التعليم الإبداعي … ضرورة

*يمكن القول إن أهم أولويات واهتمامات المعنيين بشؤون التعليم على مستوى عالمي هو الإهتمام بالتعليم الإبداعي، أهم ضرورات المجتمعات المعاصرة، فالإبداع عبارة عن مهارة تعكس روحاً حيوية في مجال حل المشكلات في مختلف فعاليات الحياة، فتتمثل فيه القدرة عل الاستكشاف والتعّمق في التحليل للمشكلة.

*أما الإبداع في التعليم أو الإبداع التعليمي فيتضمن القدرة على توليد الأفكار، والتعامل مع المشكلات برؤية مختلفة تؤدي إلى ابتكار الحلول غير المتوقعة، فالإبداع التعليمي أصبح هدفاً ووسيلة، فهو هدف لإكساب المتعلم مهارة الإبداع، كما أنه وسيلة أو أداة لتحقيق الهدف، ويؤدي ذلك إلى تعزيز نمط التفكير المبدع لدى المعلم والمتعلم فدور المعلم الذي يمتلك هذه المهارة أو يعتمد ذلك النمط من التفكير، أن يقوم ذلك المعلّم باستخدام هذه المهارة لمساعدة المتعلّم والوصول به إلى الهدف التربوي المرغوب فيه، وهو ترسيخ النمط الإبداعي في العملية التعليمية- التعلّمية، وحتى يكون المعلم على مستوى هذا النمط، فمن البدهي أن يمتلك مخزوناً من المعرفة العلمية والثقافية، وقدراً كبيراً من الخبرات والتجارب العملية في مختلف فعاليات عملية التعليم والتعلّم، من جهة ويمتلك من جهة أخرى القدرة عل توظيف ذلك الموقف التعليمي- التعلّمي، إبداعاً وتجديداً بمختلف عن المألوف التقليدي في التعليم التلقيني أو الجامد.

*وثمة مهارات أساسية يمكن لها أن تؤدي إلى مواقف إبداعية في العملية التعليمية –التعلّمية، فتتمثل في القدرة لد المعلم على إنعاش الدافعية لدى المتعلم، وتحفيزه نحو التأمل والإكتشاف والتعمق في التحليل.

*ومن أنجح السبل في تنمية الإبداع التعليمي لدى المتعلم ممارسة الإنشطة في العملية التربوية، وبخاصة أسلوب حل المشكلة، الذي يتضمن القدرة على التفكير والتواصل والإتصال أو الحوار في البيئة الإجتماعية المدرسية.

*أما المهارة الجديرة بالإهتمام فهي تنمية القدرة على العمل بروح الفريق أو ما يعرف بالعمل الجماعي فهو مهارة تُكتسب من خلال المشاركة في المشاريع التربوية، تفكيراً وتطبيقاً عملياً، وذلك يتطلب أسلوب الحوار وتبادل الآراء وعرض الخبرة الفردية، وتقبّل النقد البناء بروح إيجابية وبناءة.

*فالدافعية، ومهارات التفكير والتواصل والحوار بين المتعلمين، والعمل بروح الفريق هي من أساسيات الإبداع التعليمي ومتطلباته، وليس ذلك بالأمر لصعب لدى المعلم.