الأردن ليس بخطر
المحامي الدكتور هيثم عريفج
=
تثور الكثير من التساؤلات والأقاويل بين هواة ومتنفعين على مواقع التواصل الإجتماعي ، هل الاردن في خطر ؟ ويتذرع هؤلاء الذين يحاولون أن يجذبوا أكبر عدد ممكن من المشاهدات لتحصيل مبالغ مالية من مواقع التواصل ، مستفيدين من رغبة بعض الحاقدين على الأردن ، أو ممن يخشى بقصد أو بغير قصد على وطنه ، النتيجة واحدة ، هؤلاء ، يحاولون إستغلال المشاهد وتحصيل أكبر مبلغ مالي ممكن ، مستندين إلى أقوال منسوبه لحاكم البيت الأبيض الجديد أو لبعض متطرفي الحكومة الصهيونية .
ندرك أن الأوقات صعبة وأن هناك أزمة أقتصادية وبطالة إضافة إلى العدوان المستمر على أهلنا في فلسطين ، وغطرسه متزايدة من قبل منظري المشروع الصهيوني والذي أخذ بالتمدد إلى لبنان وسوريا ، وقد تكون الوجهة المقبلة في العراق واليمن ، نعم نحن أمام واقع مشتعل غير مسبوق.
الأردن مر سابقاً بظروف أصعب ، ومع ذلك فهو بعيد كل البعد عن تلك المخاوف بل أنه في وضع أقوى ، وأصلب من السابق ، ذلك لتظافر عناصر متعددة سنوردها بإختصار في هذا المقال ، على وعد بأن يتم شرح معظمها في مقالات لاحقة .
يعتمد الأردن على جيش قوي مجهز عالي التدريب ، والأهم أنه جيش ذو عقيدة أردنية ، يلتف حوله الشعب بكافة منابته ومشاربه ، فهذا الجيش يتشكل من أبناء الأردن من شماله إلى جنوبه ، من حضره وباديته وفلاحيه ، يتشكل من شباب يهون الموت عليهم فداءاً للأرض والشعب، جيش يتدافع الأردنيون للتطوع فيه وحمل شرف شعاره ، بعكس ما حدث في جيوش آخرى هرب الشباب خارج أوطانهم خوفاً من التجنيد القسري فيه .
يضاف إلى ذلك أن هذا الجيش لم يكن يوماً إلا نصيراً للشعب ، لم يسجل عليه أنه وقف ضده ، بل سانده في كل المواقف حتى في الأوقات الإنسانية وتفشي الوباء قبل سنوات قليله ، وهذا الأمر تقاس عليه قواتنا وأجهزتنا الأمنية . ترى حتى أطفالنا يتسابقون لأرتداء شعاره في مناسباتهم ومدارسهم .
شعب متماسك ، يدرك أهمية إستقرار الوطن وإزدهاره ، يقبل بعضه البعض ، ويرفض الفتن والتطرف ، ليس لديه مظلومية مع القيادة أو الأجهزة الأمنية ، بل يستند إلى قضاء عادل ، وسيادة قانون تنصفه عند الحاجة.
فوق ذلك قيادة حكيمة يقودها الملك وولي العهد ، الذان يتمتعان بشعبية جارفة ، أساسها عدل الحكم والقرب من الشارع والتواضع ، ما بينهم وما بين الشعب أساسه الخير والمحبة .
يضاف إلى كل هذا مؤشرات تدل على أن الأردن مقبل على وضع إقتصادي مبشر رغم الظروف الصعبه في السنوات الأخيره ، فهناك أرضية خصبة للإستفادة من المتغيرات الأخيرة ، بما فيها إعادة إعمار سوريا بعد تغيير الحكم ، كون الأردن المرشح الأقوى لأن يكون البوابة الرئيسة لسوريا خصوصاً عند رفع قانون قيصر قريباً ، وسيكون الأردن جسراً بين دول الخليج وسوريا والعالم ، حيث سيكون الممر لأنابيب الغاز ، والنفط وسكك الحديد المنوي إقامتها ، إضافة إلى خطوط الكهرباء من مصر إلى سوريا ولبنان ومشاريع مد أنابيب نفط العراق وغيرها.
كل هذا يدفعنا لطرد المخاوف والعمل بإصرار لإنجاح هذا الوطن وإدامة مشروعه وبالتأكيد لا بد من أن نعمل جميعنا وفي المقدمة الحكومة الحالية ، لتفعيل قدر أكبر من إشراك المواطن في صنع القرار وتحمل المسؤولية وتقييم التجربة الحزبية ، والإنتخابات الأخيرة لمنح مزيد من المساحة أما الأحزاب الحقيقية القادرة على مخاطبة الشارع وإقناعه وفتح المجال لبناء قيادات شبابيه قادرة على توجيه الرأي العام لصالح الوطن بعيداً عن التنظير والشعبويات ، قيادات بوجوه جديدة بعكس الوجوه القديمة التي ملها الشارع ولم تعد تقنعه إذ كانت نتائج الإنتخابات الأخيرة مؤشراً واضحاً على ذلك.
يبقى الدور الأهم في هذه المرحلة تحديداً ، هو الدور الإقتصادي ، فالحاجة إلى تعديلات تشريعيه توطن الإستثمار المحالي وتفتح المجال أمام الإستثمارات الأجنبية ، يدعمها الإستقرار الأردني والأمن والأمان الذي ننعم به .
أردن جريء قوي متماسك بعيداً عن الشعبويات ، يعني شعب مستقر أكثر رفاهاً هذه هي المعادلة ، وأساسها أننا لسنا بخطر.