بأمان الله يا أبا أسيّد والله معك يحفظك ويرعاك


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  النشر / 03-09-2013

تختلط المشاعر وتثور الأفكار و تزدحم العواطف وتتجلى الأحاسيس،فنحن بحضرة الكتابة عن رجل نحسبه من الأنقياء الشرفاء،،نعلم علم اليقين بأنه من صفوة الأوفياء و الأتقياء.

آ

لا نجامل ولا نزكي على الله أحداً،،،لا نحامل ولا نرتجي شيئاً،،،إنما هي كلمات حق أردنا بها خيراً،،كلمات عن الأستاذ الدكتور أحمد صبحي العيادي ،،فهو أحد الرجال الذين ما غيّرتهم المناصب،،،ولا حيدتهم الأهواء عن طريق الخير والقرار الصائب.

آ

كلمات في حق إنسان كان لي الشرف بالعمل معه في بعض البرامج والنشاطات في محافظة عجلون، عشرات بل مئات النشاطات التي قامت بها جامعة عجلون الوطنية منذ لحظة وجوده على رأس الهرم فيها في العام 2010 ولغاية شهر آب من العام الحالي .

آ

إنسان لم يتوانى للحظة عن خدمة محافظة عجلون،،وما ترك فرصة إلا واستثمرها في سبيل رفعة المحافظة وتنميتها على كافة الصعد ، بفضل علاقاته المميزة مع مؤسسات الدولة المختلفة والتي وظفها في جلب الرعاية والتمويل لعشرات النشاطات التي تم تنفيذها في المحافظة ومن دون أن يكلّف الجامعة ديناراً واحداً ، بل على العكس فمن خلال معرفتي واطلاعي فحتى النشاطات والبرامج والمؤتمرات التي نفذتها جامعة عجلون الوطنية كان العيادي يجلب لها الدعم والرعاية أيضاً .

آ

إلا أن البعض لم يحلو لهم هذا المشهد،،ولم ترُق لهم هذه الصورة،فأطلقوا العنان لسهام حقدهم ومكرهم وخبثهم ،ليلوثوا “خاسرين“ سمعة ومسيرة هذا الرجل،،وقد تجلّى كل ذلك إبّان أزمة جامعة عجلون الوطنية المفتعلة الأخيرة ،والتي كان البعض وللأسف الشديد يطلق خلالها التهم جزافاً بحق هذا الرجل الذي لطالما تغنينا بإنجازاته التي لا تعد ولا تحصى .

آ

لم أكن أستغرب أن تأتي تلك التهم الباطلة من بعض رؤوس الأموال الذين يريدون أن يحولوا الجامعة مرتعاً لأطماعهم،، و مزرعة لهم ولأبنائهم وأنسبائهم حيث كان العيادي الرجل الصلب القوي الذي يقف أمام جميع طموحاتهم وأحلامهم ، ولكني وللأسف الشديد صدمت بموقف بعض أبناء محافظة عجلون الذين ركبوا الموجة من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة وأصبحوا من المؤيدين لهؤلاء المستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال،متناسين “عمداً“ ما قدمه لهم العيادي ولمحافظة عجلون.

آ

هي سحابة صيف ستنقشع،،فالشمس لا تغطى بغربال ،و النجاح الذي تحقق في جامعة عجلون الوطنية لا ينكره إلا كل جاحد للعقل وللحكمة فاقد، فالجامعة كانت على وشك الإغلاق والفشل الذريع وإعلان خسارة ما بعدها خسارة ،إلى أن كُلّف هذا الرجل الطيب بإدارتها بكل ملفات فشلها وبكل هذا اليأس والبؤس الذي كان يرافق مسيرتها ،فقبل العيادي هذا التحدي الذي لا يمكن أن يقبله أي أكاديمي آخر، لأن التحدي والإرادة سمة هذا الرجل،،فنقل الجامعة بعون الله وتوفيقه من تلاطم الأمواج وتزاحم التيارات إلى شاطىء وبر الأمان.

