المهرجان الدولي الخامس للتمور الأردنية وجائزة خليفة


الدكتور موفق العجلوني

=

 

بقلم //  السفير  الدكتور موفق العجلوني

المدير العام

مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية

 ====

 

تسعى جمعية التمور الأردنيةومنذ عدة شهور يداٍ بيد مع وزارة الزراعةلتنظيم المهرجان الدولي الخامس للتمور الأردنيةفي عمّان خلال اليومين القادمين 13-15 نوفمبر 2023،وذلك بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي،وبدعمدائم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة.حيث  أثنى معالي وزير  الزراعة المهندس خالد الحنيفات على دور الجائزة في إطلاق وتنمية فكرة مهرجان دولي صار عنواناً لقطاع التمور الأردنية، ومحط إعجاب وتقدير المشاركين، وصاحب سمعة رائجة بين الزوار من داخل الأردن وخارجه، ونموذجاً يحتذى لمختلف القطاعات الإنتاجية .

 

و في حديث للمهندس أنور حداد رئيس جمعية التمور الأردنية، ” حقق مهرجان التمور الأردنية وخلال أربع دورات ماضيةعدداً من الإنجازات ،سجلت المساحات المزروعة توسعاً أفقياً كبيراً بنسبة 13%، وحقق الأردن تقدماً ملحوظاً على المستوى الدولي، حيث احتل الأردن المرتبة (13) من حيث كمية الصادرات ، والمرتبة (9) من حيث قيمة هذه الصادرات في السوق العالمية، حيث وصلت لأول مرة الى 14000طن بقيمة 50 مليون دولار حسب مركز التجارة الدولي، كما زادت الطاقة الإنتاجية لمشاغل فرز وتعبئة وتغليف التمور الآلية إلى حوالي 12000 طن نتيجة إدخال الميكنة الى عمليات ما قبل وما بعد الحصاد.

 

وتعد جمعية التمور الأردنية من الهيئات الرائدة في دعم وتطوير صناعة التمور في المملكة الأردنية الهاشمية. ويقوم أعضاء الجمعية، المكونة من مزارعي التمور والمهتمين بتلك الصناعة، بأداء دور حيوي في تعزيز الاستدامة ورفع جودة إنتاج التمور في الأردن.

 

بنفس الوقت تتخذ الجمعية منصة للتبادل المعرفي والخبرات بين أفراد القطاع، ما يساهم في تحسين تقنيات زراعة التمور وإدارة المزارع. كما تقوم بتوفير التوجيه والدعم الفني للمزارعين، مما يعزز فرص نجاحهم ويسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل.

 

بالإضافة إلى ذلك، تلعب جمعية التمور دوراً هاماً في تسويق وترويج منتجات التمور الأردنية على مستوى السوق المحلية والدولية. يتيح هذا الدعم تعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وتحسين فرص التصدير، مما يسهم في تحسين اقتصاد القطاع وزيادة الدخل للمنتجين.

 

بشكل عام،تعتبر جمعية التمور الأردنية عاملاً رئيسياً في تعزيز استدامة صناعة التمور في الأردن، وتسهم بفعالية في تحسين ظروف حياة المزارعين ورفع مستوى جودة المنتجات الزراعية.

 

من جهة أخرى، يعتبر التعاون الإماراتي الأردني في مجال التمور مثالاً رائعاً و غير مسبوق على التعاون الثنائي بين الدول العربية. ويتميز هذا التعاون بتبادل المعرفة والتكنولوجيا، وتعزيز القدرات الزراعية في مجال زراعة وإنتاج التمور.وتشير العديد من المشاريع المشتركة بين دولة الامارات العربية المتحدة والأردن إلى التفاعل الإيجابي في مجال زراعة التمور. وتشمل هذه المشاريع توفير التقنيات الحديثة لري الأراضي وتحسين جودة التمور المنتجة. كما يتم التركيز على تبادل الخبرات في مجال تطوير سلالات التمور وتحسين ممارسات الزراعة المستدامة.

 

تعتبر التمور محصولاً استراتيجياً للاقتصاديات العربية، وتشكل جزءاً هاماً من التراث الزراعي والغذائي في المنطقة. وبفضل التعاون الإماراتي الأردني، يمكن تحقيق تقدم كبير في تعزيز إنتاج وتصدير التمور، مما يسهم في تحسين دخل المزارعين وتعزيز الأمان الغذائي.

 

تعتبر الثروة الزراعية من أهم المصادر التي تسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للعديد من الدول، وتلعب المحاصيل الزراعية دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل. من بين هذه المحاصيل، تأتي التمور بمكانة خاصة نظرًا للفوائد الاقتصادية والغذائية الكبيرة التي تقدمها.

 

يعد مهرجان التمور واحدًا من الفعاليات الثقافية والاقتصادية الرئيسية في العديد من الدول التي تشتهر بزراعة هذه الثمار الشهيرة. وبالتالييتيح هذا المهرجان منصة لعرض تنوع أصناف التمور وجودتها، كما يشجع على تعزيز صناعة زراعة التمور وتطويرها.

 

بالمقابل ُتظهر أهمية مهرجانات التمور في تعزيز الوعي حول هذه الثمار الغنية، وتشجيع المزارعين على تحسين تقنيات الزراعة ورعاية النخيل. كما يُعد المهرجان مناسبة لتبادل الخبرات بين الخبراء ورواد الصناعة، مما يسهم في تحسين جودة التمور وزيادة إنتاجها.

 

إلى جانب ذلك، يلعب مهرجان التمور دورًا هامًا في تعزيز السياحة المحلية، حيث يجذب الزوار من داخل البلاد وخارجها للاستمتاع بفعاليات المهرجان وتذوق مختلف أصناف التمور ، و يساهم هذا التوجه في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة.

