ابواق الكذب والتضليل أعجز عن تشويه صورة قطر
مهدي مبارك عبدالله
–
بقلم // مهدي مبارك عبد الله
قبل بضعة بضع أيام لا أكثر عن موعد انطلاق صافرة المونديال الأكثر تكلفة على الإطلاق في تاريخ هذه اللعبة الشهيرة والتي ستقام في الفترة من 20 تشرين الثاني إلى 18 كانون الأول من عام 2022 قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطاب ألقاه في25 تشرين الأول الماضي خلال افتتاحه مجلس الشورى انتقد فيه وبشكل علني نادر التغطيّة الإعلاميّة للمونديال واستهداف قطر غير المبرر
حيث كشف الأمير القطري وبأسف بالغ انه منذ أن نلنا شرف استضافة كأس العالم تعرضت بلادنا إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف واننا منذ البداية تعاملنا مع الأمر بحسن نية بل واعتبرنا أن بعض النقد ربما يكون إيجابي ومفيد ويساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى فعلا الى تطوير لكن الحملة تواصلت واتسعت باصطفاف غريب كما تضمنت جملة من الافتراءات والاباطيل
تلخصت حول مناخ قطر الحار جداً ومجتمعها المحافظ إلى جانب مسألة الحريات العامة وحقوق الإنسان وتجريم المثلية الجنسية والتشكيك بعدم قدرة قطر على استضافة البطولة والتي ردت عليها بالإنجازات التي تحققت على أرض الواقع بشكل مدهش فضلا عن تعامل الحاقدين بازدواجية متحيزة مع المعايير والمبادئ وغيرها حتى بلغ ذلك الاستهداف من الضراوة ما جعل العديد من المنصفين يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقة من ورائها وهل مقاطعة بعض الجهات الكارهة لقطر سوق يؤثر في المونديال ونجاحه او يوقف مسيرته
من اهم أحد التحديات الصعبة التي واجهت ملف استضافة قطر لكأس العالم كانت ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال فصل الصيف ولذلك اتخذت الفيفا قرارا بأن تقام البطولة خلال شهر تشرين الثاني في وسط الموسم لأول مرة في التاريخ للتغلب على تلك الأزمة
كما أن قطر أعلنت أن الملاعب حديثة ومجهزة بأنظمة مكيفات من أجل تخفيف درجات الحرارة وان توقيت البطولة جد خلال الفترة التي تسبق عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة وهو ما سيمنح قطر القدرة على تقديم تجربة أكثر تميزًا للشركات والعلامات التجارية المحلية والإقليمية والدولية
رغم محاولات السلطات القطرية دحض الاتهامات الموجهة إليها من وسائل إعلام ومنظمات حقوقية بسبب الحقد على قطر لاستضافة البطولة واعلانها أجراء عدة إصلاحات لقوانينها في السنوات الأخيرة عبر نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة بالتزامن مع الاستعدادات الحكومية للتغير الا ان وسائل الإعلام الموجه من دول غربية معينة ظلت تركز على تصريحات قديمة للأمير تميم بن حمد أوضح فيها أنّ نظام الحكم في البلاد لا يسمح بتعددية حزبية لأنّه نظام إمارة مستند إلى تقاليد راسخة من الحكم العادل والرشيد والمرتبط بتراث المبايعة الشعبية
لقد دخلت قطر التاريخ بفوزها باستضافة بطولة كأس العالم لأول مرة في نسخة تاريخية ستنطلق يوم 20 من شهر تشرين الثاني الجاري في مناسب عالمية كبرى ستمكن الدوحة من تطبيق نهج الانفتاح الحضاري والثقافي بعدما انفقت ما مجموعه 220 مليار دولار وهي 60 ضعف ميزانية جنوب إفريقيا لاستضافة البطولة عام 2010 لتعزيز مكانة قطر ًالدولية والمساهم في ترويجها كوجهة سياحية وتمكينها في المستقبل من استضافة فعاليات إقليمية ودولية كبرى تعود عليها بالفائدة المتكررة
