المرأة ومكانتها في المجتمع
الشاعر الدكتور محمد القصاص
=
وقفت عند هذا العنوان طويلا قبل أن أبدأ الكتابة فيه، نظرا لحساسية الموضوع وأهميته وعلاقته بالمرأة التي هي كما يسمونها نصف المجتمع.
بادئا ذي بدء، لا يمكنني أن أتجاهل مكانة المرأة في تكوين أي مجتمع من المجتمعات، ولا إنكارَ دورها في تربية الأجيال، ولا إنكار دورها المهمِّ في تركيبة الأسرة. ولهذا فإن أنظار الناس في الغالب، تتجهُ بشكلٍ كبير للمرأة وأدوارها في إنشاء مجتمع صالح.
ولعلَّ واقعَ المرأة الحالي، يبدو أكثرَ صعوبةً من واقعها في أزمنة سابقة، نظراً للمتغيرات الكثيرة التي تطرأ باضطراد على حياتنا، وعلى دور المرأة فيه. المرأة المثقفة في أيامنا هذه والتي يُفترض بها أن تكون أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حولها من تجاذبات مُتعددة.
رأيت أن أجعل تركيزي على عنصرٍ مهمَّ يُشغلُ بال المرأة بشكل خاص، وكذلك الحال هو الشاغل الأهمّ الذي يُشغل المجتمعَ بشكل عام. فالمرأة اليوم تصُبُّ اهتماماتِها قبل كل شيءٍ على أناقتها وجمالها ومظهرها، وهذا تعتبره هي الإطار المهمُّ في حياتِها والذي يَسْتهلكُ من وقتها الشيءَ الكثيرَ، وربما يأخذ كلَّ وقتها، لأنَها لا تريدُ أن تخرجَ بزينةٍ متدنية، لكنها تحاول أن تخرج وهي بأبهى حللها وزينتها وتبرُّجها.
أنا هنا.. لست ضدَّ هذا المبدأ على الإطلاق، ولكن الذي يثير حفيظتي، ويثيرَ الجدل أيضا على أكثر من صعيد، هو المبالغة الشديدةُ التي تستخدمها كي تظهر على غير صورتها الحقيقية التي خلقها الله عليها، بحيث يكون التباين بين الصورة الحقيقية والصورة المصطنعة شاسع وواضح، ولا يمتَّ إلى الواقع بصلة.
مطلوبٌ من الإنسان بطبيعةِ الحال، سواءٌ أكان رجلا أو امرأةً، أن يهتم كلاهما بمظهره، وأن يكون نظيفا دائما ، ولا يفرط بعامل النظافة أبدا ، وأن يختارا أحسنَ الثياب وأنقاها وأنظفَها، ولا حرج أبدا بأن يحافظ المرء على حسن المظهر والظهور بصورة جميلة مشرقة تسرُّ الناظرين، وديننا الحنيف حضَّ على النظافة والزينة، في مواضع كثيرة، لا مجال لذكرها هنا. أمَّا غير المرغوب فيه ، هو أن يتجاهل الرجل مثلا عوامل النظافة في كل الظروف، وعليه أن يتأكد من أن كل شيء على ما يرام ، وكذلك الحال بالنسبة لطباعه وسلوكياته في البيت مع الأسرة ، على أن يكون كريما وشجاعا وقدوة لأولاده وزوجته ، وعلى المرأة أن تكون معتدلة في كل أمورها والابتعاد عن الم