الحرب على غزة وتأثيرها على انتخاباتنا

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاعل الشارع الاردني معه بشكل كبير ، حيث طغت على كل الأولويات وتصدرت قائمة الاهتمامات.

وامام هذا المشهد الصعب والشائك هل سنجد مساحة او متسعا للاشتباك مع الانتخابات النيابية القادمة بالقدر الذي نأمله جميعا؟.

حيث قدمت الدولة منظومة تحديث سياسي كخطوة أولى ، ووضعت نقطة البداية في تشكيل حكومات حزبية بعد ثماني سنوات من الان بناء على عدد المقاعد النيابية وتشكيل تحالفات حزبية أسوة في الدول الديمقراطية، أملا بخلق و إيجاد حالة من الاشتباك ، واوضاعا من التفاعل مع المرحلة بهدف قراءة الواقع وتقييم افرازته ونتائجه للبناء عليها.

ومع ان قرار إجراء الانتخابات جاء بوقته ويؤكد قوة الدولة ومناعتها وقدرتها على التعامل مع الأحداث، واستجابتها للاستحقاقات الدستورية، الا ان الظروف أحيانا قد تكون أقوى، لا يستطيع أحدا أن يتنبأ بها، فتسير الرياح بما لا تشتهي السفن احيانا.

ومع ان التوقعات تشير إلى ارتفاع في نسبة الاقتراع والمشاركة في الانتخابات القادمة مقارنة بالسابقة حيث ان الدوافع الحقيقية التي كانت سببا في ضعف الاقبال سابقا وتدني نسية المشاركة معروفة فهي اما نابعة من حالة الغضب والاحتقان نتيجة للظروف الاقتصادية او احتحاجا على بعض الممارسات الحكومية انذاك .

او ان البعض كان يعتقد بأن الحياة السياسية في ظل اعمدتها القانونية المتمثلة بقانوني الانتخاب والأحزاب لا يحققان الطموح وان افرازاتهم تبقى دون جدوى او فائدة نحو تعزيز الديمقراطية والحياة البرلمانية.

كما ساهمت حالة الحرد والغضب على النواب في المجالس السابقة الذي افرزهم القانون او جاءت بهم الفزعة والهبة العشائرية انطلاقا من ان الأقربين أولى بالمعروف.

الا ان الوضع الآن مختلف والحال قد تغير بعد حالة الوعي التي تشكلت عند الشباب الذي خرج من عزلته وعزوفه السياسي نحو المشاركة والتأثير، نظرا لاقرار سلسلة من التشريعات المحفزة على المشاركة و تقديم كل الضمانات والقيام بكل الإجراءات التي اغلقت نوافذ التبرير والشك.

ومع اتفاقنا مع التوقعات التي صدرت عن الحكومة خاصة وزير التنمية السياسية بان نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة سترتفع مقارنة مع السابقة نظرا للدوافع والأسباب التي ذكرناها سابقا، يضاف لها غياب اي نية للمقاطعة في ظل تشكيل أحزاب جديدة حاولت وما زالت إثبات حضورها وتأكيد وجودها من خلال الانتخابات القادمة مع وجود تحالفات واندماجات حزبية تسعى للبقاء ومنافسة الاحزاب الجديدة .

الا انه ستبقى أحداث غزة موجودة وسيكون لها تأثيرا على نسبة المشاركة والمخرجات ايضا الامر الذي يصعب القياس او البناء عليه.