بعد مرور عامين على تجربتي في اللامركزية ،،،
منذر محمد الزغول
=
العمل العام بالنسبة لي ليس غريباً ، فقد أفنيت سنوات طويلة من عمري في العمل العام والتطوعي ، وكنت طوال الوقت أحاول بكل جهد ممكن خدمة وطني ومحافظتي وخاصة من خلال عملي في المجال الإعلامي والثقافي والتطوعي والمبادرات التي لاحصر لها ، وأخيرا من خلال عضويتي في مجلس محافظة عجلون الثاني التي مر عليها لغاية الآن عامين .
قد تكون تجربتي في مجلس المحافظة جديدة بعض الشيء إلا أنها ليست غريبة فقد تابعت عمل المجلس الأول من خلال عملي في الإعلام ، وتشكلت لدي على أثرها فكرة لا بأس فيها عن طبيعة عمل مجالس المحافظات ، الأمر الذي سهل علي كثيراً خلال عضويتي في مجلس المحافظة الحالي .
حقيقة الملاحظات التي تشكلت لدي خلال متابعتي لعمل المجلس الأول لا تختلف كثيراً عنها في مجلس المحافظة الثاني بفارق بسيط أن غالبية أعضاء مجلس المحافظة الثاني أصبح لديهم فكرة جيدة عن المعيقات التي واجهت مجالس المحافظات بنسختها الأولى الأمر الذي جعلهم يفكرون ملياً قبل الإقدام على إقرار أي مشروع في القطاعات المختلفة ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر توفر الدراسات وقطعة الأرض المناسبة لتنفيذ أي مشروع ، حيث عانى المجلس الأول من ذهاب جزء كبير من مخصصات المشاريع بسبب عدم توفر الدراسات وقطع الأراضي لأي مشروع .
شخصياً أعتز بتجربتي بمجلس المحافظة الثاني ، وأعترف أيضاً أن هناك الكثير من المعيقات ما تزال تواجهنا وخاصة في مشاريع التربية المتعلقة بقضية الأبنية المدرسية التي تحتاج الى مشوار طويل من العمل بين وزارتي التربية والأشغال ، وبسبب هذه القضية الهامة ضاع جزء كبير من مخصصات قطاع التربية ولم يتمكن مجلس المحافظة من الإستفادة منها على الإطلاق ، متأملاً أن تجد قضايا الأبنية المدرسية طريقها الى الحل في المستقبل القريب ، وعندها ستكون عقبة كبيرة في عمل مجالس المحافظات انتهت وبدأت مرحلة جديدة من العمل والإنجاز .
المعيقات في عمل مجالس المحافظات كثيرة ولا تتوقف عند هذه القضية أو تلك ، فما تزال كثير من المديريات الرسمية مثلاً لا تتابع مشاريعها ، الأمر الذي يتسبب بضياع مخصصات جزء كبير من هذه المشاريع رغم متابعة المجلس الحثيثة لكثير من هذه المشاريع .
من المعيقات أيضاً أن مخصصات مشاريع مجالس المحافظات تذهب مع انتهاء السنة المالية ، وهذا الأمر أيضاً أعاق تنفيذ كثير من المشاريع ورتب على المجالس التزامات مالية وديون أرهقت كاهل مجالس المحافظات التي تسعى بشق الأنفس لتنفيذ مشاريعها وخدمة مناطقها .
على كل لن أتطرق كثيراً للمعيقات التي ما تزال تواجه عمل مجالس المحافظات فهي كثيرة ، ولو أن الحكومات الأردنية المتعاقبة كانت جادة بالفعل بإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا لأراحت نفسها وأراحت المواطنين من عناء المراجعات المتكررة لوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة للحصول على الخدمات ، ولمكنت أيضاً مجالس المحافظات من تنفيذ جزء كبير من خططها ومشاريعها .
أما عن تجربتي الشخصية فكما ذكرت في مقالي فأنا راضَ عنها تماما سواء بما يتعلق بمساهمتي بخدمة محافظة عجلون بشكل عام أو منطقتي بشكل خاص ، وقد أكون بالشراكة مع الزملاء الكرام في المجلس والجهات الرسمية المختلفة في المحافظة وفي عمان حققت لغاية الآن حوالي ال 60% من برنامجي الذي أعلنت على أثره رغبتي بخوض تجربة مجالس المحافظات ، ولو أن الأمور سارت في قطاع التربية وفي قطاعات أخرى كما كنت أتمنى وأطمح لارتفعت النسبة أكثر من ذلك بكثير ـ رغم أنني ويعلم الله حاولت بكل جهد ممكن أن أكون عند حسن ظن الجميع ، إلا إن المعيقات التي تواجهنا في مجالس المحافظات والروتين القاهر المعمول فيه في وزارات الدولة المختلفة ما يزال يقف بكل قوة أمام تحقيق كل ما نطمح ونتطلع إليه .
على كل أيضاً ما يزال في جعبتنا الكثير لخدمة أهلنا ومحافظتنا ولن نكتفي فقط بمشاريع مجلس المحافظة ، فالخير في هذا الوطن كثير وكبير وإن شاء الله سوف تتواصل المسيرة بكل عزيمة وطموح كما بدأناها ولن تقف بوجهنا كل المعيقات والتحديات التي تواجهنا كل يوم لخدمة أهلنا ومحافظتنا ، فخدمة الأهل والوطن شرف لنا ما بعده شرف .
والله من وراء القصد ،،،
بقلم / منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية
عضو مجلس محافظة عجلون