 

بهذه الطريقة، يمثل مهرجان التمور فرصة قيمة للترويج لثقافة زراعة التمور وتحفيز الابتكار في هذا القطاع الحيوي. و يعكس هذا المهرجان أهمية تلك الفعاليات في تعزيز الاستدامة والازدهار الاقتصادي للمجتمعات التي تعتمد بشكل كبير على زراعة التمور.

 

أن تنظيم هذا المهرجان يأتي استمراراً لنهج الشراكة الذي يجمع البلدينالشقيقتين، دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، وقيادتيهما الحكيمة، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وأخيهسموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظهما الله ، وتوطيداً للعلاقة المتينة التي رسختها السنوات الخمس الماضية بين وزارة الزراعة في الأردن وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وتأتي جائزة خليفة للتمور في إطلاق وتنمية فكرة مهرجان دولي صار عنواناً لقطاع التمور الأردنية، ومحط إعجاب وتقدير المشاركين، وصاحب سمعة رائجة بين الزوار من داخل الأردن وخارجه، ونموذجاً يحتذى لمختلف القطاعات الإنتاجية.

وكما أشار الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، إلى أن المهرجان في دورته الخامسة ، من المتوقع ان يشارك فيه أكثر من 60 مزارعا ومنتجا مصنعا ومصدرا للتمور يمثلون 5 دول عربية، كما يتضمن عقد ندوة علمية يشارك فيها أكثر من 20 باحثاً وأكاديمياً متخصصاً بنخيل التمر من مختلف دول العالم، لعرض آخر ما توصل إليه البحث العلمي ضمن ثلاث محاور أساسية، إضافة إلى إطلاق مسابقة للتمور الأردنية بدورتها الخامسة لإتاحة الفرصة للتنافس بين المزارعين ومنتجي التمور الأردنية وتكريم الفائزين خلال حفل افتتاح المهرجان يوم 13 نوفمبر 2023.

ان هذا التعاون بين الأردن ممثلاً بوزارة الزراعة الأردنية وجمعية التمور الأردنية ودولةالامارات في تنظيم هذا المهرجان والذي يأتي في ظروف صعبة تضامناً مع إخواننا الفلسطينيين، وحرصاًمن وزارة الزراعة وجمعية التمور الاردنية وجائزةخليفة، فسوف يتم الاقتصار علـى بعض الفعاليات بما ينعكس بشكل عام على مصلحة منتجي ومصدري التمور. حيث سيتم التركيز على زراعة وصناعة وعقد مؤتمرات حول زراعة وصناعة التمور في الأردن والعالم العربي، والذي يمكن أن يحمل العديد من الآثار الإيجابية وأبرزها:

 

  • تبادل المعرفة والخبراتبين منتجي التمور والمصدرين.
  • يمكن للمؤتمرات أن تكون مناسبة لتبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء والعلماء في مجال زراعة التمور.
  • توفير منصة لعرض الأبحاث والابتكارات الجديدة من اجل تحسين جودة التمور.
  • يمكن أن تكون هذه المؤتمرات فرصة لتعزيز التعاون بين دول العالم العربي في مجال زراعة وتصنيع التمور.
  • تبادل التقنيات والممارسات الزراعية بين الدول لتحسين إنتاجية النخيل.
  • تسليط الضوء على منتجات التمور المحلية وتعزيزها في الأسواق الدولية.
  • توفير فرص للتسويق والترويج للمنتجات النخيلية.
  • يمكن أن تجذب هذه المؤتمرات الاهتمام من رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع التمور، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في هذا القطاع.
  • توعية المزارعين والصناعيين.
  • تقديم معلومات حول أحدث التقنيات والممارسات في زراعة التمور وصناعتها، مما يعزز التحديث وتطوير هذا القطاع.
  • التركيز على أساليب زراعة وتصنيع مستدامة قد تساهم في الحفاظ على البيئة وضمان استمرارية هذا القطاع على المدى الطويل.
  • تشكل المؤتمرات الزراعية فرصة لتعزيز التعاون والتنمية في صناعة التمور، وتحفيز الابتكار والاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

 

و اخيراً لا بد من توجيه الشكر لكافة القائمين على تنظيم هذا المهرجان (المبارك) ،و خاصة ان  شجرة النخيل لها أهمية كبيرة لدى العرب ،  وظهر ذكرها في العديد من النصوص القرأنية والسنة النبوية  ، فعلى سبيل المثال، في سورة مريم :  ورد ذكر نخلة تمتد إلى ستنا مريم عندما ولدت سيدنا عيسى عليه السلام” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا “.فأكلي واشربي وقري عينا  ،فإما ترين من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا. وفي السنة النبوية: يعتبر النخيل مباركًا في تقاليد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). كان يستخدم أجزاءً من النخل للطعام والشراب، وكان يوصي بزرعها والاعتناء بها.في الحياة اليومية: كانت شجرة النخيل مصدرًا رئيسيًا للغذاء في المجتمعات العربية القديمة. كان الناس يأكلون ثمار النخيل (التمور) ويستخدمون أليافها وأوراقها في صناعة السلع. ويُعتبر النخل في الثقافة الإسلامية رمزًا للسخاء والبركة. يُظهر في العديد من الأحاديث والقصص الإسلامية كمصدر للرزق والثروة. وبشكل عام، يُعتبر الاهتمام بشجرة النخيل في الإسلام جزءًا من تقاليد الحياة اليومية والثقافة، ويُظهر كيف يمكن استخدام الطبيعة والموارد بشكل مستدام وذكي.

 

ادام الله الامن والأمان على بلداننا العربية والإسلامية،وكان النصر والثبات والفرج على أهلنا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بأذن الله.

 

مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.