الشراكة الأردنية الصينية في التنمية السلّمية


الدكتور موفق العجلوني

بقلم السفير الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

 ===================

جذب انتباهي حديث للقائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد قونغ آن مين ، ، تناول فيه أهداف التنمية الصينية المتوقعة في عام ٢٠٢٤ ، و التي انبثقت عن  الدورتان السنويتانللمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصينيو التي  اعتمدت على تقرير عمل الحكومة لعام ٢٠٢٤.

 

حيث جاء في حديثه ان التنمية الصينية لا تستغني عن العالم، بنفس الوقت لا تستغني تنمية العالم عن الصين أيضا. وتتقدم التنمية الصينية عالية الجودة بثبات، وتمتلك مستقبلا واعدا، ستوفر المزيد من الفرص الجديدة للتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين ودول العالم.


وأكد السيد قونغ آن مين في حديثه أن الأردن شريك مُهم للصين في التنمية السلمية، وبتوجيه القيادتين الحكيمتين كل من جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ تطورت العلاقات الصينية الأردنية بشكل سليم ومطرد، وازدهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بشكل متزايد، وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة وغيرها.  ففي العام الماضي، وصل حجم التجارة الثنائية بين الصين والأردن إلى ٥،٧٩ مليار دولار، بحيث تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن. وبلغت استثمارات الصين المباشرة في الصناعة الأردنية بأكملها ٢٢،٨ مليون دولار، وازدادت قيمة المشاريع التعاقدية الموقعة حديثاً بشكل ملحوظ، لتصل إلى ١،٢٨ مليار دولار. وفي نهاية العام الماضي، وقعت الصين والأردن مذكرة تفاهم بشأن التعاون في البناء المشترك لـ “الحزام وطريق الحرير”، مما فتح مجالات أوسع للتعاون المتبادل بينالبلدينالصديقين.


وأشار السيد قونغ آن مينأن الصين مستعدة للعمل مع الأردن لدفع التنمية السلمية في المنطقة، وتعزيز التوافق بين استراتيجيات التنمية للجانبين، وتعميق التعاون في كافة المجالات، والعمل جنبا إلى جنب لدفع التحديث، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات الجديدة للتعاون المربح للجانبين وخدمة الشعبين بشكل أفضل.

 


وتواصل الصين في تحسين التنمية الاقتصادية، بما يضخ زخما جديدا لانتعاش اقتصاد العالم. ففي العام الماضي يضيف السيد قونغ آن مين، حققت الصين أهدافها ومهامها الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بنجاح، حيث تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي ١٢٦ تريليون يوان، بزيادة ٥،٢٪ على أساس سنوي، وهو معدل نمو يصنف بين أعلى الاقتصادات الكبرى في العالم. وزاد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على ١٢ ألف دولار، ووصل عدد فئة الدخل المتوسط ٤٠٠ مليون نسمة وهذا الرقم يستمر في الزيادة. وتم خلق ١٢،٤٤ مليون فرصة عمل جديدة في المناطق الحضرية، وارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح للسكان بنسبة ٦،١٪ على أساس سنوي، وتضيقت فجوة الدخل بين سكان الحضر والريف باستمرار.

 

في العام الماضي ايضاً، تجاوزت نسبة المساهمة للاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي ٣٠٪ ، حيث  لا تزال أكبر قوة دافعة للتنمية العالمية. حدد تقرير عمل الحكومة هدف النمو الاقتصادي بنحو٥٪، مما يدل على مرونة الاقتصاد الصيني وإمكاناته وحيويته. لدى المجتمع الدولي ثقة أقوى بالإمكانات الهائلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين. وستواصل الصين تقديم مساهمات جديدة لانتعاش اقتصاد العالم ونموه.


