المشهد الاردني… الحكومة والنواب والاصلاحات..!


د. مفضي المومني

المشهد الاردني بمفاصله السياسية والاجتماعية لمن يراقبه… قد يوصف بأنه عصي الفهم …يختلط فيه الحابل بالنابل… والصح بالغلط… و المعلوم بغير المفهوم… والإصلاح بالإفساد… وقوى الإصلاح بقوى الشد العكسي… والطالحون والطامحون والوطنيون… والمتقلبون والمسحجون والمفحجون والمعارضون… كل في فلك يسبحون… والاردن بين كل هذا يستمر… فنضحك.. ونحزن ..ونندب حظنا… احياناً… وفي آخر الليل ننام لنصحو على ترانيم تصفعنا احياناً… وتفرحنا نادراً… والحال على سجيته… والامل بالله فقد احبطنا من حيث ندري ولا ندري… وننتظر القادم الأجمل… الذي وشى به أحدهم… فاصبح موطن القول موضع تندر للمترصدين… وحلم بعيد للمتيقنين… وتبقى النهاية مفتوحة… والأمل بالله لا بكل اصحاب الواجهة… الذين يأتون ويمضون… فلا يسعفهم التاريخ ولا ينصفهم الواقع.
المجلس النيابي الأخير… مضى ومضت معه وصمة الأضعف… والحكومة تناور ولا تشاور… وتسجل البقاء تلو البقاء… وتغيير قطع الغيار المتكرر… والمديونية تضخمت… والإقتصاد يترنح… والرواتب مكانك سر منذ عقود… والبطالة آفة الشباب… والتعليم والصحة في تراجع… والنواب لم يفعلوا حسنة (محرزه) نذكرهم بها في ظل الإنحناءات حد كسر الظهر… لتمرر الحكومة كل ما ارادت… واشتقنا لمناكفات النواب والحكومة… حتى لو لم تؤت اكلها…! اربع سنوات مرت والنتائج والأهداف تراوح حيث كانت… ومع ان رضى الناس غايه لا تدرك… فليس هنالك ربع أو بعض رضى… أو اقل…!.
الإصلاحات وما ادراك ما الإصلاحات… ظاهرها جميل وما أراده الملك أجمل… ولكن دهاقنة الأنا العليا… وأرباب المصالح… على حساب الوطن يجهدون في تفريغها من مضمونها… يصدمنا مشهد بورصة تمليك المقاعد الأولى لمرشحي الاحزاب لمن يدفع أكثر والتي تفوح رائحتها هنا وهناك…ولكم في سيطرة من خرجوا من الباب ليعودوا من الشباك…واستبدال النمط العشائري بالحزبي… وسيطرت رأس المال والمال الأسود… وشراء الذمم… فالناتج الإصلاحي الحزبي الموعود في ظل كل الممارسات (الشينه)… لن يختلف لا بل سيكرس أخطاء الماضي… ليصبح الإصلاح تغيير طواقي… لا أكثر… وهذا ما لا نريده… ولا يريده الملك… ولا يجعلنا نتقدم نحو دولة المؤسسات… والديموقراطيات… والعدل… والتطور.
لا يكفي وضع الإصلاحات… وبعضها يحتاج لمراجعة… بل يجب على عقل الحكومة متابعتها ومراقبتها ووضع حد لكل من يريد إفراغها من مضمونها… ليكرس مفهوم المصلحة والسلطة… والمنصب لتورث بين مجموعة لا تقبل بغيرها… وتريدها مشاع وطابو لولد الولد…!.
المشهد الاردني… مشهدنا… ونحن كل من موقعه يصنع النجاح أو الإخفاق… ولن ننجح إلا عندما تصفو الأنفس… ويكون الوطن محط الهوى… وقبلة الفؤاد… ومصلحتنا العليا…وأكيد أكيد بدها (مخافة الله)… اقولها بعيداً عن المثاليات والطوبائية…واليوتوبيا… .ولن يصلح الله قوم إلا إذا اصلحوا ما بأنفسهم… والبداية منا مع (قلة حيلتنا) ومنكم اصحاب الياقات البيضاء بسلطتكم وهيمنتكم وقد كرستم الأبوية علينا… فأنتم تعلمون كل شيء… ونحن نحن علامنا على قدنا كما تعلمون(بيضه ورغيف)…! . حمى الله الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.