الصندوق الأسود لليث شبيلات
الدكتور رشيد عبّاس
=
بقلم // الدكتور: رشيد عبّاس
لا ادري إن كان الصندوق الأسود للأخ ليث شبيلات قد امتلئ بالمعلومات وأراد تفريغه من جديد أو ربما تفريغ شيء منه؟ أم انه كان يريد رداً معيناً من الإخوان المسلمين كي يكون مبرر قوي له ليُخرج كل ما يحتويه الصندوق الأسود لديه من معلومات حول هذه الجماعة إن كان هناك معلومات تقال؟ كل ذلك احتمالات جائزة في عالم الصناديق السوداء.. ومع أن الأخ ليث شبيلات كان عنصراً فاعلاً من عناصر الإخوان المسلمين, إلا أن السؤال الأخطر هنا هو هل كان الأخ ليث مطّلعاً على كل كبيرة وصغيرة في التنظيم والحزب؟
الإخوان المسلمين مثلهم مثل باقي أفراد المجتمع تماماً.. يشهدون أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله, ويشهد باقي أفراد المجتمع أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله أيضاً, يصلّون خمس أوقات ويصلّي باقي أفراد المجتمع خمس أوقات أيضاً, يصومون شهر رمضان المبارك ويصوم باقي أفراد المجتمع شهر رمضان المبارك أيضاً, ويخرجوا زكاة أموالهم ويخرج باقي أفراد المجتمع زكاة أموالهم أيضا, ويحجوا البيت من أستطاع منهم سبيلا ويحج باقي أفراد المجتمع البيت من أستطاع اليه سبيلا أيضاً, وأكثر من ذلك يتزوج بعضهم بأربع نساء ويتزوج باقي أفراد بعض المجتمع بأربع نساء أيضاً, اذن باب (التدين) متساوي بينهم وبين باقي أفراد المجتمع المسلم, والله سبحانه وتعالى هو الذي يفصل فقط بين عباده المسلمين من حيث قبول العبادات أو عدم قبولها, وأن الأكرم والأفضل عند الله سبحانه وتعالى هو الأتقى، وليس الأكثر انتماء للتنظيم أو للحزب قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
لكن وجود الإخوان المسلمين ضمن تنظيم في إطار حزبي لا يمنحهم يا أخ ليث صفة التدين أكثر من غيرهم على الاطلاق, هو يمنحهم فقط صفة حمل أهداف التنظيم والحزب ربما الاخرى, وان أي تنظيم في جميع أنحاء العالم له ما له وعليه ما عليه من ايجابيات وسلبيات, ومن هنا اعتقد جازما أن انتقادك لتدينهم ولممارساتهم الدينية هو انتقاد في غير محله, فكما قلنا سابقا أن تدينهم هو كتدين معظم أفراد المجتمع المسلم لا أكثر ولا أقل, ولك أن تنتقد أداءهم وممارساتهم التنظيمية في إطار الحزب فقط, وأن ربطك للدين مع التنظيم عندهم في قولك: (حافظتم عل التنظيم أكثر من الدين) اعتقد جازماً انك قد وقعت في أخطاء ومغالطات عدة, كيف لا وسيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, والخلفاء الراشدين الأربع, والتابعين والتابعين لهم بإحسان لم يربطوا ولم يؤسسوا لأية علاقة بين الدين وشيء اسمه تنظيم أو حزب على الاطلاق, فالتنظيم والحزب شيء, والدين والتدين شيء آخر, ولا أساس على الاطلاق للتنظيم أو للحزب في أي دين كان.
الإخوان المسلمين كتنظيم وكحزب و(ليس كتدين) مكوّن أردني رئيسي وكبير, فمعظم الشعب الأردني متدّين ويعرف الله ويؤدي العبادات كاملة, ونقبل منك يا أخ ليث أن تقول لديهم فساد تنظيمي أو فساد حزبي ان كان هناك فساد, وهذه أحوال جميع التنظيمات والأحزاب على أرض الله الواسعة, ولا نقبل منك وانت المفكر الإسلامي المعروف أن تقول لديهم فساد ديني, حيث أن التدين هو صفة لمعظم الأردنيين وما يصيب الإخوان يصيب معظم الأردنيين في ناحية التدين, والذي يقدّر ذلك ويحاسب على ذلك هو الله سبحانه وتعالى, قال تعالى: )ولا تزرُ وازرةً وزرَ أخرى ثم إلى ربّكم مّرجعكم فينبئّكم بما كنتمُ تعملون إنهُ عليم بذات الصدور( صدق الله العظيم.
لك يا أخ ليث أن تنتقد أداءهم وممارساتهم التنظيمية والحزبية, وليس لك انتقاد أداءهم وممارساتهم الدينية فهذا شيء وذاك شيء آخر, فهم كمعظم أفراد المجتمع في الجانب الديني والتدين, والذي يحاسب على الجانب الديني عند البشر هو رب العالمين سبحانه وتعالى, ولا يجوز لأحد أن يحاسب أحد على ذلك, نعم أنت مفكر ومعارض أردني إسلامي, وكنت في الأمس أخ من الإخوان المسلمين, وكان عليك إصلاح ذلك التنظيم والحزب من الداخل, واليوم تفتح الصندوق الأسود الخاص بالإخوان.. أقول: ينبغي أن تترك تدين البشر لله تعالى, فهو الأولى بهم.