بالابتعاد عن التخوين والتشكيك نحمي بلدنا

نسيم العنيزات
منذ سنوات ونحن بنفس الدائرة نستخدم الادوات نفسها ، دون البحث عن بدائل وحلول، لا نتقن شيئا غير التشكيك والتخوين وتوجيه التهم واصدار الأحكام.
هذا هو حالنا منذ سنوات نقف في المكان نفسه دون ان نتقدم خطوة او حتى نحاول استكشاف المكان بعد ان تمكن الخوف منا وسيطر علينا.
فقد اشتغلنا ببعضنا والتلاوم فيما بيننا وتركنا الامور تسير بنا في غفلة منا وابتعدنا عن الواقع لنأتي بعدها نتحسر على حالنا.
اين كنا عندما كانت الأمور تسير بنا إلى المجهول؟، والظروف حولنا تنذر بأن المستقبل ليس تماما، وانشغلنا بالتخوين والتشكيك وحشد الاصطفافات والتأييد التي نبني عليها مواقفنا، بمعنى يا ( أسود او ابيض ) اي «معي او ضدي « واقصد – هنا الرأي والموقف – دون الانتباه إلى بلدنا او الى اين سائرون، فكل واحد منا لا يهمه الا نفسه ولا يبحث الا عن مصلحته.
وفي ذروة الانشغالات وما صاحبها من حملات، بعضها مقصود وممنهج ، واخر عفوي ناتج عن ردات فعل او اللحاق بالغير دون ادراك او تقدير للأمور أحدثت انقساما مجتمعيا حول قضايا كبيرة وجوهرية لا تقبل الاختلاف او الانقسام .
فالقضية الفلسطينية وما يحدث في قطاع غزة والأراضي المحتلة من حرب وابادة جماعية والموقف الأردني والشعبي منها او التعاطف معها او تبنيها من قبل البعض باعتبارها قضية عربية إسلامية او حتى شخصية لا تتعارض ولا يجب ان تتعارض مع الانتماء الوطني ولا علاقة لها بالهوية الوطنية.
لان الهوية الوطنية لا تقصي الآخرين ولا تصادر حقهم او تحدد لهم أفكارهم وتفيد طموحاتهم طالما انهم جميعا تحت القانون ويحتكمون اليه.
[كما ان الإيمان بالقضايا الوطنية والانحياز لها يجب ان لا يغضب الآخرين او تضيق صدورهم بها.
وعندما نصل جميعا إلى هذا الحال دون تخوين او تشكيك عندها فقط نحمي بلدنا ونحافظ عليه.