حيث تم تشييد بنية تحتية عالمية المستوى شملت الطرق ووسائل النقل العام والانفاق والفنادق والمرافق الرياضية والملاعب وسوف تقام المباريات في ثمانية ملاعب عالية التقنية ومزودة بأحدث التكنولوجيات لضمان أقصى درجات الراحة والامن للمتفرجين وبهذا الإنجاز العالمي أضحت قطر مركز رياضي وسياسي واقتصادي متميز في الشرق الأوسط وحققت نهضةً كبيرةً في مجال الابتكار الرياضي وبما يؤهلها لاحتضان أهم الشركات العالمية المهتمة بالتكنولوجيا الرياضية وزيادة فرص العمل ًوالاستثمارات بالإضافة الى تجهيز أماكن عامة تضم محلات تجارية ومقاهي وملاهي ومرافق رياضية وتعليمية والاهتمام برفع مستوى الوعي البيئي وتحسين سلوك الحفاظ على البيئة وغيرها
من الجدير بالذكر أنه سيتدفق إلى قطر التي تبلغ مساحتها 11571 كلم مربّع فقط أكثر من مليون زائر خلال المونديال الذي تجري مبارياته على مدى 29 مع وجود أكثر من 2,5 مليون أجنبي من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 2,9 مليون نسمة أي حوالي النصف فيما يتركز القسم الأكبر وسيكون هنالك من 3 إلى 4 مليارات نسمة يتابعون المباريات حول العالم
بطولة كأس العالم تعد جزءا من رؤية قطر الوطنية 2030 وهي استراتيجية حكومية أوسع لتعزيز التنمية المكثفة للمناطق الحضرية والعالمية وتشمل المرافق والصناعة الوطنية بالإضافة إلى أنظمة التعليم والرعاية الصحية وهي اكبر استراتيجية طموحة للتنمية الوطنية وتحديث قطر
لقد كان لافت جدا ما ظهر مؤخرا في شوارع قطر من جداريات كتب عليها مجموعة من الأحاديث النبوية باللغة العربية ومترجمة إلى الإنجليزية وذلك في مبادرة خيرة لاقت الكثير من التقدير والاحترام وأثارت تفاعلاً واسعاً عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك للتعريف بالإسلام خلال كأس العالم 2022 ( عندما يطالبونك بالتخلي عن قيمنا يجب ان ندافع عنها بقوة وشراسة لان العالمية لا تعني التخلي عن الهوية )
اننا ونحن نسجل اليوم اعتزازنا وافتخارنا بالتحضيرات والتجهيزات التي قامت بها دولة قطر قبل المونديال في ظل هذا الحدث العالمي الذي يعد اكبر تظاهرة رياضية ينظم للمرة الأولى في دولة عربية ومنطقة الشرق الأوسط لأول يؤكد ان أصوات النشاز والغربان واهل الكذب والافتراء لن يثنوا بحملاتهم ومحاولاتهم الخبيثة والمغرضة عزيمة قطر من مواصلة عملها لإنجاح المونديال
ستظل قطر الشقيقة بحدة بتماسك شعبتها وقيادتها اقوى من ابواق الكذب ودعاة التضليل وسيراقب العالم كله صدق اقوالها وافعالها ويرى كيف ستؤدي قطر وتعرض إمكاناتها في استضافة هذه الفعالية الضخمة بكل كفاءة واقتدار واننا على يقين بانها ستستضيف الفعالية بنجاح باهر يسقط توقعات الشامتين وبما يؤكد على مكانتها السياسية والاقتصادية وقدرتها على التنظيم والسيطرة والاداء والتي ستشكل نجاح ومفخرة للأمة العربية والإسلامية ليكون في نجاحها نجاح لكل عربي ومسلم حر وشريف
واليوم يجب ان نستذكر مواقف قطر العربية والإسلامية ودعوات الأمير تميم بن حمد لنصرة شعب فلسطين المكافح ودعم نضاله وصموده ومقاومته في وجه الطغيان والاحتلال مما يوجب علينا جميعا ان نقف بقوة وحزم مع الشقيقة قطر ضد حملات التشويه المغرضة والافتراءات الكاذبة التي تتعرض لها من إعلام فاسد وموجه لبعض الدول الغربية المتحيز بدءا من باريس وروما وغيرها من عواصم الحقد والكراهية على كل ما هو عربي ومسلم ناهيك عن كراهيتهم لأي نجاح او انجاز خراج اوطانهم
mahdimubarak@gmail.comذ