الاردن الوطن…ومعادلات الاخوان.. !


د. مفضي المومني

الكتابة في هذه الأيام أصبحت تهمة وحمالة أوجه… إما أن تضعك في دائرة الاتهام المزدوج… وإما أن تزج بك بين اصطفافات لا تسر.. وبين بين لا بد لصوت العقل أن يقول كلمته… دون عواطف منافقة…أو اصطفافات هوجاء… ويبقى الوقوف بصف الوطن سيد الموقف… لمن لا يجتر الابتزاز والتنفع والإنتهازية والسعي المحموم للظهور وركوب الامواج والمناصب…والتكسب…والسعي للسلطة…واستباحة الوطن…   والوطن اسمى من كل هذا لمن يحبه.. ولا يعتبره ساحة لأهوائه… وانتماءاته…ويمارس مثلنا الشعبي(قاعد بحضني وبتنتف بذقني)…
بداية كل اردني شريف على هذه الارض الطاهرة… حريص على أمن واستقرار البلد، وفي هذا تنتفي المزايدات من أي جهة….وأيضاً أي خروج عن القانون وبخاصة ما يهدد أمن البلد وولايته مرفوض كلياً… وواجب أجهزتنا الأمنية التعامل معه بكل قوة…بغض النظر عن مصدره.. فردي ام جماعي.. ،داخلي أم خارجي… !، وأخرى يجب أن نعرفها ونعمل بها ونقبض عليها بالنواذج…الإقصاء والإتهامات.. والتشكيك وبث الفتنة بين مكونات الوطن الواحد لن تخدم إلا الأعداء، وتعمل بسذاجة على تحقيق مخططاتهم… والعدو من التجربة لا يفرق بيننا… فكل عربي صالح للذبح…في يوم ما ووقت ما… ومستهدف في حياته وتطوره ووجوده… ولا يستحي ساسة العدو وشركائه عن إعلان ذلك بكل وقاحة… معززاً بالخرائط…!، والمعتقدات التلمودية العنصرية الفجة…، فهل نفهم..! ؟ ولا نتناحر وننسى ونترك الدب في كرمنا…!.
صراعنا كأمة عربية مع الغرب والصهيوامريكية واضح ومعلن من قبلهم…بدمغة صليبية… مصلحية وعنوانها معاداة الاسلام وانتشاره… وما وصفات الديموقراطية الكاذبة وحقوق الإنسان والمرأة والحيوانات والجندرة والمندرة… من خلال هيئات وجمعيات مدفوعة الثمن..  تقتحم بلادنا وثقافتنا لتحرفها عن كل شيء اسلامي… (فالفعل فعل ملائكة والعمل عمل شياطين)…وأحداث غزة عرت كل شيء… واتضح لكل عاقل أن كل ما كانوا يسوقوه كذب وهراء… ومن لم يدرك ذلك فقد تلبسه الغباء… أو الخيانة.. والتنفع على حساب الأوطان.
قضية أخرى…عبر مسيرة بلدنا المئوية وما بعدها… تعرضنا ونتعرض وسنتعرض لمؤامرات… التمدد وزعزعة الاستقرار وتصدير الثورة من دولة إسلامية…وجماعات الارتباطات الخارجية… ومخططات اقليمية ودولية…وتنظيمات تسعى لزعزعة استقرارنا… وتنفيذ اجنداتها…  وسنبقى نتعرض لكل هذا، من الصديق الكاذب والعدو المارق…بمساعدة قلة من الداخل.. مرة باستغلال الايديولوجيا الاسلامية المتطرفة…وغسيل العقول، ومرة من خلال وكلاء المؤامرات…وتجار الأوطان..!.
إذا لن تكون قضية التنظيم غير المشروع الاخيرة…، وربما هنالك خلايا نائمة… والدولة واي دولة في العالم لا تسمح بتنظيمات خارج القانون وخاصة إذا كانت مسلحة أو تصنع او تهرب اسلحة… وبغض النظر عن النوايا… هل ستستخدم في الداخل او الخارج…فهو خارجة عن القانون… والاجهزة الأمنية ليست ساذجة لترك الامور على عواهنا لتنظيمات خارجة على القانون والسيادة…بانتظار النوايا…! المقاومة حق مشروع لاهل فلسطين… ومناصرتهم من الاشقاء تبقى ضمن ادوات الدولة… ومن يريد الخروج على ذلك فليعرف أن الاجهزة الأمنية لن تطبطب علية وتجعل منه بطل…وحمل وتصنيع السلاح خارج القانون مُجَرّم… ولا يخضع لحسن النوايا..!. مع تفهمنا لحب فلسطين وتحريرها.
