الكل يضرب أخماسا بأسداس
نسيم العنيزات
حالة من القلق تظهر بوضوح على وجوه الناس كما يظهر التوتر على تصرفاتهم وسلوكياتهم اينما كانوا او توجهوا .
ظاهرة ليست جديدة بل تعمقت وزدات في السنوات الأخيرة نتيجة تحديات وظروف صعبة مررنا بها ، احدثت اضطرابات في المجتمع بشكل عام، مؤثرة على نوعية الحياة ونمطها بكل تفاصيلها وجزيئاتها سواء المعيشية او النفسية او العلاقات الاجتماعية .
فبعد حالة الامل والتفاؤل التي كان الناس يصبرون بعضهم وانفسهم بها في الاعوام السابقة لتأتي سنة 2019 وتقضي على هذا الوهم بعد ان خلفت دمارا شاملا في النفوس والاقتصاد والاوضاع الإجتماعية.
تاركة الناس يعيشون وسط حالة من الذهول والشكوى والتذمر من الاوضاع العامة بكل انواعها وتفاصيلها سواء كانت داخل البيت او الاسرة الواحدة او في العمل او الشارع ، الامر الذي يخشى معها تفاقم حالة الاحتقان التي تحاول المبادرات وبعض الاجراءات والقرارات الحكومية امتصاصها والتخفيف منها ، لمنع بركنتها ، وكبح جماحها للحد من لهيب صيفها الذي نخشى ان يزداد حرارة وسخونة ولهيبا ليصعب تحملها مهما استخدمنا من مكيفات الهواء البارد .
نعم هناك شعور من الحكومة اتجاه الاوضاع العامة للناس وادراك بسؤ الاحوال والاوضاع وتحاول التخفيف منها والتعامل معها عبر إجراءات وقرارات الا انه مقارنة مع حجم المشكلة تبدو كأنها حقن وابر مسكنة سرعان ما ينتهي ويزول مفعولها، نظرا لحجم للألم الذي خلفته السنوات الماضية عبر تفاصيلها والاجراءات الترقيعية التي كانت تعتمد على الفزعة ، ونزعة الانا والمكابرة وعدم الاعتراف بوجود مشكلة ، لنصحى بعدها ونجد انفسنا امام حالة شبه مستعصية او بوسط امواج متلاطمة ومساحات ضيقة دون فاصل، نحتاج الى الكثير لحلها او التعامل معها او على الاقل التعايش والاشتباك معها او ايجاد مكان وفسحة بها ولو بالحد الادنى .
ومع هذا الوضع تجد الجميع «يضرب اخماسا بأسداس « ويغرق في بحر من الأسئلة دون ايجابيات .