أيُّ معارضة هذه التي ستقود البلاد والعباد !
منذر محمد الزغول
=
أتذكر قبل عدة سنوات كان يتواصل معي المعارض الأردني المعروف الدكتور أحمد عويدي العبادي لنشر مقالاته على صفحات وكالة عجلون الإخبارية ، وكان في كل مقال يرسله لي يتصل هاتفياً لمناقشة مقاله وهل من الممكن نشر المقال أم غير ذلك ،حيث كان يدور بيني وبين الرجل حديثا ودياً للغاية ينتهي بالعادة بالإعتذار عن نشر المقال لأسباب أن مقالات الدكتور العبادي لا تتناسب مع سياسة الوكالة على الإطلاق .
المهم في الموضوع أن الدكتور العبادي كان يتقبل عدم نشر مقالاته وإعتذاري له بكل رحابة صدر ولم أسمع منه على الإطلاق أي كلمة فيها أي نوع من التجريح أو إتهامات بالتسحيج والنفاق كما يفعل الكثير من المعارضين اليوم ، وطبعاً كانت تنتهي المكالمة دائما معه كما كانت تبدأ بكل روح رياضية وتقبل للرأي والرأي الأخر ويختتمها بإبتسامة لطيفة جداً .
على كل أحببت أن أبدأ مقالي بهذه المقدمة لأسوق مثالاً حياً كيف كانت المعارضة الأردنية الحقيقية رغم إختلافي شخصياً بكل ما يطرحه الدكتور العبادي لكن الرجل للأمانة كان يقدر الرأي والرأي الأخر ويتقبله بكل رحابة صدر ،،، لكن ما بدأنا نراه ونشاهده من الطارئين على المعارضة اليوم من ألفاظ بذيئة سوقية لا تمت الى الأخلاق بصلة ، حتى أنهم لا يعرفوا أي معنى للرأي والرأي الأخر ، وكل من يخالفهم بالرأي هو برأيهم سحيج ومنافق ومنتفع وغير ذلك من المسميات والأوصاف التي لا حصر لها .
ما شاهدناه أيضاً قبل عدة أيام بالقرب من البيت الأبيض في قلب العاصمة الأمريكية من بعض رموز المعارضة الأردنية الطارئة أمر يندى له الجبين ، فقد سمعنا منهم كلمات وألفاظ حتى أولاد الشوارع وأصحاب الأسبقيات يخجلون من ذكرها ، فكيف لمعارضة تدعي أنها تريد الإصلاح والتغيير ، وهم أول من حاربوا ويحاربوا الرأي والرأي الأخر ، بالرغم أن المعارض الحقيقي هو من يجب عليه أولاً تقبل الرأي والرأي الأخر لأنه من المفترض أنه ما قام ولا عارض إلا من أجل الحرية والديمقراطية ، فكيف يحارب ويكيل الإتهامات لكل من يخالفه ويعارضه بالرأي .
أخير أتوقع أن المعارضة الأردنية في الخارج تحديداً سقطت سقوطاً ذريعاً لأنها أولا فتحت المجال للزعران والطارئين أن يتحدثوا بإسمها ثم لأنها لا تحمل أي برنامج أو أفكارا حقيقية للإصلاح ، ولهذا تراهم أيضاً فشلوا فشلا ذريعاً بكل التجييش الذي قاموا فيه ضد الدولة ومؤسساتها المختلفة خلال السنوات الماضية وخاصة فيما يتعلق بدعمهم ورهانهم على جميع الوقفات الإحتجاجية الماضية بدءا من دعمهم للمعلمين وحركة 24 أذار وقضية أسامة العجارمة وغيرها من القضايا الأخرى التي كان أخرها ما يسمى بوقفة واشنطن التي بالطبع فشلت فشلاً كبيراً وبالمقابل تكللت زيارة جلالة الملك لواشنطن بالنجاح الكبير الغير المسبوق وهذا بالطبع بشهادة كل وسائل الأعلام العربية والعالمية .
أحترم جداً المعارضة الوطنية الأردنية الحقيقية التي تحترم الرأي والرأي الأخر وأقدرها كثيراً وأقدر رموزها الذي ما غيروا وما بدلوا ، نعرفهم منذ سنوات طويلة خلت لم يطعنوا الوطن من الخلف ، تحدثوا وقالوا الكثير من قلب العاصمة الحبيبة عمان ، وما زالوا يقولون ، لكن ما نراه من معارضة الخارج اليوم هو والله العجب العجاب فالكذب والإتهامات والألفاظ النابية لكل من يخالفهم بالرأي أصبحت السمة الغالبة لهذه المعارضة ، فأي معارضة هذه ستقود البلاد والعباد ، وأي مصير ينتظر الوطن في حال وصول هذه المعارضة الى مبتغاها ، لكن بعون الله تعالى ورغم كل التحديات والصعاب التي تواجهننا سيبقى الأردن بقيادة قائد مسيرتنا جلالة الملك حفظه الله وجيشنا وأجهزتنا الأمنية قوياً عصياً شامخاً لا تهزه الرياح العاتية ولا معارضة بائسة قابعة خلف صفحات التواصل الإجتماعي و بإذن الله تعالى لن تحقق لهم غاية ولن ترفع لهم راية .
والله من وراء القصد ،، ،
منذر محمد الزغول
وكالة عجلون الإخبارية