التوجيهي و أشياء أخرى توجيعية.(مرة أخرى..!
نعيم محمد حسن
=
“أَتَوْجـِيهِي”لـــقد أسْمَوْكَ وَحْشـــــا وإنِّي قد رضيتُ لك العــــذابا”*
ثمانية وسبعون وتسعمائة والف، العام الذي أنهيتُ فيه التوجيهي. كان مرحلة انتقالية ليس إلى الجامعة بل مرحلة انتقالية إلى الطريقة التي يقدم بها التوجيهي. في ذلك العام كان تفكير وزارة التربية والتعليم منصبا على انجاح فكرة تقديم فصليين دراسيين في نفس العام، ووقتها كانت الفكرة قد هُيا لنجاحها بشتى السُبل. فكان هناك عقد لإمتحانات التجريبي على قدم وساق في كل المدارس. لدرجة أنه تم توزيع نماذج من أسئلة التوجيهي(نظام الفصلين الجديد) لذلك العام على المدارس، خاصة نماذج الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية.
جلسنا لإمتحانات الفصل الأول وكانت المفاجأة أن أسئلة امتحانات الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية شبيه جدا بالأسئلة النموذج، حتى وصلت حد التطابق مع نماذج الأسئلة التي وزعتها الوزارة على الطلبة في ذلك العام، خاصة، نموذجي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
مما أتذكره في ذلك العام أنني في امتحان الرياضيات، أجبت على أسئلة (الإختيار من متعدد) بدون أن أحل الأسئلة مرة أخرى لأن معظم هذه الأسئلة قد تكررت نفسها في النماذج التي وزعت علينا سابقا بنسب كبيرة. وبذلك تم انجاح فكرة تقديم فصليين دراسيين في نفس العام.
وقد تساءلتُ سابقا وهنا أتساءل مرة أخرى؛ هل نظام الفصل الواحد يحل مشكلة أوليا الأمور والطلبة، أم مشكلة المدرسة والمعلم، أم مشكلة وزارة التربية والتعليم مع النظام الحالي للتوجيهي…؟! ولعلي في تساءلي هذا احاول أن أجد جوابا مقنعا من أصحاب الإختصاص..وإلا فلماذا الاستمرار باتجاه تغير نمط تقديم امتحانات التوجيهي. هل يعني ذلك أننا أرحنا الطالب من عناء تقديم امتحانيين اثنيين، وفي فصليين..؟ واستبدلنا ذلك بمدى صعوبة الإمتحان أو سهوله حسب سياسة الوزارة في ذلك العام. نحن بهذه الطريقة؛ كأننا نقول له عليك أن تتحمل وزر هذا الإمتحان مرة واحدة وأن تتحمل نتائج أمتحان واحد في أخر السنة، وكأننا حرمناه من فرصته الأولى(في الفصل الأول) في حال -لا سمح الله- أن أخفق أو حصل على علامة متدنية في أحد المباحث التي تقدم لها. ففي الحالة الأخيرة يستطيع الطالب أن يرتب أموره ويضع خطة جديدة لتفادي الرسوب في نفس المادة، فعلى سبيل المثال لو أن طالبا رسب في مادة الفيزياء في الفصل الأول(على نظام الفصليين) يستطيع بكل أريحية أن يعيد تقديم هذه المادة في الفصل الثاني و تكون فرصة نجاحه فيها كبيرة جدا. ولن يؤثر على التحاقه في الجامعات في نفس العام.
كل ما أرجوه من معالي وزير التربية والتعليم الأكرم الحالي، أن يعيد النظر في مسألة نظام الفصل الواحد، وأن يعيد نظام الفصلين على ما كان عليه سابقا، لأن هذا النظام ايسر وأسهل على الطلبة و في نفس الوقت يمنحهم فرصة أخرى للتقدم في حال اخفاقهم في بعض المواد. ويكفينا في أمر كهذا اختيار الأيسر والأسهل على طلبتنا، ولنا في ذلك قدوتنا: رسول البشرية محمد (صلى الله عليه وسلم )حيث ثبت في سنته الشريفة صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما. أوا ليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة…؟!
*من قصيدة : حلم فرح التحدي
الطبيب، مالك نعيم عليوة Malek Naeem Elewa