بانتظار الديموقراطية
د. عزت جرادات
–
*بعد انتشار العولمة في أواخر القرن الماضي بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، وبعد سقوط جدار برلين، ولحق به انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت موجة الديموقراطية التي أحدثت اختلالا في معظم النظم في مختلف أقطار العالم لتشكيل النظام العالمي الجديد بشعاره العالمي –الديموقراطية.
*ولم تعد الديموقراطية بحاجة الى تنظير فكري أو ثقافي، فقد أصبحت أمراً واقعاً عالمياً، وتتراوح ما بين ديموقراطية ليبرالية غربية، كما وصفها هنتنغتون: نهاية التاريخ، وديموقراطية شكلية أقرب ما تكون شعاراً بلا مضمون في معظم المجتمعات البشرية المعاصرة، ومنها المجتمعات العربية، فهل تنمو الديموقراطية الحقّة من الديموقراطية الشكلية، وبخاصة في المجتمعات العربية، وهو ما يهمنا الآن. يرى البعض أن الديموقراطية في المجتمعات العربية عبارة عن نَبْتَةٍ وليدةٍ غضّةٍ في تربة غير مهياةٍ لها، وتفتقر إلى الجذور في مختلف مجالات المجتمع، ويرى آخرون أن ثمة مجتمعات تحوّلت من مجتمعات مستْتَعْمرَةإلى ديموقراطية فور رحيل الاستعمار، وحتى لو كانت شكلية أحياناً، ذلك أن المجتمات تحرَّكها الرغبة أو الحاجة لحياة ديموقراطية، ترفع شعار حقوق الانسان بما تتضمنه من قيم وسلوكيات وحريات، وتؤكد أهمية إحداث التنمية البشرية بما تتضمنه من الارتقاء بمستوى حزمة الخدمات الاجتماعية، متمثلة بالرعاية التعليمية والصحية والأسرية، والتي تؤدي إلى رفع مستوى الحياة المعيشية فالمجتمعات العربية، وقد تحررت من الاستعمار، وتتطلع الى تنمية بشرية، وإلى نهج الديموقراطية الحقّة، لا الشكلية، تمتلك المقوّمات التي تؤهلها أن تكون مجتمعات ديموقراطية.
– فنسبة القرائية فيها، بالمجمل، تعتبر من الفئة المتوسطة عالمياً.
-ولا تفْتَقِرُ إلى المواراد البشرية، النوعية، ثقافة وتأهيلاً متخصصا وإبداعا في مختلف ميادين الحياة اذا أُتيحت الفرص لذلك
-وتحفزها الحاجات والاهتمامات والطموحات نحو حياة فُضلى.
-وتمتلك مؤسسساتإقتصادية وثقافية وفكرية مؤهلة لإنجاح أي مشروع عربي نهضوي نحو الديموقراطية.
- فهل الإرادةللإنتقال من الديموقراطية الشكلية إل الديموقراطية الحقّة، هل الإرادة متوافرة على المستوى الفردي والمؤسسي؟.