الجالية الأردنيـــة في أبوظبي
عمر سامي الساكت
–
بقلم / عمر سامي الساكت
السفارة هي ممثلة عن دولتها وبالتالي ترعى مصالح الدولة وتسهل أعمالها وشؤونها وتعمل على إتمام معاملات الجالية لدى حكومتهم، وكذلك يناط لها دور إقتصادي بجذب الاستثمار والتواصل ومتابعة المستثمرين في البلد المستضيف، بالإضافة إلى الدور السياسي الكبير الذي تقوم به السفارات وأدوار أخرى.
سفارتنا في أبوظبي للآمانة ورغم بعض المتقولين عليها والذين منهم من هو على حق لأمور على الأغلب بسيطة وآخرون على باطل ونكاية شخصية، إلا أن سفارتنا تقوم بالجانب القنصلي بشكل مرضي فالقسم القنصلي فيها لديه تنظيم وإجراءات واضحة وموظفين متعاونين مجدين والبعض منهم يساعد في خارج نطاق مهامه ضمن ما يستطيع وبما تسمح به الأنظمة، وفي كثير من الأحيان تجد القنصل أو السفير خلف نوافذ الخدمة أو في القاعة نفسها يتلمسون حاجات الناس، وكذلك هنالك تواصل جيد مع الجالية الأردنية وتواصل مع الكثير منا قد تصل إلى تفقد أحوالنا من قبل السفارة نفسها، فوضعنا بشكل عام جيد جداً ويستحقوا الشكر والثناء على قيامهم بواجباتهم بشكل مناسب، نعم من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فنحن أفضل من العديد من السفارات وهنالك سفارات لدول متقدمة أفضل منا نتطوق لأن نصبح مثلهم وأفضل.
ولكن هنالك بعض الأمور لا بد من ذكرها فالشئ بالشئ يذكر وأتمنى أن يتسع صدر الجهات الرسمية لذلك حتى يتم التأكد وتسوية الأمور، فجانب تشجيع السياحة للأردن الحبيب شبه غائب فلا يوجد نشاطات تذكر في هذا الجانب وتحديداً في أبوظبي فبالإمكان عقد مؤتمرات عامة لتشجيع السياحة للجالية الأردنية ولأبناء الإمارات الحبيبة وكذلك للمقيمين بالإضافة إلى الملف الأهم وهو تشجيع الإستثمار سواء دعم المستثمرين الأردنيين من الجالية أو جذب المستثمرين من الإمارات فاللقاءات وإن كانت تتم فهي بشكل شخصي ودي وخلف الكواليس فقط والمؤتمرات التي تتم شكلية وإحتفالية في أغلب الأحيان، رجال الأعمال الأردنيين في الإمارات لهم صولات وجولات وبإمكانهم دعم الإقتصاد الأردني باستثمارات وكذلك بمساهماتهم التي تعاني من عدم وجود جهة رسمية ثقة تشجع وترعى ذلك، فبالإمكان التواصل مع رجال الأعمال الأردنيين بشكل مباشر بدون وسطاء أو مكاتب تمثيل يشوبها ما يشوبها، وحتى أبناء الجالية من خلال لقاءاتنا واحتكاكاتنا فالكثير منا جاهز للمساهمة في دعم أنشطة ومشاريع تسهم في رفعة الأردن على أن تكون من خلال القنوات الرسمية أو جهات ثقة وبالتأكيد تحتاج إلى إجراءات وأمور أخرى لللتنسيق البيني.
طوال فترة إقامتي في أبوظبي (أكثر من عشرين عاماً) لم أسمع أن سفارتنا قامت بالتنسيق فيما يخص توفير وظائف للأردنيين أو البحث عن وظائف شاغرة في شركات أوجهات رسمية (طبعا بشكل تنسيقي دون التدخل) ولم نسمع يوماً أنها تدخلت لحل مشكلة لأحد أبناء الجالية لدى الشرطة أو الجهات الرسمية وبالطبع دون تدخل في السيادة ويكون ذلك بالتنسيق لتوفير محامي مثلا إذا وجدت الأمر يستحق ذلك وكما تفعل بعض السفارات الأخرى، علاوة على ملف (همة وطن) الذي يشوبه الكثير من الأقاويل عن شبهات حجز تذاكر وإقامة لمقتدرين مقربين وليس لمن تقطعت بهم الأسباب فتحتاج لفتح تحقيق بالخصوص.
وهنالك أمر مهم جداً على سفاراتنا والجهات الرسمية التنبه منها فهنالك بعض المتنفعين والمستفيدين الذين يتلقفون أي مسؤول أردني أو طاقم السفارة الجديد ويحتفون به بالإستقبال واللقاءات والعلاقات ليبهرونهم وليأخذوا المباركة الرسمية الشكلية بما يقومون به من جمع مساهمات تحت مظلات شكلية وهمية تهدف لسد إحتياجاتهم وتحقيق مآربهم وباتت معروفة لدى غالبية النشطاء من الجالية الأردنية وهنالك بعض الشكاوي الشفوية للجهات الرسمية في الأردن لما تقوم به تلك الشخصيات من الإساءة لسمعة الجالية بما يقومون به من استغلال لعلاقاتهم لتحقيق مآربهم، لذا أعتقد يجب التحقيق في الموضوع وإتخاذ الإجراء المناسب الذي يستحقونه.
حفظ الله الأردن تراباً وشعباً وملكاً وحكومةً.
وحفظ الله الإمارات وأدام عليهم وعلينا الخير والبركة.