قضية أخرى… يجب على جميع الاحزاب والجماعات فهم أن الاردن دولة ذات سيادة وقوانين…وليسة دولة موز… والتعامل معها بساحة للاعداد أو الهيمنة على المجتمع من خلال تسيس الدين واللعب بعواطف الناس لأهداف تنظيمية أمر مرفوض… حتى أنني انكر وصف الاحزاب والجماعات بالاسلامية… ففي دولة دستورها ينص في مادته الثانية على أن دين الدولة الاسلام… وكذلك من الواقع الايديولوجيات اليمينية واليسارية والاسلامية وما بينهما تسعى للسلطة… ويتساوى اليساري واليميني والاسلامي بذلك… ويصبح الدين والمعتقد والايديولوجيا وسيلة ومطية للوصول للسلطة…!، كلنا مسلمون…وليس لرب العزة وكلاء حصريون… بجماعة أو حزب او تنظيم… فكلنا على ثغرة من ثغور الاسلام فلا يؤتين من قبلنا، وعلاقة كل فرد مع رب العزة مباشرة ليست بحاجة لشيخ طريقة أو حزب أو جماعة.
خطأ الجماعات الاسلامية… إعطاء نفسها الولاية على الدين واحتكار امتلاك الحقيقة والوطنية دون باقي مكونات المجتمع… وهي جماعات واحزاب بشر تصيب وتخطئ… فإذا أخطأت يذهب العامة والمتربصون لتجريم الاسلام…لأنهم وثقوا وايقنوا عبر خطاب الاسلاميين المدجج… المرسل، انهم الاسلام بذاته …!.
قضية أخرى جميع الاحزاب والقوى الحزبية والشخصيات من غير الاخوان وجبهة العمل الاسلامي… تتربصهم… وتنكر عليهم شعبيتهم بين الناس… والحكومات لا تحبهم ولا تريد وجودهم… ولكنها تحت ضغط الشعبية والتوازنات والمصلحة الوطنية… تتقبلهم بحذر… وتضع لهم هامش يجب أن لا يتجاوزوه، وهم أحيانا ورقة بيد الحكومات تجاه تيارات خارجية تريد انتزاعهم…  واظنهم قبلوا بهذا ولو مرحلياً… بالتقيا… أو الانخراط في العمل السياسي… وتكريس الوجود.. إلى حين فرصة مواتية لانتزاع السلطة….وإلا ما هدف الانضواء تحت الاحزاب.. وما هدف الاحزاب بالديموقراطيات إلا الحكم والوصول للسلطة… وفي الاجواء العالمية السائدة هذا غير مسموح لا من الغرب ولا من الشرق الموالي للغرب… وتبقى العلاقة مد وجزر وطبطبه…وما في القلوب غير هذا…!.
قضية اخرى… الحركات الاسلامية وبالذات الاخوان… عبر تاريخهم لم يحملوا السلاح ضد الدولة الاردنية… لا بل وقفوا في مفاصل تاريخية واحداث مع النظام أو اخذوا جانب الحياد، ولكن عبر التاريخ تنهج الحركات الاسلامية إلى توليد جانب عسكري بالموازاة مع الجانب السياسي.. كما فعلت حماس… وهذا مبرر لانه مقاومة للاحتلال… ولا نحاكم طوفانهم… فهنالك من يدعمهم وهذه حالة شعبية عروبية واسلامية… ودولية… وهنالك من يخطئهم… ويتمنى نهايتهم لا بل يشارك العدو ضدهم.. كي لا تنتقل التجربة لدولهم…، وتاريخيا تولدت عن جماعة الاخوان جماعات مسلحة من داخل التنظيم ودون علم القيادات…، وهنا لا يكفي النفي وعدم العلم… والتنظيم الاخير اعضاءه منظمون… ومشحونون بالفكر الجهادي… وقابلية نشوء تنظيمات اخرى وارد…ولا تنتظر الاجهزة فحص الكذب والنوايا… هنا لا تكفي حسن النية… يجب ضبط الامور… طبعا لسنا إلا مع الجهاد والمقاومة ولكن ليس بفزعات تنظيمية فاشلة تعرضنا للاستهداف وتجرنا لحرب غير متكافئة بظروف غير مواتية ولكن يجب ان يكون ذلم بتخطيط وقوة للدولة…ومشاركة جميع الدول العربية والاسلامية… فالميليشيات لم تنجح بتحرير الاوطان… وتحرير فلسطين بحاجة لجهد جمعي نحن ابعد ما نكون عنه حالياً… إلى أن يقضي الله أمره بالوحدة ..والإعداد.

