الفلسطينيون يعيدون قضيتهم إلى الواجهة
نسيم العنيزات
شكلت الاحداث في الأراضي الفلسطينية وصمود المقاومة امام الاعتداءات الإسرائيلية وهمجية عدوانها وقتلها للاطفال والنساء والمدنيين الأبرياء نقطة تحول في القضية الفلسطينية بعد ان توحدت جميع الفصائل والشعب الفلسطيني حو ل قضيتهم العادلة وفشل الرهان الاسرائيلي .
فبعد ان غابت القضية عن الاهتمام الدولي تمكن الفلسطينيون من إعادتها الى الساحة الاممية بقوة بفضل الاستراتيجية المتبعة والصمود الكبير امام الهمجية الإسرائيلية الذي احرج العالم امام شعوبهم .
فعلى مستوى الداخل فان المقاومة الفلسطينية وشعبها على امتداد الأراضي الفلسطينية بما فيها الخط الاخضر والأراضي المحتلة ترفض الالية والاستراحة المتبعة بما فيها التنسيق الأمني الذي لا بد من اعادة التفكير به ، بعد ان نقضه الاحتلال بعدوانه الهمجي على الشعب الاعزل. كما اثبتت ان الجيل الحالي ما زال متمسكا بقضيته ودولته وحريته وينتظر الفرصة لانهاء الاحتلال دون النظر الى اي اعتبارات اخرى .
كما اثبت الاحداث بان الشعب الفلسطيني مهما كانت خلافاته فان الاقصى والقدس ومقاومة الاحتلال وقضيته العادلة توحده .
ومع الانتصارات امام الانكسار الإسرائيلي فلن يتراجع الى الخلف خطوة واحدة بعد ان وضع اقدامه على بداية طريق التحرر الذي اصبح اقرب من ذي قبل .
اما على الصعيد العالمي والدولي الذي احرجته التصرفات الإسرائيلية ولم يعد امامه الا ان يوقف جماح الغطرسة الإسرائيلية واجبارها الجلوس على طاولة التفاوض دون شروط مسبقة لإسرائيل التي تبحث عن الخروج من ازمتها بماء الوجه امام شعبها ومتطرفيها والعالم الذي اجبرته الاحداث على تغيير مواقفه حيال إسرائيل واخفاء انحيازه الواضح لها ، بعد انتفاضة الشعوب الحرة في جميع دول العالم ، ولو انه ما زال دون التوقعات والمأمول .
خارطة طريق جديده فرضها المقاومون الفلسطينيين بصمودهم ودفاعهم عن مقدساتهم وارضهم ستجبر الغطرسة الإسرائيلية على التراجع مجبرة ، بعد ان ايقنت ان الشعب الفلسطيني حر لا يموت و لن ينسى قضيته مهما كانت الضروف .
وما يثبت ذلك فان العدوان الذي تعرض له خلال الأسبوعين الماضيين كان من اعنف الهجمات والتدمير والقتل الا ان ماكنتها العسكرية فشلت فشلت ذريعا امام صدور الأبرياء .
ولم يعد امام نتن ياهو الذي يبحث عن نصر زائف ودعم سياسي لارضاء رغباته الشخصية بتشكيل حكومة يمينية متطرفة والهروب من المحاكمة ، الا الرضوخ لطلبات الفلسطينيين ، – اذا بقي في الساحة السياسية طبعا- بعد فشله الذريع في حربه الظالمة .