حال يدفعنا الى عدم الاستكانة لهذا الهدوء وعدم الالتفات الى الاحتقانات في نفوس المجتمع ونبقى جامدين دون اي حركة او تقدم الى الامام او نستمر صامتين دون قرارات تخاطب الشارع والناس الذين تحملوا الكثير وانحازوا الى دولتهم في ظروف صعبة وقاسية حاصرتهم من كل الاتجاهات ودخلت الى تفاصيل حياتهم اليومية والمعيشية.

اننا الان في منتصف الملعب عند خط بداية المباراة نحو الانطلاق الى المرمى وتسجيل الهدف الاول الذي سيرفع معنويات الفريق ويمنحه ثقة وطاقة جديدة ويفتح الطريق نحو أهداف اخرى والمحافظة على الشباك نظيفة دون اهداف.

وفي حالة الاستهانة فان ذلك سيؤدي الى الاخفاق ويمنح الخصم فرصة لتسجيل هدف في مرمانا وارتداد الكرة الى ملعبنا، الامر الذي ينهك دفاعاتنا ويؤثر على معنويات الفريق الذي سيفقد العمل الجماعي ويميل الى التخبط واللهاث دون جدوى بسبب الانهاك والتعب وعدم القدرة على الاستمرار والمقاومة وفقدانه للفرص.

انها نقطة البداية والاستمرارية ايضا، علينا استغلالها والاستفادة منها باجراءات حقيقية تنسينا الماضي وتمنعنا من النظر الى الوراء وبعكس ذلك فاننا سنهيئ الفرصة والظروف لاحداث فوضى بين الناس.

اننا امام فرصة ذهبية لن تتكرر بعد ان اعطى الناس حكوماتهم عطوة ومهلة طويلة فاما ان نلتزم بصكوكها نحو عهد جديد على ارضية صلبة ونية حقيقية لا شراء للوقت او نكوصا لا سمح الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.