الهجرة والتهجير في العقلية الامريكية والصهيونية


د. عزت جرادات

* أشعل الرئيس الأمريكي، بحضور نتنياهو، أشعل النيران في العالم العربي بإعلانه تهجير سكان قطاع غزة، الذي لم يعد صالحاً للحياة، على حدِّ تعبيره، واعطائهم الفرصة ليعيشوا بسلام وإزدهار في بلدانِ أخرى. فالتقى الفكر الأمريكي مع الفكر الصهيوني في الهدف والرؤية والأساليب.

*فالهجرة في العقلية الأمريكية تشكّل ركيزة أساسية في ذاكرة تلك العقلية منذ عام (1600م)، فاحتلال الأراضي وتهجير أهلها كانت من أبرز المظاهر في أمريكا الشمالية بشكل خاص، يرتكبها الكاوبوي الأمريكي، وبخاصة خلال سنوات تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية لتضاف إلى الإتحاد الفدرالي- الولايات المتحدة الأمريكية.

*أما الهجرة في العقلية الصيهونية فهي إحدى ركائز العقلية الصهيونية الإستيطانية في الاستيلاء على الأرض من خلال تهجير السكان الأصليين فهذه العقلية الصهيونية هي امتداد للعقلية الأمريكية، وقد مارست العصابات في فلسطين قبل عام (1948م) وأثناء مرحلة الأنتداب البريطاني مختلف أنواع الإرهاب لتهجير السكان الفلسطيين من قراهم، ومن ثمّ مسح تلك القرى من الوجود.

فالتقى خطر العقليتيْن الأمريكية والصهيونية على هدفٍ واحد وحلم واحد، وهو (الحلم الصهيوني) المتمثل بإخلاء فلسطين من سكانها الأصليين لتصبح (أرض إسرائيل خالية من غير اليهود كما تزعم اسرائيل ووضعت لذلك قانون يهودية الدولة الذي يمحو إسم فلسطين من الوجود.

*فتهجير سكان غزة الذي يريده –ترامب- هو إستجابة لنداء هاتيْن العقليتيْن: الأمريكية والصهيونية، ومن أجل ذلك (يتمترس) ترامب عند رأيه، على الرغم من الرفض الدولي، والإرادة العربية الموحدة في هذا الموقف والثبات الفلسطيني على أرضه، وتمسّكه بوطنه، وهذا الأمر الذي لا يدركه ترامب، بل يستمر إدارته في الترويج له، كما تباشر السلطات الإسرائيلية بوضع الأدوات والاجراءات والتسهيلات للفلسطينين (الراغبين) في الهجرة إلى بلدٍ ثالث، ولا يوجد فلسطيني واحد على أرض فلسطين كأنه يقبل ذلك مهما زعمت السلطات الإسرائيلية في مناورتها الدعائية الزائفة.

فالتمسك بالوطن هو الذاكرة العقلية العربية المتوارثة عبر التاريخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.