التجربة الاردنية… أبقت الاردن بعيدا عن فوضى الثورجية… وتجار الوطنيات… واحزاب التخريب… وهذا لا يعجب المتربصين من الداخل والخارج.
حماية الوطن وإذكاء الوطنية داخل كل من يحمل الرقم الوطني واجب الدولة أولاً… من خلال سيادة القانون ودولة المؤسسات.. وعدم غض الطرف عن أي تطاول على سيادة الاردن وعلى ارضه..! ايضا جميع حاملي الرقم الوطني من شتى الاصول والمنابت يجب أن يدركوا مسؤوليتهم تجاه الاردن وأن يخافوا عليه لأنه وطنهم… ومصدر رزقهم وحياتهم… وهذا لا يلغي حبهم لفلسطين وقضايا الأمة… فهذا قاسم مشترك للجميع… والتعامل مع الاردن كرغيف الشعير… يجب أن ينتهي.. ولو بسلطة القانون… إذا مات الضمير… وانعدم الوفاء.
موضوع آخر… الحكومة مع كل قضية تعود للشعب… وتعرف أنه مصدر قوتها ومنعتها… والشعب الأردني حي ووفي وأظنه الاكثر إنتماءً في العالم… الفزعة حاضرة… يحملون العلم ويصدحون للوطن… وخلفهم ضنك حياة… وقلة ذات الحيلة… والجوع والعوز… وقروض تنهكهم… وضرائب تقض مضجعهم… وسياسات حكومات تعمل ضدهم ليل نهار لتسحب جيوبهم المثقوبة بعد أن سحبت رواتبهم المتهالكة… وينسون وجعهم… وتغول الحكومات عليهم… وينتفضون للوطن… دون حسابات الوجع وخذلان الحكومات… ، أيضًا هنالك خلل كبير في العلاقة بين الحكومات والشعب…واقر بها اكثر من رئيس وزراء… لأن التجربة أثبتت أن الحكومات لا تعرف إلا الجباية… والتنكيد على المواطن… والبحث في ليل حالك عن كل ما يريح الشعب والإنقضاض عليه بضرائب ما أنزل الله بها من سلطان… والإدعاء والكذب والتسويق أنها لمصلحة المواطن…ويخرج لك رئيس وزراء ووزير انه لا يبحث عن الشعبوية… وكأنه وزير لالمانيا وليس الاردن… ولأنه لم يأت بالانتخاب… فظن أنه ولي أمر الناس ويعرف مصلحتهم اكثر منهم… هذه المتسلسلة لها وعليها اكثر مما لها… ! ولا تركن الحكومات الى مالا نهاية بوداعة الشعب وتقبله لكل خيباتهم…وفشلهم… فالضغط يولد البخار…!.
قضية اخرى في إدارة المشهد الوطني…نفس الوجوه التي حفظها الشعب…وهم بالغالب كانوا في السلطة وعليهم ما عليهم… أو طلاب سلطة منافقون ومتزلفون.. يتم استدعائهم على عجل للتنظير على الشعب… وهم بالاصل فاقدوا الشعبية إن لم نقل الصلاحية… ولا نعمم.. والاصل أن وطنا يعج بالمثقفين الرصينين المحبين لوطنهم…مقنعين من غير برمجة او توجيه… سيثرون خطاب وموقف الدولة الإعلامي لو لم يتم تحييدهم… وتكريس تجار الأزمات..!.
أخيرا… قد يكون اجتثاث الاخوان وحزبهم مطلب خارجي قبل أن يكون داخلي من الحاقدين… وندرك أن الدولة الأردنية استوعبتهم لتاريخة… فعليهم أن يدركوا ذلك…والدولة ليس لديها هامش كبير للمناورة مع الضغوطات… فتجريمهم وحل البرلمان قد يحدث بجرة قلم… ومع هذا أقول… لنتوقف عن الهجمة ونترك القضاء يأخذ مجراه… ونحافظ على مكونات بلدنا باخوانها وحزبها فهم فكره ايضا كما قالوا عن حماس والفكرة لا تلغى… ولكن يجب أن ترتب الدولة والاخوان وحزب جبهة العمل كل ما يحافظ على بلدنا ووحدتنا الوطنية… بث بذور الفرقة والاقصاء لن يخدم بلدنا… وسيكون طبق من ذهب يقدم لعدونا…المتربص بنا. … . حمى الله الاردن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.