آ

متسلحاً بالانتماء والإخلاص والإيمان الذي يعمر قلبه قبل التحدي فحقق حلم أبناء محافظة عجلون بوجود جامعة حكومية أو خاصة في المحافظة،فالحلم واقع والحقيقة أصبحت ماثلة،لم يعرف طعم الراحة ولا النوم حتى استطاع بوقت قياسي تجاوز الأزمة التي عصفت بالجامعة وتحقيق النجاح الذي لم يكن يخطر ببال هؤلاء الذين أشبعونا كلاماً ولم نر لهم إنجازاً على أرض الواقع ، فنجحت الجامعة وتفوّقت وأصبحت مثلاً يضرب في أصحاب الإرادة والعزيمة والإصرار .

آ

بعد هذا النجاح الكبير و غير المتوقع كان لا بدّ للعيادي من أن يدفع الضريبة،،،ضريبة النجاح والإبداع ،وكان لا بد له من دخول حرب ضروس،لأنه لم يكن أداة طيعة في أيدي أصحاب رؤوس الأموال الذي كان من المفترض وعلى رأي البعض أن يقدم لهم الولاء والطاعة صباح مساء، فكان العيادي على عكس ذلك،فهو صاحب قرار جريء لا يعرف إلا الحق والقانون ولا فرق عنده بين مستثمر أو صاحب رأس مال كبير و بين فقير معدم ، فكان دائماً ما يردد أن الجميع يجب أن يأخذ فرصته ،لسان حاله أنا نصير الضعفاء والمساكين من أبناء المحافظة الذي لا حول لهم ولا قوة .

آ

أمّا التحدي الآخر فهو الضغوط التي كان يواجهها يومياً من قبل بعض المتنفذين لتحقيق بعض المصالح الشخصية كالتعيينات مثلاً ،فالرجل أيضاً لا يعرف إلا الحق وتطبيق الأسس والقوانين في إشغال الوظائف المطلوبة .

آ

أمام كل هذا أصبح كل أولئك ينتظروا أي فرصة للانقضاض على الجامعة و رئيسها القوي الأمين ، حتى تحقق لهم الحلم بإيجاد بعض الثغرات البسيطة من قبل بعض أصحاب النفوس المريضة فكان لهم ما أرادوا متجاهلين كل هذه النجاحات التي تحققت بل و أنكروها إيما إنكار،متشدقين بكلام الإصلاح ومحاربة الفساد وهم يعرفون بقرارات أنفسهم أنهم هم من يحتاج لعشرين هيئة مكافحة فساد لتحارب فسادهم وجشعهم و تردع طمعهم وظلمهم .

آ

أمّا أنت أبها الرجل الجليل العالم التقي الورع ،،ونحن نودعك اليوم فإنما نودع أخاً وصديقاً مخلصاً للوطن ولمحافظة عجلون ولكل أهاليها، و نقول لك لا تجزع ولا تحزن فالرجال الشرفاء الأمناء الحافظين للعهد المخلصين لله ولوطنهم دائماً ما ينكر جهدهم ويجحد فضلهم من قبل الكثيرين و حتى من أقرب المقربين أيضاً .

آ

نحن وبحق خسرناك وخسرنا قامة شامخة في العطاء،، وصديقا مخلصاً تجده في السراء والضراء،،خسرنا رجلاً كان نصيراً لعجلون وقضايها المختلفة.

آ

أما حبيبتك ورفيقة دربك جامعة عجلون الوطنية فلا أظن أن فارساً مثلك سيقودها مع شديد الاحترام والتقدير لكل من سيأتي،فأنت وعجلون الوطنية قصة نجاح سنتحدث عنها طويلاً وسنروي لأبنائنا و أحفادنا عنها قصص تميّز وإبداع ، وسنقول لهم بكل فخر واعتزاز أن أبا أسيّد الرجل الصالح صنع من المستحيل قصة نجاح عظيمة تستحق أن تدّرس في المدارس والجامعات .

آ

في أمان الله يا أبا أسيّد نودعك وقلوبنا قبل عيوننا تفيض بالدموع لأنك والله قد ظلمك القريب قبل البعيد،وأنكر عليك ماكرون خبيثون كل هذا المجد الذي صنعته لنا و لهم ، ولكن العزاء بالخيرين الطيبين الطاهرين أمثالك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،،،في أمان الله، والله معك يحفظك ويرعاك في كل خطوة تخطوها والى لقاء قريب إن شاء الله .

آ

“ “والله من وراء القصد من قبل ومن بعد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.