أما مجالس المحافظات فلا بواكي لها ،،،


منذر محمد الزغول

تُشير نسب الإنجاز  الأولوية التي بدأت ترشح لمشاريع مجالس المحافظات  عن العام الماضي 2024   أن الأمور لا تُبشر بأي خير ، فقد لا تتعدى نسب الإنجاز بأحسن أحوالها حاجز ال 40% ، وهذا بحد ذاته يُعتبر نكسة كبيرة لعمل مجالس المحافظات التي أراد جلالة الملك  حفظه الله لها أن  تساهم بتنمية وازدهار المحافظات الأردنية وأن تنتقل التنمية وصنع القرار للمحافظات  بدل أن يكون فقط في العاصمة عمان .

للأمانة أكتب وأنا أشعر بالحزن الشديد للتراجع الكبير والحاد  الذي أصاب نسب الإنجاز في مشاريع  المجالس  خاصة وأنني مُطلع جيدا على هذه النسب كوني عضوا في مجلس محافظة عجلون  ويعلم الله  كم  كنا وما زلنا  نعاني الأمرين لتنفيذ أي مشروع من مشاريعنا لأسباب سأتطرق لبعضها في مقالي  هذا ، ومنها  على السبيل المثال لا الحصر  ما يلي

أولا: وزارات الدولة المختلفة  غير جادة لغاية الآن بإنجاح هذه التجربة الرائدة التي أراد لها جلالة المفدى أن تكون  اللبنة الأولى والأهم بتنمية وإزدهار محافظات الوطن ونقل التنمية للأطراف ، فجميع وزارات الدولة تُماطل كثيرا بتنفيذ مشاريع مجالس المحافظات ، وما يتم تنفيذه من هذه المشاريع  لا  يذكر ولا يمكن أن يكون هو الطموح  الذي يلبي حاجات الوطن والمواطنين .

ثانيا: لغاية الآن هناك مشكلة كبيرة في عملية الدراسات ، وتأخر إنجازها أصبح واضحا ولا يمكن تبريره ، لذلك أقترح هنا أن يخصص لكل مجلس محافظة مكتب هندسي متخصص أو إثنين  لتنفيذ الدراسات لضمان عدم تأخرها .

ثالثا:  بالنسبة للمبالغ المخصصة لمشاريع المجالس يجب أن لا تذهب أدراج الرياح مع إنتهاء السنة المالية ، ومن المفترض أن تبقى  هذه المبالغ مرصودة لهذه المشاريع كي لا تتحول الى ديون يتم سدادها  من  مخصصات موازنات مشاريع السنوات اللاحقة الأمر الذي يؤدي الى تراجع حاد في نسب الإنجاز .

رابعا:  الكثير من مُديري الدوائر الرسمية يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية في تراجع نسب الإنجاز بسبب عدم جديتهم بمتابعة مشاريعهم  أو حتى فقط مجرد السؤال  عن هذه المشاريع .

خامسا: بالطبع مجالس المحافظات تتحمل أيضا جزءا كبيرا من المسؤولية وخاصة في مجال عدم متابعة مشاريعهم  وأيضا من خلال رصد مبالغ لمشاريع لا يوجد  لها دراسات من مكاتب  معتمده  ولا يوجد أيضا لها قطع أراض  لإقامة هذه المشاريع  عليها ،ومن هنا  لا يمكن للوزارات المعنية أن تطرح عطاءات لتنفيذ مشاريع لا يوجد لها دراسات وقطع أراض  ، ولهذا  تذهب الكثير من المبالغ  على مجالس المحافظات ،وهو ما يؤدي أيضا الى تراجع كبير في نسب الإنجاز . 

أخيراً أحببت في مقالي هذا أن أضع النقاط على الحروف  وأن أكون صريحا  بما يخص نسب الإنجاز  في مشاريع مجالس المحافظات ، فهي بالطبع دون الطموح  ولا يمكن أن تكون نسب مرضية على الإطلاق ، بل كانت في العام الماضي 2024 من أسوأ ما  يمكن  الأمر الذي يُحتم علينا جميعا  حكومة ومجالس محافظات وجميع المعنيين مناقشة هذا الأمر  بكل جدية والخروج بتوصيات  لعل  يكون فيها الخير لمجالس المحافظات القادمة ، أما الحديث عن إنجازات في المجالس الحالية   فالأمر بحاجة ماسة جدا  إلى إعادة النظر وأن  نكون منصفين وصادقين  مع أنفسنا ومع  كل من وضع ثقته فينا ، وقبل ذلك  يجب أن نكون منصفين و صادقين مع الوطن  وقائد الوطن حفظه الله  الذي ينتظر منا أن نكون على قدر المسؤولية وأن نساهم معه في بناء هذا الوطن الغالي .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية 

عضو مجلس محافظة عجلون

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.