بيروت باريس الشرق
نسيم العنيزات
ان تعزيز نظام العقوبات الذي فرضه الاتحاد الاوروبي، ووجد ترحيبا امريكيا ليس المقصود به معاقبة الشعب اللبناني والتضيق عليه، بل على العكس يهدف إلى مساعدة اللبنانيين للخروج من ازمتهم.
نعم ان الاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم فرنسا لن يتخلى عن لبنان وشعبه الذي يعاني ازمات اقتصادية خانقة وسياسة معقدة، بسبب تمسك كل طرف بموقفه لتحقيق مكاسب خاصة الاحزاب وبعض القوى التي يمثلها دون التخلى عن اي مكتسبات، بعيدا عن الدولة التي وصلت الى حد الانهيار الاقتصادي والسياسي.
فهناك قوى ومكونات ادخلت الدولة في زاوية ضيقة تتصارع فيما بينها وتتمسك بمواقف متشنجة اوصلت الدولة الى هذه الحالة الصعبة والمتشابكة ضمن محاور معقدة من بينها الفساد وفرض العضلات والسيطرة على القرارات السياسية.
ومن هنا فان الاتحاد الاوروبي يهدف إلى انقاذ لبنان شريطة ان يساعد نفسه اولا وان يتخلى السياسيون عن مصالحهم ومواقفهم التي اوصلت دولتهم الى هذا المرض المستعصي لن ينفع معه الدواء والعلاج، بعد ان ترك ضحية لصراعات داخلية ومصالح دولية تحركه وراء مصالحها في جميع الاتجاهات المتناقضة في سنوات سابقة من القرن الماضي.
وتهدف العقوبات التي فرضها الاوروبيين الى تغيير في السلوك وتعزيز مسالة القادة والسياسين الفاسدين الذين شاركوا باسلوب خبيث «حسب بيانهم» لذلك فانه يرى بانه لا بد من الكي والتخلص من بعض الرموز الذي يتهمهم الشعب بالفساد المالي والسياسي.
ومن خلال مواقف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة فان الخروج من الازمة اللبنانية بايدي اللبنانيين انفسهم، خاصة تلك القوى المعروفة للجميع التي عليها ان تساعد بلدها وتنظر الى مصالح دولتهم العليا بعيدا عن المصالح والمكتسبات الشخصية لينهض لبنان من جديد وتعود بيروت كما كانت باريس العرب والشرق.
هذا البلد الذي عانى سنوات طويلة من حروب واقتتال داخي وصراع بين مكونات سياسية ووفصائل مسلحة كانت ترتهن لاشارات خارجية عبثت في البلاد وكبدته خسائر بشرية ومالية دمرت بناه التحتية واخرته عشرات السنوات في القرن الماضي.
وما ان بدأ بالتقاط انفاسه واعادة توازنه والميل نحو الاستقرار والنهوض، تطل علينا ازمة كبيرة تقودها قوى داخلية، وكأنها تستمتع بان ترى لبنان وشعبه في معاناة دائمة ومستمرة..
لذا فان حل الازمة اللبنانية والخروج منها مرهون بالقوى التي عليها الاتفاق على تشكيل حكومة تمتلك خطة وطنية قادرة على النهوض، شريطة ان تكون توافقية خالية من بعض الرموز غير المقبولة شعبيا ودوليا لاقناع العالم والدول الداعمة بانها وضعت اقدامها على بداية الطريق ومستعدة للتقدم، لتتمكن من مساعدتها.
ولا بد ايضا من محاكمة كل من يثبت فساده او نهبه لاموال الشعب اللبناني.
وبعكس ذلك سيبقى لبنان يدور في دائرة مغلقة وستتعمق ازمته ولن يخرج منها الا بمزيد من الانهيار والدمار لا سمح الله.