إلا الغياب رداء ليس ينخلعُ
الشاعر ماهر حنا حدّاد
–
هذه الأبيات محاكاة لقصيدة الشاعر المرحوم “عمار البوايزة”
الذي انتقل إلى رحمة الله قبل أيام قالها في رثاء أحد أقاربة يقول في مطلعها :
(شوال هل وفي آفاقه الوجعُ… وظل يمطر من حسراته الهلع ُ)
وقد لامست هذه القصيدة مواجعنا ونحن نودع مجموعة من خيرة أهلنا وأصدقائنا وبتنا لا ندري نودع من ومن…. ولا نملك إلا الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
“أيـــار هـــلَّ وفـــي آفــاقـه الــوجـعُ
وظــل يـمـطرُ مــن حـسـراته الـهـلعُ”
يـا مـن نـزفت بـحسن الخلق ملحمة
والـحـرف أزهـر فـي أحـشائه الـورعُ
بـالأمس فـي وَسَـعٍ بـالأرض تـتحفنا
والـيوم فـي تُـرَبٍ تـطوي وتـضطجعُ
مــا بــال حـرفك فـينا بـات مـنقطعا
قد كان في الحرف للأصحاب متّسَعُ
أيـــار فـــي فَــجَـعٍ أدمـــى بـصـائرنا
والـقـلبُ فــي جــزعٍ والأذنُ والـسمعُ
بـالـشوق فــي يَـأَسٍ نـصبو لـرؤيتهم
ذابـت مـحاجِرُنا هـل يا ترى رجعوا؟
قــد قـلـت فــي قَــدَرٍ شـطـرا نـردده
(إلا الــغـيـاب رداءٌ لــيــس يـنـخـلعُ)
قــد عـشـت مـغتربا تـشكو مـواجعنا
والآن فــي حَــزَنٍ أدمــى بـنا الـوجعُ
فــي قـلـبك ازدهـرت أوصـال أغـنية
بـالـحسٌّ قــد عـبقت بـالحبِّ تـنطبعُ
عــجـلـون تـعـرفـهـا فــيـهـا وكـالـتـنا
نـسمو عـلى شَـغَفٍ بـالحرف نـجتمعُ
كـــم كــاتـب لـمـعـت أفـكـاره شـرفـا
كـم مـبدعٍ صـنعت فـي ركـبها لـمعوا
قـــد عـشـتـها زمــنـا لا زلــنـا نـذكـره
نـحـو الـعـلى اتـجـهت بـالفكر تـرتفعُ
قــد كـنـت تـؤثـرها فــوق الـربا أدبـا
كــم بـارعٍ جـمعت فـي طـيها بـرعوا
أواه مـــن ألــم فــي الـصـدر يـعـبرنا
نـمـضي عـلى سـفر فـي دربـه الـفزعُ
يــا قـلـب مـعـذرة يــا رمــز صـفوتنا
نـخشاك فـي جـزع قد صابك الوجعُ
،،،،،،،،،،،،
مع
تحيات
عاشق النوّار
الشاعر :ماهر حنا حدّاد