إيران والسياحة الدينية
نسيم العنيزات
=
غياب واضح لرأي ثالث وموضوعي حول الانفتاح على ايران والسماح لمواطنيها بزيارة الاماكن السياحية الدينية التي تهمهم في الاردن .
ففي الوقت الذي يدعو البعض الى الانفتاح والاستفادة من السياحة الدينية الإيرانية لتشجيع السياحة وتعزيز الوضع الاقتصادي بعيدا عن اي اعتبارات اخرى يرفض الطرف الثاني الفكرة جملة وتفصيلا بحجة الخوف من المد الإيراني والتشيع .
والغريب ان الطرفين لا يقدمون اي مقترحات او حلول وسطية ولا حتى اي بدائل للتغلب على تخوفاتهم او تدعم افكارهم وطروحاتهم ، فلكل طرف وجهة نظره اما الرفض او القبول بالفكرة.
في حين تعود الاسباب الحكومية الى سياسية ودينية
لذلك فان عودة هذا الملف الى التداول يذكرنا بطلب ايراني في وقت سابق من الحكومة الأردنية بالسماح لنصف مليون ايراني بزيارة الاضرحة والذي قوبل وقتها بالرفض لاسباب كانت موضوعية ومقنعة في حينها .
اما الان وفي ظل المتغيرات السياسية التي فرضتها الأجندة الأمريكية الجديدة بعد مغادرة ترامب وعودة الادارة الحديدة الى التفاوض حول الاتفاق النووي فانه بإمكاننا الاستفادة من الظروف و اعادة ترتيب اوراقنا ضمن اليات محددة تسمح لنا باستقبال السياحة الإيرانية ضمن ضوابط وشروط تضعها الجهات المعنية ذات العلاقة لان موضوع التخوف ليس عميقا ويمكن تجاوزها وتجنبه لان اي سياحة عالمية او دولية لها شروط واليات تحول دون الاختلاط فأعتقد ان تكلفة استقبال السياحة الإيرانية اقل بكثير من الفائدة والعوائد الاقتصادية التي ستنعكس علينا في ظل ظروف اقتصادية صعبة نحتاج معها الى البحث عن بدائل لتعزيز النمو وزيادة الدخل السياحي بعد ان تخلى عنا اصدقاء و تغيرت الظروف والتحالفات وكل دولة تبحث عن مصالحها وتعزيز مواقفها ودورها في المنطقة.