الاستثمار في المعلم ضرورة مستقبلية
د. عزت جرادات
–
بقلم /د. عزت جرادات
*في أكثر من مقالة تعرّضت لموضوع الاستثمار في التعليم والأستثمار في المعلم بشكل خاص من أجل المستقبل… فالسباق بين الأمم سيظل في ميدان التعليم… وكلما تعمقت الدولة في الأستثمار من أجل المستقبل يكون التعليم من أولويات ذلك الأستثمار.
*فالاستثمار في المعلم يتضمن: أعداده وتأهيله وتدريبه وإعادة تدريبه من جهة، ومنحه الامتيازات: المعنوية والاجتماعية والفنية والمادية من جهة أخرى.
كل ذلك، من أجل تكوين جيل المستقبل الذي يصنع المستقبل بجرائطه وآفاقه وآليات استشرافه والتنبؤات العلمية والمعرفية ويلخص (أنيشتاين) مهمة المعلم:
أن الفنّ الأهم للمعلم، تحريض لذة الفعل الخلاّق والمعرفة… لدى طلبته
*تأتي هذه المقالة بدافع من رسالة (واتس) من الصديق العزيز البروفسور أحمد التميمي مدير عام مستشفى الجامعة الأردنية سابقاً، وقد وردته من مجموعة من زملاءه بالأسبانية… وارفقها بالترجمة إلى العربية والتي تقول:
” في المانيا المعلمون يتقاضون أعلى معاش فقام الأطباء والقضاة والمهندسون بالطلب بتسوية معاشاتهم مع المعلمين فأجابت –ميركيل- أنها كيف تساويكم مع مَن علّموكم وكوّنوكم”
*هما أذن كلمتان: علموكم وكونوكم… ولا يستيطع المعلمون أن يقوموا بذلك الاّ بعد إعدادهم وتأهيلهم وتدريبهم ليكونوا أهلاً لتلك المهمة المسؤولة من جهة، ومنحهم الأمتيازات المعنوية والأجتماعية والمادية من جهة أخرى.
*فالأستثمار في التعليم والاستثمار في المعلم هو الأستثمار في المستقبل… وهي تجارة لن تبور.
من هنا وفي مقالة سابقة حول (الأوضاع العالمية للمعلم) كان الهدف منها دعوة الجهات المعنية لأيلاء المعلم الأردني ما يستحقه من حقوق وامتيازات من جهة، وما يترتب عليه من مسؤولية ومساءلة من جهة أخرى… حيث كانت هناك علاقة ايجابية بين امتيازات المعلم ونهج الدول الخمس التي تصدرت العالم عام (2017) في جودة التعليم وهي: كوريا الجنوبية وسنغافورة، وفنلندا، وهونج كونج واليابان، حيث يتمتع المعلم بامتيازات جاذبة لمهنة التعليم من جهة، ومحفّزة لمزيد من العطاء والأداء المتميزّ والأنتاجية من جهة أخرى.