البتراء جميلة الجميلات (أبناؤنا العاملون بالسياحة ما يضيرهم يضيرنا)


مهنا نافع

=

يصادف اليوم السابع من تموز الذكرى السنوية السابعة عشرة لإعلان البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، فالبتراء أو البترا وعلى الرغم من اختلاف الأدباء وعلماء التاريخ والآثار على همزتها ستبقى هذه المدينة الوردية جميلة الجميلات ساحرة العيون آسرة القلوب حاضرة في وجداننا جميعا، وما الاختلاف المثري لثقافتنا على تسميتها لهو دلالة لما لها من اهتمام خاص، فالبعض أصر على حذف الهمزة وأعاد التسمية إلى الكلمة اليونانية (بيترس) وتعني الصخر فكانت البتراء المدينة الصخرية، والبعض أبقاها بأن أعاد الكلمة إلى جذرها بتر ويعني القطع وقام بتأنيثها فكانت البتراء وتعني المدينة المقطوعة، إلا أن البعض أجاز استخدام التسميتين معتبرا أنها الآن أصبحت كلمة عربية على وزن فعلاء.

البتراء هي واحدة من ستة مواقع في الأردن أدرجت من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، وهذه الستة مواقع هي جزء من قرابة تسعمائة موقع حول العالم، وقد أصبحت البتراء أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007 مما أعطاها ذلك زخما إعلاميا هائلا تجاوز كل التوقعات ليضفي شهرة عالمية لها تجاوزت العديد من عجائب الدنيا السبع.

من الطبيعي ككل الأماكن السياحية بأي بلد كان أن تمر بعض الأوقات التي يتراجع بها زخم الحركة السياحية الأجنبية، ومن الطبيعي أيضا أن يقدم القائمون على المنشآت الخدمية بتلك المواقع سواء من فنادق أو مطاعم أو وسائل نقل إلى تقديم العديد من العروض السياحية التي تعمل على تنشيط السياحة الداخلية التي طالما كانت صمام الأمان الذي يعمل على استمرار سير أعمال تلك الخدمات ولو بالحد الأدنى من العوائد التي تضمن تغطية النفقات اليومية مع نسبة ما من الأرباح القليلة المقبولة بهذه الأوقات، فالسياحة الداخلية (المحلية) هي صمام الأمان لديمومة أعمال كامل المنشآت السياحية بكل المواسم إن تم حسن استغلالها بتقديم الأسعار المخفضة للمواطن المحلي.

إن ما ندعو إليه بهذه الفترة هو تقديم حملة جماعية منظمة من العروض الحقيقية ذات الخصومات التشجيعية المجزية، فالعاملين بهذه المواقع والذي يقدر عددهم بستين ألف مواطن ولو أضفنا إليهم المهن العديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر كالمتاجر ووسائل النقل التي كانت تعتمد بدخلها على النشاط السياحي فإني أجزم أن العدد الكلي لهؤلاء مع أفراد أسرهم يتجاوز النصف مليون مواطن، وهؤلاء جميعا هم أبناؤنا وما يضيرهم يضيرنا.

وبالمقابل ندعو المواطن استغلال هذه الفترة الوجيزة والاستمتاع بهذه الأماكن وبالتكاليف المخفضة التشجيعية، وهنا لا أتحدث عن برامج أردننا جنة المميزة التي يُبادر بها من فترة لفترة، إنما أطالب اليوم بعمل مبادرة جماعية من (القائمين) على تلك الأماكن وبطريقة تشاركية تبدأ وتنتهي بتاريخ معين وتضمن للمواطن الحصول على أقل الأسعار بكل ما يتعلق بإقامته ليصبح بعد عودته لمنزله لا متذمرا منفرا بل مسوقا ومروجا ومشجعا لغيره لخوض نفس تجربته السياحية المحلية، ولتبقى دائما جميلة الجميلات البتراء مدينتنا الوردية كبقية كل المعالم الأثرية والأماكن السياحية ترحب بزوارها من أبناء الأردن الأوفياء الحريصون على ديمومة حسن الخدمات من أصحاب الخبرات بها وذلك استعدادا لاستقبال الموسم السياحي المزدهر القادم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.