التقييم البيئي بعد النزاعات – غزة نموذجاً

–

بقلم / المهندس خالد العنانزة
رئيس مجلس نقابة المهندسين لمحافظة عجلون
مستشار ومدرب بيئي

–

لقد تزايد قلق المجتمع الدولي إزاء الآثار المعاكسة للنزاعات المسلحة على البيئة و الصحة البشرية، وإدراكاً منه للحاجة إلى إجراء تقييمات بيئية سريعة ودقيقة بعد وقوع النزاعات، بما يضمن بالتالي إدراج الأنشطة البيئية في مرحلة الاعمار أقر سلسلة من الاتفاقيات والإجراءات لتنفيذ التقييم البيئي بعد النزاعات والحروب .وتساعد التقييمات البيئية لما بعد النزاعات(Post –Conflict Environmental Assessment )، عندما تُجرى بعد النزاعات مباشرة، في تقليل الأخطار المستقبلية على الصحة البشرية وعلى البيئة بإعطاء بيانات صحيحة للسكان المحليين ولصانعي القرارات، وباقتراح الإجراءات الضرورية للتنظيف والإصلاح البيئي وبتقييم أوجه عدم اليقين في أوساط السكان فيما يتعلق بالأخطار الصحية من البيئة الملوثة.

يمكن تقسيم أثار التقييم البيئي بعد الحروب بصورة عامّة إلى أثار مباشرة أو غير مباشرة. أمّا الآثار المباشرة فهي تلك التي يمكن أن تتّصل ماديّاً ومباشرة بعمليّة عسكريّة والتي غالباً ما تنشأ في المدى القصير المباشر (يصل إلى 6 أشهر). وأمّا الآثار غير المباشرة فهي تلك التي يمكن أن تعزى بشكل موثوق إلى النزاع ولكنّها تتفاعل عادة مع شبكة من العوامل ولا تظهر كاملة إلاّ على المدى المتوسط والطويل. ومن الأمثلة على الأثر المباشر التلوّث البيئيّ الناجم من قصف مدفعي لمواقع صناعيّة، والتدمير المتعمّد للموارد الطبيعيّة، والمخلّفات العسكريّة وحطام البنية التحتيّة المستهدفة. أمّا الأثر غير المباشر فيمكن أن يتمثّل بالآثار البيئيّة التي يخلّفها النازحون، وانهيار الإدارة البيئيّة، والفراغ على صعيد البيانات، وانعدام التمويل لحماية البيئة.

والان بعد انتهاء العدوان على غزة اصبحت الحاجة ماسة لإجراء تقييم بيئي بعد النزاعات لتقييم نوع وحجم الضرر البيئي المترتب على البيئة ومنها اثار الدمار والقصف ومخلفات الذخائر والصواريخ غير المنفجرة التي نشاهد الاطفال يلعبون بها وما تسبب من خسائر واضرار انسانية ومادية ، بالإضافة الى اثار الدمار على التربة وتفككها وتلوثها وتلوث المياه وانتشار الغبار والروائح والضوضاء وتلوث الهواء ومخلفات الابنية المدمرة والزيوت والعوادم والضرر على النبات والحيوان والمياه الساحلية . ولا شك ان هذا التقرير ينقل بصورة جيدة للمجتمع الدولي عن الدمار البيئي باعتبار البيئة جزء من اهتمامات العالم.