الخطوة الإسرائيلية المفاجئة: (ضم المستوطنات)

د. عزت جرادات
*تعريف بالمستوطنات في الضفة الغربية:
تقع المستوطنات في المنطقة (ج) من الضفة الغربية حسب تصنيف (أوسلو) وهي المنطقة التي تشكّل حوالي (60%) من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويهتم مركز الإحصاءات المركزي الإسرائيلي بجمع المعلومات والإحصاءات المتعلقة بالمستوطنات وبخاصة السكانية، وتُعنى بما يسمى حسب القانون الإسرائيلي بالمستوطنات القانونية، ولا تُعنى بما يُعرف بالبؤر الاستيطانية غير القانونية.
(وتجدر الإشارة هنا إلى أن جميع المستوطنات والبؤر تعتبر غير شرعية دوليا، فهي على أرض فلسطينية محتلة).
*تشير إحصاءات عام (2023) إلى وجود (144) مستوطنة في الضفة الغربية، أما عدد البؤر الاستيطانية فيقدّر بأكثر من (100) بؤرة وهي متزايدة باستمرار، كفقاعات الفطر مع الرعد.
*يسكن في المستوطنات (450) الف مستوطن إسرائيلي، إضافة إلى (220) الف مستوطن في منطقة القدس الشرقية المحتلة، ليبلغ عدد المستوطنين (670) الف.
*مَن هم المستوطنون؟
*يمكن وصف المستوطنين باليهود المتطرفين والموالين لليكود، قلباً وقالباً، فهم أداة الليكود في إبقاء منطقة القدس والمستوطنات منطقة متوترة يتحركون على شكل قطعان فيعثيون في الأرض رعباً واعتداءً على المواطنين الفلسطينيين وفساداً في القرى ودماراً للممتلكات الفلسطينية كما يريدون.
*ومن أخطر الأمور تزايد الحركات الاستيطانية، توسعاً وتسميناً بشكل يدعو إلى القلق والتنبؤ باتخاذ خطوات إسرائيلية بشأن هذه المستوطنات.
*مؤشرات تمهيدية لضم المستوطنات:
ثمة ما يدعو إلى اتخاذ خطوات لضم المستوطنات وتتمثّل في المؤشرات التالية:
-وجود عرّاب الضمّ، الرئيس الأمريكي ترامب في هذه المرحلة، فهو من هُواة الضم للدول والجزر، ولن يمانع في تشجيع إسرائيل على مثل هذه الأعمال.
-إشغال الرأي العام العربي بشكل خاص، والدولي بشكل عام باعتداءات إسرائيل على سورية ولبنان.
-استغلال قضية غزة بالاعتداءات، واستئناف الحرب من جديد، وانشغال النظام العربي، ضعيف الحيلة، بوقف إطلاق النار والتفاوض.
-انشغال الدبلوماسية العربية، سواءً أكانت فعّالة أم غير ذلك، بخطة ترامب مقابل الخطة العربية لإعمار غزة، وتحويلها إلى جوهر الصراع العربي- الإسرائيلي، بدلاً من إحياء الخيار الاستراتيجي الوحيد للنظام العربي، وهو الحل السياسي المتمثل بحل الدولتيْن أول المبادرة العربية، فالدبلوماسية العربية تحارب على جبهة واحدة، بينما إسرائيل تزعم أنها تحارب على سبع جبهات.
*ما المتوقّع؟
إزاء هذه المؤشرات، فيمكن القول إن أي محللٍ لهذا الواقع، ولهذه المؤشرات، سيكون من استنتاجاته:
الخطوة الإسرائيلية المفاجئة ستكون بقرار ضم المستوطنات والأراضي التي تتوسع منها إلى الكيان الإسرائيلي المُحتَل.