بنفس الوقت سرّعت الصين في تطوير القوى الإنتاجية الجديدة، بما يضيف محركا جديدا للتنمية العالمية.  حيث تختلف القوى الإنتاجية الجديدة عن القوى الإنتاجية التقليدية، فهي تتميز بالابتكار، ومفتاحها الجودة العالية، وجوهرها الإنتاجية المتقدمة،حيث شهد الابتكار والإبداع في الصين تطورا ملحوظاً،واحتلت الصين لأول مرة المرتبة الأولى من حيث عدد أكبر ١٠٠ تجمع للابتكار العلمي والتكنولوجي في العالم، وتم التشغيل التجاري للطائرة الكبيرة الصينية الصنعC919، وبُنيت السفينة السياحية الكبيرة الصينية الصنع بنجاح، وتعززت نتائج الابتكار في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم بشكل متواصل. حيث تجاوزت صادرات الصين من السيارات الكهربائية وبطاريات أيون الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية تريليون يوان، بنمو ٢٩،٩٪على أساس سنوي. وستعمل الصين على تعزيز بناء نظام صناعي حديث، وتسريع تطوير القوى الإنتاجية الجديدة، وإنشاء محرك جديد للتنمية الاقتصادية، وتعزيز الزخم الجديد للتنمية، وإضافة ديناميكية جديدة للتنمية الاقتصادية العالمية.


من جهة أخرى، واصلت الصين تحسين بيئة الأعمال، واستوعبت ١،١ تريليون يوان من الاستثمار الأجنبي، وتم إنشاء ٥٣٧٦٦ شركة جديدة باستثمارات أجنبية في جميع أنحاء الصين، بزيادة سنوية قدرها ٣٩،٧٪ تم تخفيض المستوى العام للتعريفة الجمركية في الصين إلى ٧،٣٪، وهو قريب من مستوى أعضاء الدول المتقدمة في منظمة التجارة العالمية.

 

هذا و قدحقق البناء المشترك لـ “الحزام وطريق الحرير ” تقدمًا قويًا، وعقدت الصين بنجاح الدورة الثالثة لمنتدى قمة التعاون الدولي لـ “الحزام وطريق الحرير “، حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ الإجراءات الثمانية الداعمة التي ستتخذها الصين في المرحلة المقبلة، مما يشير إلى دخول البناء المشترك لـ “الحزام وطريقالحرير “مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة. وأصبحت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من ١٤٠ دولة وإقليم.

 

واخيراً، لا بد ان اشيد بالدور الكبير للسفارة الصينية في الأردن ممثلة بسعادة السفير الصديق تشن تشوان دونغ وجهاز السفارة الذين يواصلون الليل بالنهار من اجل تعزيز وتطوير العلاقات الصينية الأردنية وفي كافة المجالات.وحقيقة تكن الصين كل التقدير والاحترام لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وللشعب الأردني وقد لمست ذلك شخصياً أثناء أحد الزيارات الرسمية لي للصينولقائي بالمسولين الصينيين. علاوة على التواصل مع أصحاب السعادة سفراء الصين المعتمدين في الأردن وعلى رأسهم سعادة السفير تشن تشوان دونغ.


و على الرغم من ان الصين تواجه بعض تحديات التنميةمثلها مثل الدول الكبرى،الا انها تتمتع بمزايا كبيرةمثل: تشكل الصين اكبر سوق عالمي،ومزايا العرض المتمثل في النظام الصناعي الكامل، والموهبة التي يتمتع بها عدد كبير من العمال المهرة، و لديها الثقة والظروف والقدرة على التغلب على الصعوبات والتحديات، وتحقيق التحسين المستمر للاقتصاد والتنمية على المدى الطويل.

 

الأردن قيادة وحكومةوشعباً يعتزبعمق ومتانة العلاقات الأردنية الصينية، هذه العلاقات الاستراتيجية والمبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد اللهالثاني حفظه الله يسعى دائماً إلى تعزيزها بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية منها.واستمرت هذه العلاقات في التطور على جميع المستويات حتى أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.

 

ومن الجدير بالذكر ان العلاقات الصناعية بين البلدين انتقلت من مرحلة العلاقات العادية بين الدول، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بفضل حرص جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس الصيني شي جين بينغ على تطويرها وتعزيزها، وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية.وانعلاقات الصداقة القوية بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي كان لها الأثر الكبير في بناء علاقات راسخة ومتينة بين البلدين، شكلت نموذجًا للشراكات بين الدول العريقة.

 

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.