إنسان على الحاوية…..!!!
نعيم محمد حسن
بقلم: نعيم محمد حسن.
ليس ببعيد عن دار الرئاسة في الدوار الرابع …أوقفتُ سيارتي لألقي كيساً من النفايات في تلك الحاوية: المسافة بين الحاوية ودار الرئاسة لا تزيد عن 500م.
فاجأني ذلك الأربعيني و معه ابنه ينبشان تلك الحاوية …اقتربت منهما ، لأضع الكيس في الحاوية وأمضي إلى شأني …و عندها قفز حيوان آخر عفواً قطاً كان يستمتع بكل ما لذ له وطاب من بواقي الطعام في تلك الحاوية…
استوقفني هذا الأمر، وقلت في نفسي هل يُعقل أنَّ إنسانا- يحمل رقما وطنيا ودفتر عائلة أردنيا وربما جواز سفر أيضاً- ينافس ذلك القط على غذائه…أم هو البحث عن شيءٍ أخر يَقتاتُ من ورائه…؟؟!!! بالنسبة لي الأمر سيان رغم أنني شاهدته يمضغُ شيئا ما…هل هو من الحاوية …أو بما جاد الناس به عليه ؟ لا أدري…؟!!!سألت الرجل هل من فائدة في ذلك؟ قال: نعم، و بمرارة و بغصة في حَلقه…انسحبتُ من المكانِ بهدوء و أنا أنظرُ إلى دار الرئاسة .. وما يجري داخل أروقة هذا المبنى ( الذي أفترض أنه للشعب و من الشعب)…
أتساءل: هل علم دولة الرئيس أن مواطناً أردنيا يحمل رقماً وطنياً ينافس قطاً على غذائه في الحاوية..؟!!!
هل علم دولة الرئيس أن الأب والابن يعملان، وهما ليسا بعاطلين عن العمل؟!!! و المسمى الوظيفي هو: نابش حاويات بالقرب من دار الرئاسة الموقرة…!!!
هل علم دولة الرئيس أن حاويات القمامة أصبحت مصدر رزقٍ لبعضٍ من العائلات الأردنية الفقيرة…؟!!!
هل علم دولة الرئيس أن معظم أفراد الشعب الكادح يركض وراء لقمة العيش ليلا ونهارا…؟!!! حتى لو كانت لقمة العيش من حاوية مركونة على جنبات الطرق القريبة منكم. ويكاد لا يجد وقتاً ليجلس مع أبنائه وعائلته أو يُقبلهم كما أخالكم تفعلون قبل أن يناموا…!!!
وهل علم دولة الرئيس أن لبنان الشقيق ليس ببعيد عنا…؟؟؟!!!
و حمى الله الأردن الوطن، وحمى الله الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله تعالى من كل سوء وعز مُلكه ذخرا وسندا هاشميا عربياً أردنيا…لكل الأردنيين.
نعيم محمد حسن.
amman1959@ymail.com.