بعد أن أشغلت الرأي العام… انتهت بصلحة
نسيم العنيزات
–
إذا كانت القضية المتعلقة بجمعية المحافظة على القرآن الكريم تحل بصلحة او جاهة خلال جلسة على فنجان قهوة فلماذا الضجة والإثارة من الاصل؟ .
تعليمات اصدرتها الوزارة بخصوص الجمعية في اذار الماضي قائلة إنها لتنظيم عمل اندية الطفل القرآني.
فأثارت ضجة وحالة من الانقسام المجتمعي والاصطفاف بين مؤيد ومعارض ،وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بالآراء والتعليقات واصبحت الشاشات والفضائيات منصات لإطلاق الاتهامات والتبريرات فيما طالب البعض بإغلاق هذه المراكز التي تعلم القرآن الكريم ، بل وصل الامر الى أقرب من التكفير والاتهامية في بعض الاحيان، والبعض الاخر رفضه و اعتبره ليس منطقيا ، لتقوم على إثره الدنيا ولم تقعد على اساس الفزعة والتحشيد غير البريء من البعض الذي حشد وطالب الفزعة والمساندة ، الا اننا لم نكن نعلم بانها ستحل بكل هذه السهولة .
فإلى متى وقد عبرنا مئويتنا الثانية تبقى امورنا وقراراتنا رهن الارتجالية والتسرع المبني على ردود الافعال القائم على الاحتمالات؟ اما الصمود او التراجع حسب الفزعة وردات الفعل اي «عد رجالك وردوا المي» كما يقول المثل.
فاذا كانت القضية تحل بجلسة او رشفة من القهوة فلماذا لم نلجأ الى الحوار من الاصل وجنبنا البلاد والعباد حالة الانقسام واصدار الفتاوى .
الم يكن الحوار هو الاسلم والاصوب خاصة في مثل هذه القضايا وغيرها التي تخص الدين والعقيدة وعلاقتها بالناس مباشرة .
والان نسأل اين ذهبت البيانات والاتهامات بين الناس وما هو موقفهم ؟ ومن الذي يتحمل مسؤولية ما حدث وجرى بعد ان انتهى الامر بصلحة وكأن القضية شخصية لا تهم المجتمع بأكمله الذي وجد نفسه بين المؤازرة والرفض.
الم نتعلم او نستفد من تجاربنا السابقة والى اي حد اوصلتنا تلك القرارات غير المفهومة.
فهل القضية كانت بين طرفين او خصمين دون سند منطقي او قانوني؟.
ام ان المجتمع ليس معنيا بها ولا دخل له فيها، فهي تتخذ وتبقى قيد الانتظار والترقب، لنسمع بعدها تصفيق وتصفير الجمهور من على مقاعد المتفرجين .