انكفاء النقابات سياسيا
نسيم العنيزات
في قراءة للمشهد النقابي الانتخابي الذي استدل الستار عن نتائج بعضها خلال الانتخابات التي جرت هذا العام بعد توقف قسري بسبب جائحة كورونا وما فرضته في منع التجمعات نجد ان بوصلة النتائج معقدة ومتشابكة وغير منسجمة وبعيدة كل البعد عما كانت عليه في السنوات السابقة .
بعد ان افرزت معظم النتائج عن خليط من القوائم والايدولوجيات والمستقلين ، حدت من سيطرة تيار بعينه على نقابة واحدة كما كان في السابق حيث كنا نجد اكتساحا للقائمة الخضراء في بعض النقابات التي كانت تتشكل بين ائتلاف القوميين واليساريين او سيطرة القائمة البيضاء التي كان تمثل الإسلاميين وبعض المستقلين.
اما الافرازات الاخيرة فهي لا تعكس هذه الصورة وكانها لوحة متعددة الالوان تشي الى حالة من العزوف وفض التحالفات او انكفاء البعض عن العمل النقابي او تمثل نوعا من انواع الحرد بعد ان افرزت بعض النقابات شخصيات جديدة لم تكن معروفة بالعمل النقابي ،
وكأن الناخب لم يعد يبحث عن العمل السياسي او دور في الشارع بقدر الحاجة للعمل الخدمي والحصول على مكتسبات حياتية ومعيشية، في ظل ما مرت به بعض النقابات من اوضاع مالية صعبة في بعض صناديقها سواء التقاعدية او التامين الصحي او التكافل الاجتماعي.
وكأن النقابي لا يريد لمجلسه ان يتدخل بالدور السياسي بل الالتفات الى موضوع الخدمات وحماية منتسبيها .
حيث فقدنا او غاب عن المشهد اللوحة النقابية التي كانت تعطي زخما لمجمع النقابات وتدفعه للواجهة السياسية والاقتصادية فارضا وجوده على الخريطة في كل جزء من مفاصلها بعد ان كانت تدار العملية الانتخابية وحملاتها على اساس سياسي وعكس الإنجاز في هذا المجال ايضا ..
اما القراءة الحالية وما افرزته النتائج فإنها تشي بتراجع الدور السياسي للنقابات مما سيضعف تأثيرها مستقبلا في قيادة الشارع او التأثير فيه او فرض اي رؤية تتبناها على غرار عام 2018 التي نعتقد انها كانت نهاية انتصاراتها السياسية في فرض اراداتها والتخلي عن الدور السياسي التي كانت تطالب به كل الحكومات السابقة على اساس ان هذا ليس دورها انما للاحزاب .