بين الخيال والكوابيس الحقيقية
نسيم العنيزات
جميعنا لديهم طموحات وتطلعات كما لديهم احلام يسعون لتحقيقها يتطلعون الى غد أفضل ومستقبل امن دون خوف.
وحتى يتحقق ذلك لا بد من وجود ارضية تحمل هذه الطموحات ، واتباع الية ترفع هذه الأحمال الثقيلة والسير بها ضمن خطة مرسومة حتى توصلها الى بر الامان .
فان الخطط ووجود الأرضية السليمة الخالية من العيوب واتباع نهج سليم حقيقي قابل للتنفيذ وتوفر المدخلات والارادة الحقيقية شروط متلازمة لتحقيق أهدافنا، وأن غياب اي منها او اسقاطه من المعادلة سيقودنا الى الفشل الحتمي مما يعني بقاءنا داخل غرفتنا المظلمة ،ندور حول أنفسنا في الدائرة نفسها.
فالنوايا لا تحقق أهدافا ، ولا تخلق مستقبلا ولا تصنع املا ، ولا تفسر أحلاما، الا اللهم مضيعة للوقت ، تهيئ ارضية للتسلية في لحظات الملل والضيق وقبل لحظات النوم عندما نسرح بفضاءات الاحلام ونبني قصورا ونزين حدائق ونزرع ورودا وازهارا.
وعندما يداهمنا النوم نغوص في كوابيس الحياة الجاثمة على الصدور الساكنة في داخلنا والمتمكنة منا ، تطاردنا اشباح الرعب والخوف، فنصحوا بعدها بأجسام متعبة ومنهكة بسبب ما ممرنا به بالأمس من صراع وحروب داخلية وقلة النوم.
نصحو بحالة نفسية صعبة تنتج سلوكيات مجهولة لا تنطبق مع الواقع ولا نملك السيطرة عليها او التحكم بها.
سرعان ما نعود بعدها الى سيرتنا الاولى بين الاحلام والتحليق في عالم المستحيل والعيش وسط عالم الكوابيس الحقيقية وما تحمله من هموم واعباء تزداد كل يوم لا بل كل ساعة ولحظة ، بعد ان تخلى عن دوره . او عجز عن مسؤوليته ، والمصيبة دون ان يعترف بعجزه وتقصيره بل يستمر في بناء الأوهام والمكابرة ، يصدر وعودوا ويرسم احلاما في عقله وتفكيره.
والخشية ان البعض يعيش الحالة ويصدق نفسه ، اما البعض الاخر ، فاعتقاده او نزعة الأنا تقوده الى التباهي والتفاخر بما يعتقد أنه انجز وحقق وكأنه يعيش في عالم الخيال ، عالم اخر ليس موجودا الا في خياله هو ، لا يعي ما يدور حوله .