بلدي عجلون:–
عبد الله العسولي
–
عجلون عروس جميلة خلقها الله في أبهى وأجمل صورة مزينة بألوان الطيف الشمسي ، مهوى أفئدة المتنزهين ويعشقها كل من زارها .
فمياهها عليلة وعذبة وازهارها ذات الالوان و الروائح البديعة والمناظر الخلابة .والتي تجسد صور الجمال والبهاء والروعة ، وهوائها ينعش القلب ويشفى العليل وفيها تزهو الروح جمالا وبهجة وسعادة.
فأنت ِ قلبي– أنت نبضي – أنت روحي – أنت حياتي –أنت كل شيء في وجودي ، اشمُّ رائحتك فأعرفها ولو كنت مطبق العينين –يتغير الهواء ونحن على ابواب حدودك قاصدين الدخول إليك – فتراه هواء منعشا لطيفا .
اذهب إلى محافظات وطني الجميلة – لأمضي فيها اوقاتا – لكني لا استطيع الاطالة والغياب عنك كثيراً – يشدني الشوق للعودة اليك فقلبي وروحي معلّقة بك ونفسي لا تهوى مكانا غيرك ، اشعر بالراحة والسكون والطمأنينة وانا بين ثناياك وبين ربوعك ففيك وُلِدتُّ وفيك تربيت وترعرت وعلى ترابك عشت اجمل ايام جياتي .
فلا يرتاح نظري وينجلي إلا لرؤيتك وأذني لا ترتاح إلا لسماع حفيف شجرك وزقزقة طيورك وتمايل أغصانك و اشجارك.
فشتائك يغسلك ويجملك وخريفك يخلع ثوبك البالي ، وربيعك يلبسك ثياب الزهاء والجمال والبهاء المطرزة بالألوان الجذابة ذات الروائح التي جلبت كل محبي الذوق والجمال ، فتفتح ذراعيها اليانعة لمحبيها وزوارها ، وصيفك صاحب الأجواء المعتدلة والسماء الصافية التي تعطي الشعراء اجوّءاً رومانسية لكتاباتهم وأشعارهم .
يا ملكة جمال المحافظات – تشتاق لزيارتك ورؤيتك صبايا وطني ليتعلمن منك أصول الحسن والجمال ، فأنت مركز تجميل العذارى والحيارى وكل اهل وطني ، وأنت علاج كل مهموم وملاذ كل متعب وكل من اتعبه العمل والتفكير. يغادرك زوارك وكلهم نشاط وانبساط و سعادة واملهم بالعودة اليك، فليس لجمالك وصف وليس لترابك ثمن وليس لهوائك مثيل ، تعطي زوارك امنا وطمأنينة وراحه .
فأنت قطعة مني وانا قطعة منك ، اسكن فوق ترابك وانت تسكنين عقلي ووجداني . أنت بلسم الحياة وعطر الفؤاد.
اكبر انا ويشيب شعري وتضعف قواي –وانت تزهين وتتألقين وتزدادي نظارة وحلاوة . انام واصحو وانت تبدلين ملابسك وفساتينك التي يتجدد حلاها وجمالها كل يوم.
اعشقك ايتها الجميلة فحبك ليس حراما بل ومشروعا وواجبا ،
فان لم اعشق بلدي ووطني فماذا اعشق ، اليس التقصير في حبك جريمة وعقوق.
اعشقكي ايتها الجميلة فإنني ارى فيك طفولتي ، شبابي ، فانت سلة غذائي ، باقة وردي ، زجاجة عطري ، ترابك سرير نومي ، سماؤك ونجومك وقمرك لوحة حلوة يحلو النظراليها والتمعن بها. عندما اسمع كلمة عجلون ،يخفق قلبي و اطرب لسماع اسمك واتغنى به واقول في نفسي ايوجد في الدنيا كلها احلى واجمل اليّ من عجلون؟!
ايتها الجميلة – قلعتك تعانق السماء اضفت عليك جمالا الى جمالك الوضّاء ففيها روعة الخالق وبديع الصانع وطرزاً معماريا رائعا وتصميما فنيا مبهجا.
قصد جبالك وهضابك عمالقة التاريخ الاسلامي الذين قادوا الفتوحات الاسلامية امثال صلاح الدين متسلحين بالعزم والعزيمة واهمية المكان – ليتركوا لنا نبراسا شامخا شاهدا على براعة فتوحاتهم الاسلامية منذ مئات السنين ، لتكون القلعة مقصدا لكل زائر وسائح ، فزادت عجلون جمالا وسمعة واضافت الى عجلون نقشا في وجهها الباسم .
فانت ملتقى العشاق وفيك يتجلى الشعر والنثر وعلى ذراك الاطلال وملتقى المحبين.
فإلى حبيبتي عجلون اطبع على جبينك قبلة محبة وشوق ووفاء – مغموسة برائحة وردك ومجبولة بذرات ترابك الغالي داعين الله ان يحفظ بلدي واهلي من كل مكروه.