الأردن دولة محورية موجودة في الإقليم
الدكتور رشيد عبّاس
كتب الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس وبتصرف: (أعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي بايدن سوف يزور الشرق الأوسط في جولة خارجية من 13 إلى 16 من شهر تموز المقبل، حيث تبدأ هذه الزيارة بإسرائيل والضفة الغربية ثم المملكة العربية السعودية, وتهدف باختصار شديد إلى توسيع دائرة السلام الإقليمي) ..انتهى الخبر.
وهنا سأطرح مباشرة سؤال من نوع, ماذا يعني لي كمواطن أردني يراقب المشهد السياسي والاقتصادي في الإقليم بعناية فائقة في ضوء ما جاء في الخبر أعلاه (توسيع دائرة السلام الإقليمي)؟, في الوقت الذي ينظر فيه كل طرف من الأطراف المعنية إلى عبارة توسيع دائرة السلام الإقليمي من زاويته ومصلحته الخاصة به, وهذا حق للجميع.
وقال الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس: أعتقد جازماً أن مفهوم السلام الإقليمي عند بايدن/ أمريكا اليوم مختلف تماماُ عما هو كان عليه سابقا, وذلك نتيجة لوجود متغيرات جديدة وعديدة من أبرزها النهوض الصيني القادم, والتحرك الروسي المفاجئ في عالمنا الجديد, ثم أن كل طرف من اطراف الإقليم الأخرى اليوم ينظر إلى (توسيع دائرة السلام الإقليمي) من زاويته ومصلحته الخاصة به, فالفلسطينيون مثلاً ينظرون إلى مفهوم السلام الإقليمي على أنه استرداد للأرض التي انتزعت منهم منذُ عام 1948م إلى يومنا هذا, والإسرائيليون ينظرون إلى مفهوم السلام الإقليمي على انه توسع في ابتلاع مزيد من الأرض لتأمين حدودهم الأمنية, وأن الأردن ينظر إلى مفهوم السلام الإقليمي على انه ضرورة مُلّحة في تأمين دور سياسي فاعل له في الإقليم, وتوفير اقتصاد متكامل مع جميع دول الإقليم, في حين أن السعودية تسعى لبناء علاقات جوار حقيقية مع جميع دول الإقليم.
ويبقى السؤال الأهم قائماً, ما هي انعكاسات زيارة بايدن/ أمريكا اليوم سياسياً واقتصادياً على الأردن بشكل عام, وعلى المواطن الأردني بشكل خاص, وهذا يدعو جلالة الملك عبد الله الثاني ومرافقيه أن يتبّنوا هذا السؤال الجوهري عند حضورهم القمة, ..فالجميع يعلم أن الأردن دولة محورية مهمة في الإقليم, وينبغي أن تأخذ موقعها السياسي والاقتصادي في الإقليم وعلى أتم وجه دون أية نقصان أو تحييد.
وأردف قائلاً: ولكي يكون الأردن دولة محورية في الإقليم, لا بد من وضع أطار سياسيا واقتصادي آمن له, وذلك من خلال:
أولا: أن يكون للأردن دور سياسي فاعل في الإقليم.
ثانياً: أن يكون للأردن تكامل اقتصادي مع جميع دول الإقليم.
أن التعثرات السياسية والاقتصادية في المنطقة كانت وما زالت بسبب تراجع دور الأردن السياسي والاقتصادي والخارج عن إرادته في المنطقة, وأن جميع تحركات جلالة الملك عبد الله الثاني كانت وما زالت تؤكد أهمية دور الأردن السياسي والاقتصادي في الاقليم, وكان يدفع على الدوام بهذا الاتجاه.
اعتقد جازما أن قمة المملكة العربية السعودية اليوم على درجة عالية من الاهمية, وربما تكون الفرصة الأخيرة في لملمة التشوهات السياسية والاقتصادية التي مسّت جميع دول الإقليم, وأعتقد أيضاً أن (الأحادية) وربما الثنائية اليوم في دول الإقليم لن ولم تخدم المستقبل السياسي والاقتصادي لجميع دول الإقليم.
وختم قوله: اليوم يمكن لجميع دول الإقليم استثمار زيارة بايدن/ أمريكا سياسياً واقتصادياً, وذلك من أجل ترسيخ علاقات إقليمية متكاملة من شأنها نظافة الأرض والماء والسماء في المنطقة من غبار الأسلحة ومخلفاتها, وفتح مشاريع اقتصادية مشتركة لانعاش شعوب المنطقة وتأمين سلام حقيقي يحقق المصلحة المشتركة للجميع ..هكذا نفهم كأردنيين عبارة: توسيع دائرة السلام الإقليمي, فالسلام لا يعني فقط وباي شكل من الأشكال توقف وحل الصراعات في المنطقة, إنما يعني أيضا توفير (سلّة غذاء) متكاملة وآمنه ببعديها المادي والمعنوي لجميع شعوب المنطقة, دون استثناء.